تحقيق من رويترز يخلط الدين بكرة القدم.. واتحاد الكرة يعلق
شاب مصري مسيحي يدعى مينا بنداري كان يحلم بأن يلعب كرة القدم على مستوى احترافي، كاللاعبين المشهورين الذين يشاهدهم في التلفزيون، لكنه يقول إن التمييز حال بينه وبين حلمه ويغلق دائما الطريق أمام المسيحيين في مصر ذات الاغلبية المسلمة.
يشكل المسيحيون نحو 10% من سكان مصر لكنهم يشيرون إلى عدم وجود لاعبين من ديانتهم في المنتخب الوطني، الذي يستضيف بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تبدأ يوم الجمعة (21 يونيو/حزيران)، كدليل على الظلم الذي يتعرضون له.
ويقول بنداري (23 عاما) “كان عندنا مشكلة إن إحنا حتة المسيحيين في مصر أما (عندما) بيروحوا الأندية وكده بيتم رفضهم، فأنا لما طلعت بألعب في الكنيسة ودورات الكنيسة ولعب الكنيسة وكده
بس. فأنا كنت ليه مستغرب إن أنا طالع ألعب في الكنيسة بس، ليه ما أطلعش زي مثلا اللي بأشوفهم في التلفزيون، زي مثلا صحابي اللي معايا في المدرسة، اللي بيلعب في نادي كذا، واللي بيلعب في نادي كذا وكده. فلقيت إن دي مشكلة، مش بس أنا طلعت لقيت نفسي سبب فيها، لأ دي المشكلة دي طلعت موجودة بقالها أكثر من 50 سنة في مصر”.
وينفي كرم كردي عضو الاتحاد المصري لكرة القدم وجود أي تمييز في مجال كرة القدم بمصر.
وقال كردي “عمرنا ما بنسأل أنت مسلم ولا مسيحي أو الديانة هي إيه. الكلام ده طبعا غير موجود. ويمكن الوقت كله فيه لاعبين مسيحيين ظهروا وتفوقوا ولعبوا في منتخب مصر، وإحنا كلنا كنا بنشجعهم”.
وأشار كردي إلى هاني رمزي مساعد مدرب منتخب مصر، وهو مسيحي، ليدلل على أن المسيحيين يمكنهم تحقيق نجاح في كرة القدم.
ولعب المدافع السابق 124 مباراة مع المنتخب المصري. كما لعب رمزي في أندية أجنبية مثل فيردر بريمن وكايزرسلاوترن الألمانيين.
وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية عن الانتماء الديني في أوساط الرياضة أو القطاعات الأخرى بمصر يرى كثيرون أن قصة نجاح رمزي في كرة القدم تعد استثناء.
ومع أن عددا محدودا من المسيحيين يلعبون كرة القدم مع أندية مصرية، معظمها صغيرة، لا يوجد لاعبون مسيحيون بالمنتخب الوطني حاليا.
ولعب مسيحي آخر، هو أشرف يوسف، في صفوف منتخب مصر وظهر في عدد قليل من المباريات خلال التسعينيات.
ولطالما شكا المسيحيون في مصر من التمييز، بما في ذلك في سوق العمل وفي الحصول على تراخيص للكنائس. كما كان المسيحيون أيضا هدفا متكررا لهجمات مسلحة مميتة أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن كثير منها.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الدولة تمنح المسيحيين نفس حقوق العبادة والحماية التي يتمتع بها المصريون الآخرون.
وأسس بنداري (جي سوي) وهي أكاديمية لكرة القدم تفتح أبوابها للمسيحيين من أجل تزويدهم بمسار للتقدم في هذه الرياضة.
ورفض كردي المشروع ووصفه بأنه بلا ضرورة قائلا إنه يخاطر بتعميق الانقسامات، لكن لاعبين في الأكاديمية يروون قصصا عن تعرضهم لتمييز.
من هؤلاء لاعب في أكاديمية (جي سوي) يدعى فيلوباتير خيري (15 عاما) يقول إنه اختار الأكاديمية “علشان موضوع العنصرية وكده في النوادي التانية الكبيرة اللي هو مثلا واحد راح عمل اختبارات في أي نادي كبير واترفض حلمه بيروح خالص فهي حلوة الفكرة بتاعة الأكاديمية وكده”.
وقال لاعب آخر يدعى مينا أيمن (18 عاما) “يعني أنا قبل كده رحت أندية اختبرت فيها، فيه نادي بدون ذكر أسماء، أنا كانوا بيقولوا لي في الملعب ميسي وكده، فاتقبلت وكده وكان مفكر اسمي الحقيقي ميسي فجئت أمضي باسمي اللي هو اسمي مينا فقال لي أنت اسمك إيه فبأقول له مينا فقال لي روح وإحنا حنبقى نكلمك وسيب لنا رقم تليفونك.. ده حصل معايا كده. فإحنا يعني، مش إحنا بس، فيه ناس مسيحيين ياما (كثير) برضه حصل معاهم نفس الموقف كده”.