إثارة وحوادث ومفاجآت في فوز بوتاس بالسباق الافتتاحي
استفاد الفنلندي فالتيري بوتاس من دخول متأخر لحارة الصيانة، ليفاجئ زميله بطل العالم لويس هاميلتون، وينتزع الفوز بالسباق الافتتاحي لفورمولا 1 (الجائزة الكبرى) في أستراليا، اليوم الأحد.
وانطلق بوتاس من المركز الثاني، ليحقق خلف هاميلتون أول المنطلقين، ليتجاوز السائق الفنلندي زميله البريطاني خلال بداية فوضوية للسباق على حلبة البرت بارك، وينتهي به المطاف نحو تحقيق الفوز الرابع بفارق 20.80 ثانية عقب تأخر في عملية استبدال الإطارات، في إنجاز يعد الأول له في “الفورمولا 1”.
وكان لزاما على هاميلتون، صاحب المركز الثاني، الذي تحول للإطارات المتوسطة قبل سبع لفات على قيام بوتاس بذلك، أن يقاتل للتصدي لمحاولة ماكس فرستابن صاحب المركز الثالث، وكان محظوظا لانزلاق سيارة سائق رد بول على العشب قبل النهاية في خسارة بعض الثواني المهمة.
وأضاف بوتاس، الذي حقق أول انتصار له منذ أبوظبي عام 2017، المزيد من البهجة بحصوله على نقطة كمكافأة على إنجاز أسرع زمن للفة على الحلبة، وذلك خلال دقيقة واحدة و25.580 ثانية.
وقال السائق الفنلندي: “لا أعرف ماذا حدث. كانت البداية جيدة حقا، وربما يكون هذا أفضل سباق لي على الإطلاق. أشعر بالارتياح وبأن كل شيء تحت السيطرة. السيارة كانت على ما يرام اليوم، لذا فقد استمتعت حقا. كنت أريد أن أستمتع اليوم. أنا في غاية السعادة ولا يمكنني الانتظار للسباق المقبل”.
واشتكى هاميلتون، خلال السباق عبر دائرة الاتصال الداخلية للفريق، من مسألة دخوله حارة الصيانة مبكرا، وقال إنه قلق من أن إطاراته لن تصمد كثيرا.
إلا أنه بدا متسامحا إزاء النتيجة، كما أن فريقه يشعر بالسعادة لأن سرعته الحقيقية كانت كافية للتفوق على بقية المنافسين.
وقال هاميلتون: “كان سباقا جيدا بالنسبة للفريق. قدم فالتيري سباقا لا يصدق اليوم وهو يستحق الفوز. يجب أن أزيد من وتيرة العمل الذي أقوم به عند الانطلاق”.
وكان اليوم أقل من العادي بالنسبة لفيراري، حيث كان لزاما على فيتل صاحب المركز الرابع، وزميله الشاب شارل لوكلير صاحب المركز الخامس، الاكتفاء بمنافسة بعضهما البعض على مراكز أقل.
وسجل الفريق أسرع زمن للفة خلال التجارب التي تسبق الموسم متفوقا على مرسيدس، لكن ثنائي الفريق أنهى بفارق نحو دقيقة خلف بوتاس.
واحتفظ فيتل، بطل العالم أربع مرات، بمكان على منصة التتويج خلال أغلب فترات السباق، لكن فرستابن اقتنص منه المركز الثالث ليحتفل فريق رد بول بظهور أول مميز مع محركات هوندا.
وقال السائق الهولندي الذي ضمن مكانا لهوندا لأول مرة خلال عصر المحركات الهجين، المؤلفة من ست أسطوانات: “كان يجب علي تخطي سيباستيان للصعود لمنصة التتويج، وهو ليس بالأمر السهل هنا، لكنني سعيد للقيام بذلك”.
وفي صراع منتصف الترتيب، حل كيفن ماجنوسن في المركز السادس مع هاس، متفوقا على نيكو هولكنبرج سائق رينو، وصاحب المركز السابع.
وجاء البطل السابق كيمي رايكونن في المركز الثامن في أول ظهور له مع ألفا روميو، وهو الفريق الذي كان يعرف من قبل باسم ساوبر، بينما انتزع لانس سترول المركز التاسع، تلاه دانييل كفيات في المركز العاشر، وهو آخر المراكز التي تمنح أصحابها نقاطا، وذلك مع فريقي ريسنج بوينت وتورو روسو على الترتيب.
وكان الظهور الأول لرينو هذا الموسم كارثيا، خاصة بعد أن خرجت سيارة أمل أستراليا في البطولة دانييل ريتشياردو من الحلبة نحو العشب، عند الانطلاق، ما أدى لتدمير الجناح الأمامي للسيارة نتيجة اصطدام.
واضطر ريتشياردو للدخول لحارة الصيانة على الفور لاستبدال الجناح وانتهى به المطاف لانسحابه خلال السباق.
وانسحب كارلوس ساينز، سائق مكلارين، بعد أن اندفع نحو الممر المؤدي لحارة الصيانة في اللفة 11 والنار مشتعلة في سيارته.
وأظهر هاس، الذي خسر كلا سيارتيه بسبب خطأ في تغيير الإطارات في سباق العام الماضي، أنه لم يتخلص من أشباح التوقف في حارة الصيانة، حيث تسبب التوقيت السيء للتوقف في خسارة رومان جروجان لمركزين.
واضطر الفرنسي جروجان لاحقا للانسحاب بسبب مشكلة تتعلق بكفاءة السيارة.
وفي أول سباق له في فورمولا 1 خلال أكثر من ثماني سنوات، حل روبرت كوبيتسا، سائق وليامز، في المركز الأخير بين 17 سيارة أنهت السباق، متراجعا بفارق مركز واحد خلف السائق الصاعد جورج راسل.
وكان لاندو نوريس، سائق مكلارين، الأفضل بين كافة السائقين الجدد في فورمولا 1، بعد أن أنهى في المركز 12.
وقبل البداية، وقف السائقون والمسؤولون دقيقة صمت على الحلبة تحية للراحل تشارلي وايتينج، مدير السباقات في بطولة العالم، ولأرواح من قتلوا في هجوم على مسجدين في نيوزيلندا، يوم الجمعة الماضي.