جمهور الأهلي والزمالك .. لماذا يطمئن الأول ويتوجس الثاني؟
اعتاد جمهور الأحمر على الاطمئنان قبيل لقاءات القمة بين الأهلي والزمالك حتى وفريقهم في أسوأ حالاته؛ فيما لا يطمئن جمهور الزمالك أبدًا حتى وفريقهم هو الأفضل أو المتصدر لجدول مسابقة الدوري المصري الممتاز.
وحين تنتهي مواجهة القمة بين الأهلي والزمالك ، في أي مباراة تجمع الفريقين، بفوز الأهلي (السيء) وخسارة الزمالك (الأفضل)؛ لا تجد على ألسنة جمهور الزمالك غير جملة مكررة “إذا لم نكسب الأهلي الآن وهو في وضع سيء فمتى نفوز عليه؟!”.
مدرسة الفن والهندسة
كل مشجع للزمالك يدرك أنه ينتمي لفريق يضم، عبر التاريخ، أكثر اللاعبين موهبة بين الأندية المصرية. ومنذ القدم ظهرت مقولة “مدرسة الفن والهندسة”. لكن هذه المدرسة غالبا ما تتراجع فتلعب لصالح المهارات الفردية.
روح الفانلة الحمراء
في مقابل مدرسة الفن والهندسة “الفردية” تظهر جماعية أداء الأهلي لتغطي على أي قصور مهاري، ومن ثم ظهرت المقولة الأهم في تاريخ لعبة كرة القدم المصرية، وهي “روح الفانلة الحمراء”، هذا لا يعني أن الزمالك لا يلعب بجماعية أحيانا، أو أن الأهلي لا يحتفي باللاعبين أصحاب الموهبة.
ويكفي النظر إلى محرزي الأهداف في الأهلي والزمالك للتأكد من هذا الأمر، فجماعية الأهلي تعني أن 20 لاعبا أحرز أهدافا حتى الآن، في مقابل 11 لاعبا من الزمالك.
الوعد بالمكافآت
في كلاسيكو الأهلي والزمالك، في السابعة من مساء غدٍ السبت على ستاد برج العرب بالإسكندرية، وفى لقاء مؤجل من الجولة السابعة عشرة لمسابقة الدوري العام، لا تركن إدارة الأهلي في الغالب الأعم إلى تحفيز اللاعبين بالمكافآت.. في المقابل تعتمد إدارة الزمالك على منهج المكافآت.
للمزيد من التفاصيل:
http://35.226.13.136/%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%a3%d8%a9-%d8%ae%d8%a7%d8%b5%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%83-%d9%88%d8%ac%d8%b1%d9%88%d8%b3-%d9%84%d9%86-%d9%86/
وترى إدارة الأهلي أن المباراة على أهميتها لا تمثل أكثر من ثلاث نقاط تضاف للفائز وتخصم من الخاسر، ومن ثم دأبت الأجهزة الفنية للأهلي (محلية أو أجنبية) على رفع العبء عن كاهل لاعبيها، ومطالبتهم بـ”اللعب باستمتاع“، فعلها مانويل جوزيه سابقا، ويؤكد عليها مارتن لاسارتي الآن.
للمزيد من التفاصيل:
http://35.226.13.136/%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%b1%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d9%86%d8%b5%d8%ad-%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%87%d9%84%d9%8a-%d8%a8/
الفارق بين منهجي المنافسين التقليديين ينعكس بالتأكيد على ما يدور في المستطيل الأخضر.. فإذا فاز الزمالك نجد جمهور الأهلي يصفق للاعبي القلعة الحمراء.. هو يدرك أنهم أدوا وكافحوا وقدموا أفضل ما لديهم حتى النفس الأخير.
وإذا فاز الأهلي فإن جمهور الزمالك يصب جام غضبه على اللاعبين والجهاز الفني والإدارة.. وكل ذلك بسبب مقدمات ما قبل المباراة، فما تطلبه إدارة الزمالك والجهاز الفني والصحافة المنتمية للقلعة البيضاء؛ كل ذلك يعطي انطباعا للجمهور بأن فريقهم فائز لا محالة.. ثم تكون الصدمة التي تعمي العيون والقلوب والعقول، وتجعل الجميع، إلا فيما ندر، يفقد القدرة على ردود أفعاله، ولا يعي ما يفعله بالضبط.
فتش عن الأزمات
نتحدث إذن عن الهدوء والاستقرار.. الثقة والطمأنينة والاستمتاع، وهو دعم إيجابي غالبا ما ينعكس على أداء اللاعبين وعلى سلوكهم الإنساني.. في مقابل الضجيج والشحن الزائد والتوتر الخوف من الهزيمة.
ربما تكون أزمات الأهلي هي الأكبر والأشد حدة، فيما يتعلق بدكة البدلاء وتدوير اللاعبين والإصابات المتوالية (مستشفى الأهلي) وملفات القيد والتجديد، لكنها تتلاشى وتختفي وتكاد لا تبين، فيما أقل مشكلة في الزمالك تطفو على السطح، وتكون سببا رئيسيا في عدم التركيز، وردود الأفعال العنيفة من اللاعبين والجهاز الفني، وينتقل ذلك بالتالي إلى جماهير القلعة البيضاء.
