جماهير التنس تراهن على سيرينا للفوز بببطولة أمريكا
في نهاية مسيرتها الرائعة تكون سيرينا وليامز في المعتاد اللاعبة التي تتمنى الجماهير فوزها باللقب، وليست المرشحة للتتويج في مكاتب المراهنات، لكن اللاعبة الأمريكية البالغ عمرها 37 عاما ستجمع بين الأمرين عندما تدخل بطولة أمريكا المفتوحة للتنس من أجل حصد اللقب 24 ومعادلة الرقم القياسي في عدد اللألقاب بالبطولات الأربع الكبرى.
ورغم المخاوف بشأن حالتها البدنية، وصيامها عن الألقاب منذ بطولة أستراليا المفتوحة 2017، تحظى وليامز بدعم مكاتب المراهنات لمعادلة حصيلة مارجريت كورت، وستقف الجماهير في نيويورك، كما جرت العادة، في صفها، عندما تنطلق المنافسات باستاد بيلي جان كينج.
وكان الرهان على وليامز، الفائزة باللقب في فلاشينج ميدوز ست مرات، بديهيا في أمريكا المفتوحة. وخلال فترة هيمنتها نالت اللقب ثلاث مرات على التوالي اعتبارا من 2012.
لكن الوضع تغير الآن. وربما يكون الرهان على آشلي بارتي بطلة فرنسا المفتوحة، أو سيمونا هاليب بطلة ويمبلدون التي سحقت وليامز في نهائي من جانب واحد على ملاعب نادي عموم إنجلترا، الاختيار الأكثر أمانا لكن المراهنين على الأرجح يتبعون قلوبهم.
وفي مشاركاتها الأربع في بطولات غير الأربع الكبرى هذا العام، انتهت مسيرتها بشكل مفاجئ، سواء بالانسحاب خلال مباراة أو قبل انطلاقها.
ومنذ ويمبلدون شاركت وليامز في بطولة واحدة. واقتصرت استعداداتها لموسم الملاعب الصلبة على المشاركة في كأس روجرز، والتي انتهت مسيرة المصنفة الأولى عالميا سابقا فيها وهي تبكي عقب انسحابها في النهائي أمام بيانكا أندريسكو بعد 19 دقيقة، بسبب آلام في الظهر.
وتفاقمت المشكلة واضطرت وليامز للانسحاب من بطولة سينسناتي، مما أثار تساؤلات بشأن قدرتها على احتمال أسبوعين مرهقين على الملاعب الصلبة في نيويورك.
وقالت وليامز بعد خيبة أملها في تورونتو “الأمر الأكثر إحباطا هو أنني تعرضت لذلك من قبل، أعاني من تقلصات شديدة لمدة 24 أو 36 ساعة ثم ينتهي الأمر. أتعامل مع الأمر يوما بيوم”.
وربما لم تعد وليامز ترعب منافساتها، مثل الماضي، لكن قليلات فقط سيرحبن بمواجهتها.
ومنذ فترة ليست بعيدة، كان مجرد وجود اسم لاعبة بجوار وليامز يجعلها تنهار. وكانت المباريات تحسم في المعتاد من قبل بدايتها. لكن منذ عودتها بعد فترة غياب، بسبب إنجاب ابنتها الأولى، كثيرا ما بدت وليامز هشة وبدون حلول أو أفكار.
مشاعر متباينة
في آخر 12 شهرا، مرت وليامز بمشاعر متباينة مليئة بالغضب والدموع. وقبل عام انتهى نهائي أمريكا المفتوحة بشكل مثير للجدل، بعد شجار عنيف بين وليامز الغاضبة والحكم، وحطمت بعض المضارب وتعرضت لعقوبات، لتخطف اليابانية نعومي أوساكا اللقب.
وفي تورونتو مطلع الشهر الحالي كانت تبكي بعد فشلها في إكمال المباراة النهائية لكأس روجرز.
وبين هاتين الواقعتين، لم يكن مشوار وليامز، التي تعد على نطاق واسع أفضل لاعبة على مر العصور، مؤثرا إلى دور الثمانية في أستراليا المفتوحة.
وبانسحابها في إنديان ويلز وميامي وروما، حيث فازت وليامز في مباراة فردي واحدة في كل بطولة، بدا أن أيام مجدها انتهت.
لكن في الوقت الذي كان الجميع على استعداد لاستبعادها من الترشيحات، ظهرت سيرينا بثوبها القديم في ويمبلدون، إلى أن تعرضت لهزيمة ثقيلة أمام هاليب.
وقالت بعد ويمبلدن “يجب أن أعثر على حلول للفوز بمباراة نهائية. يجب أن أستمر في المحاولة ومواصلة العمل، وربما أستطيع خوض بعض البطولات بدون إصابة. يجب عليّ مواصلة التقدم للأمام”.
وفي السابق لم يكن هناك أي خطة واضحة للفوز على وليامز. ولم تترك قوتها ومكرها أي مجال للهجوم. لكن مع اقترابها من عيد ميلادها 38، عثرت المنافسات على طريقة للتغلب عليها، بإجبارها على الابتعاد عن الخط الخلفي والركض.
وانكشفت لياقتها البدنية وقدرتها على التحمل، وتستغل المنافسات نقاط الضعف هذه.
ولم يعد الوقت بجانب وليامز في سعيها لحصد اللقب 24 في البطولات الأربع الكبرى.
وقالت “شخص ما أبلغني بأنني يجب ألا أنظر لأرقامي بعد الآن. يجب علي التركيز على أدائي. أشعر بأنني في رحلة محاولة تقديم أفضل ما عندي واللعب بأفضل طريقة ممكنة عندما أستطيع”.
وأضافت “أنزل إلى أرض الملعب وألعب وأرى ماذا يحدث. بشكل ما كان الأمر كذلك طيلة مسيرتي. لم يسبق أن فكرت في الوقت بشكل عام”.