كيف سرق محمد صلاح الأضواء من كاين وأحرز لقب الأبطال؟
كان الجميع ينتظر تألق نجم وهداف توتنهام وقائد المنتخب الإنجليزي لكرة القدم هاري كاين في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا السبت في مدريد.
لكن الدولي المصري هداف ليفربول سرق الأضواء وقاد فريقه إلى التتويج بلقب المسابقة الغالية للمرة السادسة في تاريخه والأولى منذ 14 عاما.
وضع صلاح الـ”ريدز” على طريق الظفر باللقب الأغلى في مسيرته الاحترافية بافتتاحه التسجيل بعد دقيقة و48 ثانية من ركلة جزاء حصل عليها الفريق الأحمر عند محاولة السنغالي ساديو مانيه تمرير كرة عرضية، لمست يد لاعب الوسط الفرنسي موسى سيسوكو داخل المنطقة.
كان فريق ليفربول بأكمله يعول على صلاح. وهذه المرة لم يخلف الدولي المصري الموعد وانبرى لركلة الجزاء وسددها قوية داخل المرمى مسجلا هدفه الخامس في المسابقة هذا الموسم، وثاني أسرع هدف في تاريخ المباريات النهائية للمسابقة القارية العريقة.
كان الهدف كافيا لمنح ليفربول لقبه السادس في المسابقة ومحو “مأساة كييف” في نهائي النسخة الماضية عندما تعرض صلاح لإصابة مبكرة في المواجهة مع ريال مدريد الإسباني اثر تدخل قوي للمدافع سيرخيو راموس فترك الملعب وخسر فريقه 1-3.
مرة أخرى، قدم المدافع ترنت ألكسندر-أرنولد الذي فرض نفسه تدريجيا كأحد أفضل المدافعين في العالم، أداءا رائعا. نجح الظهير الأيمن الدولي الإنجليزي الواعد في تحييد خطورة جناح توتنهام الدولي الكوري الجنوبي سون هيونغ-مين، وتشكيل خطورة على دفاع السبيرز من خلال توغلاته وتمريراته العرضية. مجهود مقدّر لشاب عمره 20 عاما.
توافد المشجعين الإنجليز على العاصمة الإسبانية، جذبتهم المباراة النهائية “الإنجليزية المحضة” ونحو مليون ليتر من الجعة خصصها لهم الإسبان. كانت الجماهير الانكليزية، سواء المؤيدة لليفربول أو توتنهام، عند الموعد ولم تبخل بتشجيع لاعبيها ومحت الأداء الرتيب للديربي الإنجليزي.
ثنائية في نصف النهائي لإقصاء برشلونة الإسباني، وهدف في المباراة النهائية لتعزيز تقدم ليفربول… تلك كانت غلة المهاجم “البديل السوبر” للفريق الأحمر الدولي البلجيكي ديفوك أوريجي الذي كان مرة أخرى عند حسن ظن مدربه الألماني يورغن كلوب. مهاجم ليل الفرنسي السابق دخل مكان البرازيلي روبرتو فيرمينو العائد من الاصابة، ونجح في تسجيل هدفه الثالث هذا الموسم في المسابقة القارية العريقة مستغلا “دربكة” داخل المنطقة ليقضي على أحلام الفريق اللندني في العودة في نتيجة المباراة.
كما درجت العادة هذا الموسم، أبقى الحارس الفرنسي هوغو لوريس توتنهام في أجواء المباراة. بعد ركلة الجزاء التي سجلها صلاح، أنقذ الحارس الدولي فريقه من الضربة القاضية بتصديه لتسديدة قوية للمدافع الدولي الاسكتلندي أندرو روبرتسون في الدقيقة 37 وأبعدها إلى ركنية. وقف عاجزا أمام تسديدة جيمس ميلنر في الشوط الثاني التي مرت بجوار القائم الأيسر (69)، ولم يقو على فعل أي شيء للتصدي لتسديدة أوريجي في نهاية المباراة والتي كانت بمثابة ضربة قاضية.
رهان الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو لم يثمر. اعتقد مدرب توتنهام أن الهداف كاين الغائب عن الملاعب منذ نيسان/أبريل الماضي بسبب إصابة في ذهاب الدور ربع النهائي أمام مانشستر سيتي، هو الرجل المناسب لترجيح كفة فريقه في المباراة النهائية. استبعد البرازيلي لوكاس مورا، بطل إياب الدور نصف النهائي أمام أياكس أمستردام الهولندي عندما سجل هاتريك الفوز (3-2)، وفضل عليه كاين، لكن رهانه كان خاسرا.
بدا واضحا أن قائد المنتخب الإنجليزي كان بحاجة الى ايقاع المباريات فلم يشكل أي خطورة على دفاع ليفربول.
لم تكن حال زميله لاعب الوسط الفرنسي موسى سيسوكو أفضل منه، واستهل المباراة بأسوأ طريقة ممكنة. من الهجمة الأولى لليفربول وصلت الكرة الى المهاجم السنغالي ساديو مانيه داخل المنطقة فحاول رفعها لكنها لمست يد سيسوكو لتكون ركلة جزاء افتتح منها صلاح التسجيل بعد أقل من دقيقتين من البداية.
بعد دور نصف نهائي خارق ضد فريقين من الأفضل هجوميا في أوروبا أياكس أمستردام وبرشلونة، قدم توتنهام وليفربول مباراة نهائية مخيبة للآمال ومملة. بعد 90 دقيقة طويلة مثل الليلة المدريدية، أنسى ليفربول وتوتنهام الأداء الرائع في الأدوار السابقة.
اقرأ أيضا: