الدوري الأوروبيبطولات عالميةكرة قدم

مهمة سولشاير يونايتد تتعقد بخيبة يوروبا ليج

أظهرت الهزيمة المؤلمة التي تعرض لها مانشستر يونايتد مساء الأربعاء في نهائي مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليج” أمام فياريال الإسباني بركلات الترجيح، حجم صعوبة المهمة التي يواجهها المدرب النرويجي أولي جونار سولشاير من أجل إعادة عملاق إنجلترا الى مكانته السابقة.

شاءت الصدف أن تكون خسارة الأربعاء في دانسك البولندية بركلات الترجيح الماراتونية (10-11) بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، بعد مرور 22 عاماً بالتمام والكمال على الهدف القاتل الذي سجل سولشاير ليونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ الألماني ليقوده للفوز 2-1 بعدما كان متخلفاً حتى الثواني الأخيرة.

أحنى الحارس الإسباني دافيد دي خيا رأسه بعدما أهدر الركلة الترجيحية الحادية عشرة لفريقه والتي أهدت فياريال لقبه القاري الأول في أول نهائي يخوضه في تاريخه، حارماً “الشياطين الحمر” من لقبهم الأول بقيادة سولشاير والأول على الإطلاق منذ 2017 حين توجوا بالمسابقة القارية ذاتها.

وأظهر سولشاير في مباراة الأربعاء انعدام ثقته بدكة بدلائه التي ضمت قلب الدفاع والقائد هاري ماغواير المصاب، بعدما انتظر حتى الدقيقة 100 لإجراء تبديله الأول.

وبعدما قاد يونايتد إلى إنهاء الدوري بين الثلاثة الأوائل لموسمين توالياً وذلك للمرة الأولى منذ اعتزال المدرب الاسكتلندي أليكس فيرغسون عام اللقب الأخير للفريق في 2013، صنّف سولشاير نهائي دانسك بـ”حجر الأساس لشيء أفضل قادم”.

وبعد خسارة الأربعاء، تبين وحتى إشعار آخر أن التقدم الوحيد الذي حققه يونايتد حتى الآن بقيادة سولشاير هو التخلص من عقدة الدور نصف النهائي الذي انتهى فيه مشواره أربع مرات سابقة في جميع المسابقات منذ توليه الإشراف على الفريق.

وتوقف مشوار “الشياطين الحمر” عند دور الأربعة مرتين في مسابقة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ومرة في كل من “يوروبا ليج” وكأس إنجلترا.

وتخلص سولشاير من هذه العقدة بتخطيه روما الإيطالي في نصف النهائي، لكن المغامرة انتهت في دانسك على يد فياريال ومدربه المتخصص في “يوروبا ليج” أوناي إيمري الذي توج بطلاً لها للمرة الرابعة من أصل خمس مباريات نهائية.

ورغم التقدم الذي حققه الفريق تدريجياً، أقله على صعيد الدوري الممتاز، منذ وصول سولشاير في كانون الأول/ديسمبر 2018، يبدو يونايتد في وضعه الحالي أمام مهمة شبه مستحيلة الموسم المقبل للارتقاء الى مستوى جاره اللدود مانشستر سيتي المتوج بلقب “البريميرليج” للمرة الثالثة في آخر أربعة مواسم والبالغ نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه حيث يلتقي خصمه المحلي تشيلسي السبت في بورتو البرتغالية.

وأقر سولشاير بعد خيبة الأربعاء “أن الموسم لم يكن ناجحاً وهذه هي الفوارق الضئيلة في كرة القدم (أي مباراة واحدة قد تفصل بين النجاح والفشل). أحياناً ركلة واحدة تحدد الموسم كناجح أو جيد، أو لا”.

ورأى “الألقاب مهمة وهو الأمر الأهم في هذا النادي”.

وبخسارته نهائي دانسك ضد “الغواصة الصفراء”، يعيش يونايتد أطول فترة له من دون ألقاب منذ الثمانينات وبداية حقبته مع مدربه الأسطوري فيرغسون.

منذ تسلمه المهمة بخبرة تدريبية متواضعة، واجه سولشاير الكثير من الانتقادات والتشكيك بقدرته على بناء فريق لم ينافس بشكل فعلي على الألقاب منذ قرابة عقد من الزمن.

لكنه بدا راضياً عما شاهده من تطور بالقول “كنت سعيداً بالمجهود الذي بُذِلَ، بالتصميم والرغبة عند اللاعبين. ربما حققنا أقصى ما يمكن أن يتمناه أحد، لكن يجب أن نكون أفضل”.

ورأى النروجي أن إضافة “لاعبين أو ثلاثة لتقوية تشكيلة الـ11 الأساسيين والفريق بأكمله أمر هامٌ جداً بالنسبة لنا من أجل الذهاب أبعد والتطور”.

وتجاوز سولشاير هذا الموسم خيبة الخروج من دور المجموعات لمسابقة دوري الأبطال وقاد يونايتد لتصدر ترتيب الدوري الممتاز في كانون الثاني/يناير رغم مشاهدته فريقه يقدم أسوأ نتائج له على أرضه منذ 48 عاماً.

وخلافاً لنتائجه في “أولد ترافورد”، بات يونايتد رابع فريق فقط في تاريخ دوري الدرجة الأولى سابقاً والممتاز حالياً ينهي الموسم بأكمله من دون الخسارة خارج أرضه، ما يظهر مدى التطور الذي حققه “الشياطين الحمر” بقيادة مهاجمه السابق.

بالنسبة للنروجي “يجب أن نستفيد من هذه الخيبة (خسارة الأربعاء من أجل البناء للمستقبل). إنه الشعور الأسوأ. هذه هي اللحظات التي تتذكرها أكثر من أي شيء آخر في مسيرتك كلاعب أو مدرب”.

وتابع “بإمكانك إما أن تذهب الى عطلتك الصيفية من دون أن تفعل أي شيء، أو الذهاب الى منزلك ومن ثم العودة من أجل تحقيق ما هو أفضل. أن تعود أكثر تعطشاً”.

وتعهد المهاجم ماركوس راشفورد الذي كان الأربعاء أحد ثلاثة لاعبين بدؤوا أساسيين في نهائي يوروبا ليغ عام 2017 ضد أياكس أمستردام الهولندي، بأن ألم الهزيمة سيجعل الفريق أكثر عزماً للعودة أقوى وأفضل في الموسم المقبل.

وقال راشفورد لشبكة “بي سبورت” البريطانية “الوصافة لا تدخل في الحسبان. لا أريد سماع أنهم (كانوا قاب قوسين أو أدنى) لأن ذلك لا يعني أي شيء. هناك فائز واحد وخاسر واحد. اليوم خسرنا. يجب أن نكتشف السبب والحرص على عدم الخسارة في المرة المقبلة”.

وشدد “يجب أن نتخلص من خيبة الأمل والعودة لمراجعة المباراة لمعرفة أين أخطأنا. الفريق لن يستسلم، لا مجال لذلك. المدرب لن يسمح لنا بالاستسلام”.

وختم “سنعود الموسم المقبل برغبة أكبر”.

زر الذهاب إلى الأعلى