كوبا أمريكا 2019.. منافسة مفتوحة وطموحات مشروعة
في قارة نابضة بالنشاط والحيوية ،وتتسم بالشغف الذي يصل لحد الجنون بكرة القدم، تنطلق غدا الجمعة فعاليات النسخة السادسة والأربعين من بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2019) بالبرازيل.
وتتميز هذه النسخة عن العديد من النسخ الأخرى في تاريخ البطولة بأن الصراع على لقبها يبدو مفتوحا بشكل كبير، حيث تبدو ترشيحات كل من منتخبات البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وأوروجواي جيدة للفوز باللقب، فيما يسعى المنتخب القطري، الوجه الجديد في البطولة، إلى ترك بصمة قوية في أول مشاركة له.
وفيما يعتمد المنتخب البرازيلي بشكل كبير على مساندة عاملي الأرض والجمهور، يتطلع ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني إلى التتويج مع المنتخب الأرجنتيني بلقب طال انتظاره في البطولات الكبيرة.
وفي المقابل، يطمح المنتخب التشيلي في أن يكون أول فريق منذ 72 عاما يتوج بلقب كوبا أمريكا في ثلاث نسخ متتالية، حيث توج باللقب في النسختين الماضيتين عامي 2015 في تشيلي و2016 بالولايات المتحدة.
كما يمتلك المنتخب الكولومبي، بقيادة خاميس رودريجيز نجم ريال مدريد الإسباني، الذي انتهت إعارته لبايرن ميونخ بنهاية الموسم المنقضي، طموحا كبيرا في المنافسة على اللقب والصعود لمنصة التتويج في ستاد “ماراكانا” العريق في السابع من يوليو المقبل.
ومن جانبه، يتطلع منتخب أوروجواي إلى استغلال الجيل الذهبي الحالي بقيادة لويس
سواريز وإدينسون كافاني في التتويج بلقب جديد في كوبا أمريكا وتعزيز رقمه القياسي في عدد مرات الفوز باللقب حيث توج الفريق باللقب 15 مرة حتى الآن مقابل 14 لقبا للتانجو الأرجنتيني وثمانية ألقاب للسامبا البرازيلية.
وقال فيليبي لويس مدافع المنتخب البرازيلي: “لم نفكر أبدا من قبل في أن نكون جزءا من جيل فاشل” في إشارة إلى أن الفريق لم يحرز اللقب منذ فوزه
باللقب الثامن قبل 12 عاما وبالتحديد في 2007 .
وأوضح لويس: “إنها فرصة أخرى جديدة لنكتب التاريخ بقميص المنتخب.. البطولة فرصة كبيرة ويجب أن نفوز باللقب وسط جماهيرنا”.
وتنطلق فعاليات هذه النسخة من كوبا أمريكا غدا الجمعة بالمواجهة بين المنتخبين البرازيلي والبوليفي في المباراة الافتتاحية للبطولة.
ويسعى المنتخب البرازيلي (راقصو السامبا) من خلال هذه النسخة إلى مصالحة جماهيره بعدما تعددت إخفاقات الفريق في السنوات الماضية وفي مقدمتها الهزيمة 1 / 7 أمام ألمانيا في المربع الذهبي لكأس العالم 2014 بالبرازيل.
وإلى جانب المنتخبات العشرة المنتمية لقارة أمريكا الجنوبية، تشهد هذه النسخة مشاركة المنتخبين القطري والياباني بدعوة من اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (كونميبول).
وبدأت بطولات كوبا أمريكا في 1916 لكن أول استضافة للبرازيل لهذه البطولة كانت قبل 100 عام تماما وبالتحديد في نسخة 1919 عندما توج صاحب الأرض بلقبه الأول في البطولة بعد التغلب على أوروجواي في المباراة النهائية.
وبعد الفوز الكاسح 7/ صفر على هندوراس وديا في إطار الاستعدادات للبطولة المرتقبة، شعرت جماهير السامبا ببعض الارتياح والاطمئنان.
وقال كلاوديو تافارييل مدرب حراس مرمى المنتخب البرازيلي: “المشجعون يرغبون في مشاهدة انتصارات الفريق.. الأمر لا يقتصر على تقديم أداء جيد. ما يهم في النهاية هو النتيجة”.
ويخوض المنتخب الأرجنتيني البطولة بطموح لا يقل عن نظيره البرازيلي وذلك بعد عدة إخفاقات للفريق حيث يعود فوز الفريق بآخر لقب سابق له في البطولة إلى عام 1993 فيما ظل الفريق بلا أي لقب في البطولات الكبيرة على مدار 26 عاما ،رغم وجود لاعب فذ مثل الأسطورة ليونيل ميسي في صفوف الفريق منذ سنوات.
وقال ليونيل سكالوني المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني: “نحن واضحون للغاية بشأن ما نريده.. لدينا لاعبون عظماء خاصة في خط الهجوم. إذا قدمنا دفاعا صلدا أيضا يمكننا صنع المشاكل لمنافسينا”.
ويتسم منتخب تشيلي بأعصاب أكثر هدوءا من نظيريه البرازيلي والأرجنتيني رغم رغبة الفريق في الفوز باللقب للنسخة الثالثة على التوالي.
وقال الكولومبي رينالدو رويدا المدير الفني للفريق إنه لا يرى الفريق ضمن المرشحين بقوة للفوز باللقب. وأوضح أن الفريق سيلتزم بصفاته المعتادة وهي النظام والاستمتاع بالمباريات والتماسك.
ولم يحرز أي منتخب اللقب في ثلاث نسخ متتالية منذ أن نجح المنتخب الأرجنتيني في هذا بين عامي 1945 و1947 .
ورغم غياب نيمار دا سيلفا عن صفوف المنتخب البرازيلي في هذه البطولة بسبب الإصابة ، ستكون هذه النسخة معرضا للنجوم مثل البرازيلي روبرتو فيرمينو نجم ليفربول الإنجليزي ومواطنه أليسون بيكر حارس مرمى ليفربول، ولويس سواريز وإدينسون كافاني في منتخب أوروجواي وخاميس رودريجيز في منتخب كولومبيا والذي توج هدافا لكأس العالم 2014 بالبرازيل ويطمح في ترك بصمة جديدة على أرض السامبا.
كما تشهد هذه النسخة من كوبا أمريكا أربعة نجوم ينشطون في الدوري الألماني (بوندسليجا) وهم التشيلي تشارلز أرانجيز (باير ليفركوزن) والأوروجوياني مارسيلو ساراتشي (لايبزج) والياباني جينكي هاراجوتشي (هانوفر) ومواطنه يويا أوساكو (فيردر بريمن).
وتمثل هذه البطولة فرصة رائعة للمنتخب القطري للاحتكاك بالمنتخبات العملاقة في بطولة رسمية ضمن استعدادات الفريق للمنافسة في بطولة كأس العالم 2022 التي تستضيفها بلاده.
وقال المعز عبد الله مهاجم الفريق الشاب: “إنها فرصة تاريخية لنا للعب أمام منتخبات قوية للغاية”.
وكان المعز توج هدافا لبطولة كأس آسيا مطلع هذا العام في الإمارات، ولعب دورا بارزا في فوز المنتخب القطري باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه متغلبا في طريقه على منتخبات عريقة مثل اليابان والسعودية.
ويعتمد المنتخب القطري بقيادة مديره الفني الإسباني فيليكس سانشيز على مجموعة متميزة من اللاعبين ينتمي معظمهم لأكاديمية أسباير للتفوق الرياضي.