وهم البطولة الخاصة
يتحدث مشجعو الزمالك عن أن الفوز على الأهلي أهم من الحصول على درع الدوري أو كأس مصر، فيما لا يعول مشجعو الأهلي كثيرا على هذا الأمر لأن رصيدهم يسمح (43 فوز للأهلي مقابل 25 في جميع البطولات).
جمهور الأهلي يدرك أن بطولة الدوري تأتي بتجميع النقاط، عبر مشوار طويل من العرق والجهد وبعض الدماء (الإصابات) وليس فقط بالفوز على الزمالك في مباراتين بالدوري وثالثة بالكأس إن التقيا، ورابعة في كأس السوبر مثلا.
كما يعلم تماما، أقصد جمهور الأهلي، أن اللعب في دوري أبطال أفريقيا أو كأس الكونفدرالية أو كأس العالم للأندية لا يأتي بالفوز على الزمالك فقط، وإنما بالحصول على درع الدوري أو كأس مصر.
هكذا يدرك جمهور الأهلي تماما، على الأقل بحكم التجربة، أن فريقهم ربما يخسر من الزمالك، أو من أي فرق الدوري، مباراة أو اثنتين أو حتى ثلاث، وربما تكون هزائمه في موسم مثلا أكثر من هزائم الزمالك (يحدث هذا الآن) لكن الدرع في نظرهم لا محالة سيظل في الجزيرة.
هذه الحسابات التي يجيدها جمهور الأهلي انتقلت إليه عبر الأجهزة الفنية المختلفة وطوال لقاءات (115 مباراة جمعت بين الأهلي والزمالك) وأدت إلى تراكم البطولات من دروع وكؤوس وألقاب، وجعلت الجمهور يضع يديه على حقيقة الأمر ويعيه جيدا، وعلى أساسها راح يشجع فريقه، فانعكس التشجيع على لاعبي الفريق (عبر أجيال) فلعبوا بأريحية، وجلبوا انتصارا تلو انتصار، حتى ضاقت دواليب بطولات الأهلي، كما يقولون، بالدروع والكؤوس والأوسمة.
البرامج الرياضية
يجلب معدو البرامج الرياضية محللين ونقاد كرويين، هم غالبا لاعبون سابقون في الأهلي والزمالك .. يحرص معدو البرامج أيضا على أن تكون الكفتان متساويتين فيما يتعلق بعدد النقاد.
يتحدثون، كما قبل أي مباراة قمة، عن فرص الفريقين.. الأوراق الرابحة والبدائل القادرة على تغيير النتيجة.. يعقدون مقارنة بين حارسي مرمي الفريقين.. بين خطي الدفاع ومدى نجاح أيهما في حماية عرين فريقه.. يتناولون خطي الوسط وقدرة أي منهما على إفساد خجمات المنافس، وبناء هجمات إيجابية لفريقه.. كما يستعرضون صانعي الألعاب وهدافي الفريقين والمهاجم الأكثر تأثيرا.. ولن ينسوا بالتأكيد الحديث عن الغيابات المؤثرة.. وعن استراتيجية كل مدرب.
وبعد مباراة الأهلي والزمالك يتحدثون عن ردود الأفعال.. يقيمون التصريحات الصحفية.. الفرص الضائعة.. الأداء التحكيمى ومدى نجاحه في العبور بالمباراة إلى بر الأمان.. عن صورة الجماهير في مباراة بلا جماهير.
هكذا يظل الأمر كما هو عليه.. محض ثلاث نقاط لا أكثر ولا أقل من ذلك، حصل عليها الفائز وفقدها الخاسر.. أو تعادل يساوي نقطة.. فقط نقطة وينتهي الأمر.
ما هي توقعاتكم لديربي القاهرة بين #الأهلي و #الزمالك؟
— 195Sports.com (@Sports195) March 29, 2019
فهل ثمة جدوى للضجيج، وانفلات الأعصاب والتوتر، وهدر القيم، في لعبة تم ابتكارها لإذكاء روح المنافسة الشريفة، وتأصيل الروح الرياضية، وترسيخ ثقافة الانتصار وبذل الجهد والعرق والكفاح وإن لم يدركك الحظ فتقبّل الهزيمة، حتى يمكنك التعويض بدراسة السلبيات والأخطاء، والعمل على تلافيها في المباريات المقبلة.
أم على الجمهور أن يتخلى عن تشجيع فريقه بشكل نموذجي ومثالي، ويذهب ليكيل الهجوم على لاعبي الفريق المنافس، والجمهور المنافس.. فيكون سباب وشتائم وقذف زجاجات وضرب وحصار حكام.. وخسار أخلاقية لا يمكن تعويضها.. وتظل المدرجات خالية من الجمهور إلى الأبد.