مونديال قطر 2022: إخلاء سبيل بلاتيني دون توجيه أي تهم
أخلي سبيل الفرنسي ميشيل بلاتين الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والموقوف عن ممارسة أي نشاط كروي، في ساعات الصباح الأولى من اليوم الأربعاء، دون توجيه أي تهم، بل تم استجوابه فقط في قضية التحقيق الجنائي المرتبط بمنح قطر حق استضافة مونديال 2022.
وأوقف بلاتيني الذي رئس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بين 2007 و2015، أمس الثلاثاء، من قبل مكتب مكافحة الفساد التابع للشرطة القضائية في نانتير، والذي يحقق في فساد مزعوم متعلق بالتصويت الذي جرى عام 2010 لمنح قطر استضافة مونديال 2022.
وشدد بلاتيني على أنه لم يرتكب أي مخالفات، فيما أكد بيان من محاميه أن وقائع القضية “مجهولة بالنسبة له”، مشيرا إلى أنه استمع إلى موكله بصفة “شاهد”.
وبدا بلاتيني، الذي يحتفل بميلاده الـ64 يوم الجمعة، مرهقا لدى مغادرته مركز الشرطة، وقال النجم الدولي السابق للصحفيين: “كان (التحقيق) طويلا، لكن بالنظر إلى عدد الأسئلة، لا يمكن إلا أن يكون طويلا بما أنني سئلت عن كأس أوروبا 2016، كأس العالم في روسيا، كأس العالم في قطر، وفيفا”.
وكشف محاميه وليام بوردون أنه تم الإفراج عن موكله دون أن توجه إليه أي تهم، مضيفا: “هناك الكثير من الضوضاء حول لا شيء”، موضحا أن “المحققين أرادوا لأسباب تقنية، تقنية حصرا، أن تسمع آراء الناس (بلاتيني) حتى لا يكتفوا بالتشاور مع بعضهم البعض”، مذكرا أنه تم الاستماع إلى موكله في جلسة علنية كشاهد “قبل 18 شهرا”.
وخلص بوردون إلى القول “نحن، الاثنان على حد سواء، هادئان وواثقان بالنسبة للمستقبل”.
وكان موقع “ميديابارت” الفرنسي أول من كشف عن التوقيف الاحتياطي لبلاتيني، ثم أكد مصدر مقرب من التحقيق لوكالة فرانس برس ما نشره الموقع بشأن الاستماع لنجم يوفنتوس الإيطالي السابق، مضيفا أنه تم الاستماع أيضا بصفة شاهد حر إلى كلود غيان، الأمين العام لقصر الإليزيه في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، من قبل محققي مكتب مكافحة الفساد التابع للشرطة القضائية في نانتير.
كما تم توقيف المستشارة السابقة لساركوزي لشؤون الرياضة صوفي ديون، التي حضرت مع بلاتيني وغيان عشاء جدليا عام 2010 في قصر الإليزيه بحسب صحيفة “لوموند”، وتم إخلاء سبيل غيان أيضا.
ووفقا لمحامي غيان، فيليب بوشيه الغوزي، فإن المحققين طرحوا عددا من الأسئلة على موكله “لمعرفة ما رآه، وما كان يعرفه عن المنظمة (فيفا)، وليس فقط عن منح كأس العالم 2018 لروسيا و2022 لقطر، لكن أيضا عن تنظيم كأس أوروبا 2016 في فرنسا”.
وكشف الغوزي أن غيان أجاب بأنه لا يعلم “على حد معرفته بوجود عناصر يمكن وصفها بأنها تثير شبهات فساد”.
وكانت النيابة العامة المالية فتحت في 2016 تحقيقا أوليا حول “فساد خاص” و”تآمر جنائي” و”استغلال نفوذ وإخفاء استغلال نفوذ” حول منح روسيا وقطر حق استضافة مونديالي 2018 و2022، وتم الاستماع إلى بلاتيني كشاهد في ديسمبر 2017.
وأوقف بلاتيني عن ممارسة أي نشاط كروي لثمانية أعوام في منتصف ديسمبر 2015، قلصتها محكمة التحكيم الرياضي إلى أربع سنوات في العام التالي، لقبوله دفعة مشبوهة عام 2011 بقيمة 1,8 مليون يورو عن عمل استشاري قام به للرئيس السابق للاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر عام 2002، لم يكن مرتبطا بعقد مكتوب.
كما أوقف بلاتر الذي أجبر على ترك منصبه في يونيو 2015 بعد اعتلائه في 1998، إثر تحقيق قضائي أميركي حول فساد هز كيان المنظمة الدولية لثمانية أعوام خفضت بعدها إلى ستة.
وكان بلاتر قد كرر في مارس الماضي تأكيده أن منح قطر تنظيم مونديال 2022 تم بعد تدخل من جانب ساركوزي لدى بلاتيني.
وألقى بلاتر باللوم على بلاتيني لعرقلة اتفاق يمنح الولايات المتحدة حق استضافة مونديال 2022، ونقل في مقابلة مع “فاينانشال تايمز” في 2015 عن بلاتيني قوله عشية التصويت “لم أعد معك في الصورة لأن رئيس الدولة أبلغني بأخذ وضع فرنسا في عين الاعتبار”.
وفي اليوم عينه، الثاني من ديسمبر 2010، تم إسناد تنظيم مونديال 2018 إلى روسيا، فيما خرجت إنجلترا من دورة التصويت الأولى وسط دهشة الجميع، بينما فازت قطر في الدورة الأخيرة على الولايات المتحدة (14-8) لتنظيم مونديال 2022.
وخضع ملفا مونديالي 2018 و2022 لتحقيق داخلي في فيفا؛ نجم عنه ما يعرف بـ”تقرير (المحقق الاميركي) غارسيا” الذي خلص إلى عدم وجود أدلة حول أي سلوك خاطئ للحملتين، مع إشارته لعدم تلبيتهما بعض المعايير.
وما يهم القضاء الفرنسي بشكل خاص هو “اجتماع سري” عقد في 23 نوفمبر 2010 بين ساركوزي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولي عهد قطر آنذاك، وبلاتيني وسيباستيان بازان، ممثل “كولوني كابيتال” المالكة حينها لباريس سان جيرمان الذي كان يمر بأزمة مالية صعبة.
وادعت مجلة “فرانس فوتبول” في تحقيق نشرته عام 2013 تحت عنوان “قطر غايت” أن ساركوزي أقنع بلاتيني بالتصويت لمصلحة قطر لأسباب “جيوسياسية”.
وفي 2014 نفى بلاتيني ما يقال عن اجتماعه بساركوزي على طاولة العشاء للاتفاق على دعم ملف قطر، لكنه أكد أن تمنيات الرئيس الفرنسي حينها كانت واضحة في العشاء “تلقيت اتصالا من رئيس الجمهورية الفرنسية التي هي بلدي كما يعلم الجميع”، مؤكدا أنه “فوجئ” بوجود الشيخ تميم ورئيس الوزراء القطري.
وواصل: “تناولنا العشاء معا لكن كما أشرت سابقا لم يعلمني أحد بأن القطريين سيتواجدون هناك، وأشدد على أن الرئيس ساركوزي لم يطلب مني التصويت لقطر لكي تستضيف مونديال 2022، إن كان قبل، خلال، أو بعد ذلك الاجتماع”.
لكن بلاتيني أقر بأنه كان يعلم ما يريده ساركوزي من ذلك الاجتماع، مضيفا “أدركت من تلقاء نفسي بأن ساركوزي كان مهتما بأن تحصل قطر على استضافة كأس العالم. لكنه لم يتقدم بأي طلب مني”.