كأس آسيا

مصطفى الجارحي يكتب: رمضان صبحي.. ما كل هذا الذكاء (!)

تزامن افتتاح ستاد الأهلي مع رغبة رمضان صبحي، جناح هيدرسفيلد المعار للقلعة الحمراء، في الانتقال لبيراميدز.. لا تنشغل كثيرًا بربط الحالتين.

لا جديد إذن.. لاعب آخر يمضي خلف إغراء المال.. لا جديد أيضًا أن يكون الرحيل من الأهلي تجاه بيراميدز بالذات.

***

اشترى المستشار السعودي تركي آل الشيخ نادي الأسيوطي، في 2018، وغير اسمه إلى بيراميدز، وجلب له رئيسًا هو حسام البدري، مدرب الأهلي السابق والمنتخب الحالي، وإدارة من الأهلي: أحمد حسن وهادي خشبة، ومدربين من أصحاب الأسماء الشهيرة، دياز وحسام حسن وديسابر.

وأبرم تعاقدات مع نخبة من النجوم: عبد الله السعيد، علي جبر، عمر جابر، أحمد الشناوي، البرازيلي كينو، السوري عمر خربين، تراوري… حتى بدا الأمر وكأنه فريق من “المرتزقة”، خاصة مع التحكم في بورصة انتقالات اللاعبين، ومن ثم ارتفاع أسعارهم بشكل غير مسبوق.. وكان الإغراء المالي هو كلمة السر، وفضلاً عن ذلك استقدام حكام أجانب لمبارياته دفع لهم آلاف الدولارات.

لم يتحدث أحد وقتها عن قواعد اللعب المالي النظيف، خاصة أن الأهلي هو النادي الوحيد الذي لديه رخصة أندية ويقدم من وقت للآخر ميزانيته بشفافية إلى الجهات المسئولة.

***

وباع آل الشيخ بيراميدز إلى المستثمر الإماراتي سالم الشماسي، وظن الكثيرون أن الساحة الكروية ستشهد هدوءًا بعد غياب المستشار الملكي السعودي، خاصة أن الإدارة الجديدة بدأت تتفاوض على تخفيض عقود اللاعبين، وتتعامل بمنطقية مع مجالس إدارات الأندية الأخرى فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين جدد.

لكننا وجدنا شريف إكرامي ومن بعده أحمد فتحي، والآن رمضان صبحي، يتجهون إلى بيراميدز بالذات.. وظلت الكلمة العليا، كما في عهد آل الشيخ، للإغراء المالي.. وإلا كيف نفسر مبلغ 100 مليون جنيه لرمضان في 3 سنوات، بخلاف ما سيتم دفعه لنادي هيدرسفيلد، وهو بالتأكيد أعلى من 3 ملايين و250 ألف جنيه إسترليني، المبلغ الذي استقر عليه الأهلي ووافق عليه النادي الإنجليزي.

وللمرة الثانية لم يتحدث أحد عن قواعد اللعب المالي النظيف (!)

***

المؤمنون بالاحتراف هم فقط الذين يرون الأمر عاديًا.. يرون أن بيراميدز من حقه التعاقد مع أي لاعب تحت شعار العرض والطلب.. ويرون أن رمضان صبحي من حقه أن يرتدي القميص الذي يرغب في تمثيله.. لكنهم بالتأكيد يرفضون المؤامرات والمناورات والمزايدات.. يكرهون أن يتاجر أي لاعب بمشاعرهم، فيظل يخدرهم بعشق النادي وجماهيره، ثم يبيعهم مع أول محطة مكتنزة بالدولارات.

***

منذ أيام كتبت مقالاً يطالب إدارة الأهلي بأن تترك رمضان صبحي يعود إلى أوروبا.. وكان الدافع أن يكتسب اللاعب مزيدًا من المهارات والتكنيكات بما يعود بالخير عليه وعلى ومنتخب بلاده.. وكنت أظن أن رمضان بما لديه من موهبة كبيرة سيكون أيضًا ذكيًا ويرحل عن مصر.. لكن للأسف الشديد خاب ظني في لاعب قرر أن يترك موهبته تتآكل في ملاعبنا.

***

على أننا نؤمن يقينًا بالجملة الكلاسيكية التي تقول: يرحل اللاعبون وتبقى الأندية العريقة.. والمعنى أن رحيل اللاعبين أمر مسلّم به، بالموت أو بالاعتزال أو بالانتقال إلى أندية أخرى، لكن الأندية العريقة ظلت شامخة كما هي.. تكتسب مشجعين جدد.. تضم موهوبين جدد.. تنافس على البطولات.. والحياة تستمر.

زر الذهاب إلى الأعلى