هاميلتون يحقق فوزًا قياسيًا ويعيد مرسيدس للانتصارات
عاد فريق مرسيدس إلى سكة الانتصارات بعد “كبوة” سباق النمسا، فيما انفرد سائقه حامل اللقب البريطاني لويس هاميلتون بالرقم القياسي بعدد الانتصارات على أرضه، بتحقيقه اليوم الأحد فوزه السادس في جائزة بريطانيا الكبرى، المرحلة العاشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد.
وبتأثر بالغ أمام جماهير بريطانية جارفة قال هاميلتون “يا له من يوم!”، وتابع “إلى جميع الجماهير، شكرا لمجيئكم”.
وأكمل الفنلندي فالتيري بوتاس هيمنة فريق مرسيدس بوصوله ثانيا، أمام سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو، فيما حل الفرنسي بيار جاسلي (ريد بول) رابعا.
وأضاف هاميلتون، الذي أوقف سيارته خلال لفة الشرف للحصول على علم بلاده ورفعه لاحقا خلال الاحتفال بفوزه: “أحب سيلفرستون. أقدر كل شيء، وفرصة أن أكون جزءا من كل هذا”، قبل أن يختم: “لم يكن بإمكاني أن أحقق هذا الإنجاز بدون هؤلاء الرجال أو بدون فريقي”.
وأثنى بوتاس على إنجاز زميله بقوله: “تهاني للويس.. لم يكن يومي”.
وخلافا لبوتاس الحزين الذي فوت على نفسه فرصة الفوز بعد انطلاقه من الصدارة، قال لوكلير السعيد بما قدمه على الحلبة البريطانية: “ربما هو أكثر سباق استمتعت به في مسيرتي”.
وأثبت رجال النمسوي توتو وولف أن خسارة سباق النمسا، وهي الأولى بعد ثمانية انتصارات متتالية، ليست سوى “كبوة”، بعدما فرض هاميلتون نفسه في سباق بلاده محققا فوزه السابع هذا العام، فيما ساهم زميله بوتاس بالثنائية السابعة أيضا لفريق “الأسهم الفضية” الذي يسير بثبات نحو الفوز بلقبي السائقين والصانعين للعام السادس تواليا، وتحديدا منذ عام 2014 وبدء حقبة محركات الـ “في6” الهجينة (هايبريد).
ورفع هاميلتون عدد انتصاراته إلى ستة في بريطانيا، في إنجاز غير مسبوق لينفرد بالرقم القياسي لعدد الانتصارات وفك ارتباطه مع الأسكتلندي جيم كلارك والفرنسي آلن بروست (5 لكل منهما)، كما حقق فوزه الخامس في الأعوام الستة الأخيرة، علما بأنه توج أيضا عام 2008 مع فريقه السابق ماكلارين-مرسيدس قبل أن يهمين بين عامي 2014 و2017 مع فريقه الحالي.
وحمل فوز هاميلتون الرقم 80 في مسيرته، ليقترب أكثر من الرقم القياسي لعدد الانتصارات الذي يحمله الأسطورة الالماني ميكايل شوماخر (91).
وأضاف بطل العالم خمس مرات نقطة أسرع لفة إلى النقاط التي تُمنح للفائز، ليرفع رصيده في ترتيب السائقين إلى 223 نقطة، مقابل 184 لبوتاس و136 للهولندي ماكس فيرشتابن (ريد بول).
ووسع مرسيدس الفارق بينه وبين فيراري في ترتيب الصانعين ليتقدم بفارق 164 نقطة (407 مقابل 243، فيما يحتل ريد بول المركز الثالث برصيد 191 نقطة).
وفي مجريات السباق، حافظ بوتاس الذي حقق أسرع توقيت خلال التجارب الرسمية للمرة الرابعة هذا العام والعاشرة في مسيرته الاحترافية، على الصدارة عند الانطلاق، وكان أول من توقف لاستبدال إطارات سيارته في اللفة 16 وعاد إلى الحلبة خلف زميله.
واستفاد هاميلتون من دخول سيارة الأمان بعد ست لفات إثر خروج سيارة ألفاروميو الخاصة بالإيطالي أنطونيو جيوفينازي عن المسار، لإجراء توقفه الأول “المجاني”، وحافظ على صدارته، في سباق شهد صراعا ثنائيا بين لوكلير وفيرستابن، حيث دافع الأول عن مركزه وهاجم الثاني بين اللفتين 14 و24.
وبدا واضحا أن لوكلير تعلم جيدا درس النمسا حيث دفعه سائق ريد بول خارج الحلبة قبل لفتين من النهاية (من أصل 71)، لينتزع فوزه الأول هذا العام، بعدما قررت لجنة الحكام عدم معاقبته.
إلا أن الصراع بين السائقين على حلبة سيلفرستون انتهى مرة جديدة لصالح فيرستابن عندما أخطأ فريق فيراري بعدم إدخال لوكلير إلى حظيرة فريقه لتبديل إطاراته فور دخول سيارة الأمان، وهو أمر استفاد منه فريق ريد بول بأفضل طريقة ممكنة.
غير أن جهود فيرستابن ذهبت هدرا بعدما اصطدم به سائق فيراري الآخر الألماني سيباستيان فيتل من الخلف، ما دفع لجنة الحكام إلى فرض عقوبة 10 ثوان إلى توقيت بطل العالم أربع مرات لاعتباره مذنبا، ليتراجع للمركز السادس عشر، فيما أنهى سائق ريد بول السباق خامسا.
ويمر فيتل بأسوأ فترة في مسيرته في الفئة الأولى إذ غاب عن التتويج منذ 18 سباقا على التوالي، ويعود آخر انتصار لبطل العالم أربع مرات إلى سباق بلجيكا في 26 أغسطس 2018.
في المقابل تكتفي “سكوديريا” فيراري منذ مطلع العام بمجرد الصعود إلى منصات التتويج دون رفع كأس المركز الأول، إذ يغيب الفوز عن مقر مارانيلو منذ 13 سباقا على التوالي، وتحديدا منذ فوز سائقه السابق الفنلندي كيمي رايكونن (ألفاروميو حاليا) بجائزة الولايات المتحدة الأميركية 2018.
ووصل سائق ماكلارين الأسباني كارلوس ساينز جونيور سادسا، فيما أكمل كل من الأسترالي دانيال ريكياردو (رينو)، الفنلندي كيمي رايكونن (ألفاروميو)، الروسي دانييل كفيات (تورو روسو) والألماني نيكو هولكنبرغ (رينو) المراكز العشرة الأولى.