مرسيدس ينافس نفسه في سباق أسبانيا بهاميلتون وبوتاس
في ظل السيطرة المطلقة التي فرضها فريق مرسيدس على بطولة العالم لسباقات الفورمولا1، باحتكاره المركزين الأولين في السباقات الأربعة الأولى لهذا الموسم، تبدو المنافسة محصورة بين حامل اللقب البريطاني لويس هاميلتون وزميله الفنلندي فالتيري بوتاس، عندما يخوضان في نهاية الأسبوع الحالي جائزة إسبانيا الكبرى على حلبة كاتالونيا.
ويسعى البريطاني هاميلتون إلى استعادة زمام الأمور وصدارة الترتيب العام من زميله بوتاس الذي أصبح متقدما على بطل العالم بفارق نقطة، بعد أن ثأر لنفسه في السباق الماضي وفاز بجائزة أذربيجان، وهو السباق الذي شهد دخول مرسيدس تاريخ الفورمولا1 كأول فريق على الإطلاق يحرز المركزين الأولين في السباقات الأربعة الأولى للموسم.
وحطم فريق “الأسهم الفضية” الرقم القياسي لأفضل بداية في تاريخ الفئة الأولى، والذي كان يتقاسمه مع وليامز الذي حقق هذا الإنجاز عام 1992، علما بأن الرقم القياسي لعدد الثنائيات خلال الموسم يتقاسمه مرسيدس (2014) وفيراري (1952 و2002) مع خمس ثنائيات.
ويتصدر فريق فيراري ترتيب الثنائيات في تاريخ البطولة العالمية مع 83 ثنائية أمام كل من مرسيدس (48) وماكلارين (47).
وثأر بوتاس، الذي حقق فوزه الخامس في مسيرته والثاني هذا العام بعد الفوز في السباق الافتتاحي في أستراليا، من حظه العاثر العام الماضي على حلبة باكو، حين منعه ثقب في إطار سيارته من الفوز قبل ثلاث لفات من النهاية، ما منح المركز الأول لزميله هاميلتون الذي يأمل تأكيد علو كعبه في السباق الإسباني، من خلال الفوز به للمرة الثالثة تواليا والرابعة في مسيرته، ما سيجعله ينفرد بالمركز الثاني كأكثر السائقين فوزا بالسباق خلف الأسطورة الألمانية مايكل شوماخر (6).
لكن على غرار مدير مرسيدس النمسوي توتو وولف، رفض هاميلتون مقولة إن الصراع انحصر بينه وبين زميله بوتاس، رغم الفارق الكبير الذي يفصلهما عن سائق فيراري بطل العالم السابق الألماني سيباستيان فيتل (52 نقطة مقابل 87 لبوتاس و86 لهامليتون).
ويستند هاميلتون ووولف في موقفهما من الصراع إلى قرار فيراري باستخدام وحدة طاقة جديدة في إسبانيا، وذلك قبل سباقين من الموعد المحدد سابقا، على أمل أن يضع الفريق الإيطالي حدا لهيمنة أبطال العالم، معتمدا على الأداء الذي قدمه على حلبة كاتالونيا خلال التجارب الشتوية.
وكما هو متوقع، فإن معظم الفرق ستصل إلى إسبانيا مع مجموعة من التحديثات على سياراتها، ما يجعل من الصعب التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور في سباق الأحد، لكن يبدو أن فريق فيراري اختار تبني نهج متشائم مسبقا، بحسب ما بان من حديث مديره ماتيا بينوتو الذي قال “من الواضح أن مرسيدس أقوياء للغاية في الوقت الحالي، لذلك أنا متأكد من أنهم سيكونون أقوياء للغاية أيضا في برشلونة”.
أما فيتل الذي حل ثالثا في السباقين الأخيرين فيما جاء رابعا وخامسا في السباقين الأولين على التوالي، فأقر بعد سباق باكو بصعوبة المهمة أمام فريق مرسيدس المتوج بلقب بطولة العالم في الأعوام الخمسة الماضية على صعيد السائقين والصانعين.
وقال السائق الألماني “ثمة الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، لكن في هذه المرحلة أعتقد أنه يتوجب علينا أن نستخرج أفضل ما لدينا بقدر الإمكان”.
وفي تحليله لوضع فريقه قبيل سباق الأحد في كاتالونيا، قال بطل العالم أربع مرات “في السباقات الأربعة الأخيرة (الأولى للموسم)، لم نكن في المستوى المطلوب بشكل عام. بالتالي، نحن لسنا المرشحين للفوز” في حلبة كاتالونيا.
وسيحاول الفريق الإيطالي قدر المستطاع تقليص الهوة مع مرسيدس انطلاقا من سباق إسبانيا بحيث “سيكون لدينا وحدة طاقة جديدة لاستخدامها قبل الموعد المحدد” بحسب ما أشار إليه بينوتو، موضحا أنه كان من المقرر أن تستخدم وحدة الطاقة الجديدة في السباق السابع للموسم على حلبة جيل فيلنوف الكندية في 9 يونيو، لكن تم تغيير الموعد والاستعجال بالتحديث الذي لم يكن ليتحقق “لولا الجهد الكبير للفريق”.
ولن تكون حلبة كاتالونيا مسرح معركة في الفريق الواحد بين سائقي مرسيدس أو مع فيراري، بل قد يدخل الهولندي ماكس فيرشتابن على الخط من أجل المنافسة على الصعود الى منصة التتويج، كما فعل عام 2016 حين فاز بالسباق في مشاركته الأولى خلف مقود ريد بول.
ولا يتخلف فيرشتابن في المركز الرابع سوى بفارق نقطة فقط خلف فيتل بعد أن حل ثالثا في السباق الأول ثم رابعا في السباقات الثلاثة التالية.