كأس آسيا

فيدرر فعل كل شيء صحيح وفقد تركيزه في النقاط الحاسمة

كيف انتهى الحال بالسويسري روجر فيدرر بخسارة نهائي بطولة ويمبلدون للتنس 2019؟ أثار هذا التساؤل حيرة الكثيرين مجددا في نادي عموم إنجلترا، يوم الأحد.

فيدرر المحبوب من المشجعين فعل تقريبا كل شيء بشكل أفضل من نوفاك ديوكوفيتش، باستثناء استغلال فرصتين حصل عليها في المجموعة الخامسة لإنهاء المباراة.

وأهدر فيدرر الفرصتين ومن المنتظر أن يطارده ذلك لسنوات، وربما حتى نهاية حياته.

وأثناء تقدم فيدرر 8-7 و40-14 وامتلاك ضربات الإرسال في المجموعة الخامسة؛ كان على بعد ضربة واحدة من حمل الكأس للمرة التاسعة في مسيرته، ويعزز رقمه القياسي بإحراز 21 لقبا في البطولات الأربع الكبرى.

وكان اللاعب البالغ عمره 37 عاما و340 يوما على بعد ضربة واحدة من أن يصبح أكبر لاعب يحرز لقبا في البطولات الأربع الكبرى في حقبة الاحتراف.

وواقع أن الضربة الوحيدة تقريبا التي احتاجها بشدة لم تأت يوم أمس الأحد ستؤلمه كثيرا.

وبعد 48 ساعة فقط من قول فيدرر إن التنس يمكن أن “تكون قاسية أحيانا” في ظل أنه “لا يوجد تعادل في رياضتنا” شعر الأستاذ السويسري بمعنى هذه الكلمات، عندما أضاع الفرصة الأولى بضربة أمامية خارج الملعب، قبل أن يتقدم نحو الشبكة بشكل مبكر، ليتمكن ديوكوفيتش من قتل أحلامه في التتويج.

وبعد أن قاتل اللاعب الصربي لمدة 46 إضافية ليكمل الانتصار المثير 7-6 و1-6 و7-6 و4-6 و13-12، في أطول نهائي في منافسات الفردي في تاريخ ويمبلدون، ومع مرور أربع ساعات و57 دقيقة على انطلاق اللقاء، قال فيدرر “سأحاول نسيان (هذه المباراة). لا أعرف شعوري في الوقت الحالي. أشعر فقط أنني أهدر فرصة ضخمة ولا أصدق ذلك”.

ويبدو أن هذا حال أغلب المشجعين البالغ عددهم 15 ألفا وحضروا في الملعب الرئيسي بحماس، كما يحدث في أجواء مباريات كرة القدم.

وكانت الجماهير تمني نفسها بمتابعة فيدرر ينال لقبه الـ 21 في البطولات الأربع الكبرى، ويوسع الفارق مع رفاييل نادال (18 لقبا) وديوكوفيتش (16 لقبا) وبدأ المشجعون في التفاعل مع كل نقطة مهمة لمصلحة اللاعب السويسري صاحب الشعبية.

لكن مع كل هذه المساندة انتهت المباراة بتتويج اللاعب الصربي ليحرز لقبه الخامس في بطولة ويمبلدون.

وأصبح فيدرر في المقابل أول لاعب منذ بوب فالكنبرج في 1948 يفوز بمنافسات الفردي في ويمبلدون بعد إنقاذ فرصة حصد اللقب في النهائي.

وليس بغريب على فيدرر أن يصبح على بعد نقطة واحدة من الفوز ثم يتعثر، إذ حدث ذلك مع كيفن أندرسون في دور الثمانية في ويمبلدون العام الماضي، وأمام ديوكوفيتش في قبل نهائي بطولة أمريكا المفتوحة في 2011.

لكن ورغم ذلك فإنه يبدو من المدهش أن ينجح المصنف الثالث عالميا في التفوق على غريمه الصربي تقريبا في كل شيء، ثم ينهي المباراة بدون اللقب المنتظر.

وأظهرت الإحصاءات بالفعل أن فيدرر كان يجب أن يفوز. وسدد فيدرر المصنف الثاني 94 ضربة ناجحة مقابل 54 فقط لديوكوفيتش، وتفوق 7-3 في عدد مرات كسر الإرسال و25-10 في عدد ضربات الإرسال الساحقة، كما تفوق 218-204 في عدد النقاط، ورغم ذلك كله أنهى فيدرر اليوم في طرف الخاسر.

لكن قبل ثلاثة أسابيع من عيده ميلاده الـ 38 لن يرغب فيدرر في إهدار وقته في الحديث عن “ماذا لو” حيث سيستمر الأمر في عقله لسنوات مقبلة.

وبغض النظر عما يفعله فيدرر، أو ينوي فعله، فإنه سيجد صعوبة في التهرب من السؤال: هل سيحصل على فرصة أفضل لتحقيق لقبه الـ 21 في البطولات الأربع الكبرى؟

وظهر فيدرر بذلك في أطول مباراتين نهائيتين في منافسات الفردي في ويمبلدون. وقبل 11 عاما وصف فيدرر خسارته أمام نادال في نهائي 2008 المثير بعد خمس مجموعات بأنه كان “قاسيا” ومرة أخرى غادر اللاعب المباراة وهو يتساءل ماذا حدث خطأ.

وقال فيدرر: “أعرف ما فعلته بشكل رائع ومدى قربي من الفوز. يحاول المرء أن ينسى وسيحاول استخلاص الإيجابيات من هذه المباراة”.

وأضاف: “كما حدث ربما في 2008. الأمر يؤلم الآن وهذا يجب أن يحدث مثل أي خسارة هنا في ويمبلدون”.

وتابع: “بكل تأكيد هناك أمور متشابهة (مع خسارة 2008). أنا في الطرف الخاسر في المرتين، لذا هذا هو التشابه الوحيد تقريبا”.

زر الذهاب إلى الأعلى