لقب جديد في الدوري لن يكفي فايلر للنجاح مع الأهلي
إذا كان يمكن استخلاص أي شيء من علاقة الأهلي بمدربيه، في السنوات الأخيرة، فهو ببساطة أن الفوز بلقب الدوري المصري ليس كافيا للاستمرار في المنصب ونيل رضا المشجعين.
فرغم هيمنة الأهلي على لقب الدوري في آخر أربعة مواسم، تولى أربعة مدربين مختلفين المسئولية، إضافة لأكثر من مدرب مؤقت. ورحل مدربون مثل حسام البدري وباتريس كارتيرون ومارتن لاسارتي لأسباب تعود في الأساس للإخفاق في دوري أبطال أفريقيا.
ومن المستبعد أن يختلف الأمر بالنسبة للمدرب السويسري الجديد رينيه فايلر إذا اكتفى بالفوز بالدوري، ومن الصعب تخيل مصيره إذا فشل كذلك في إحراز اللقب المحلي للمرة الخامسة على التوالي والـ 42 في تاريخه الحافل.
ولذلك سيجد فايلر نفسه في موقف لا يحسد عليه، فمن خلفه البحر وأمامه جماهير الأهلي التي تحلم باستعادة لقب دوري الأبطال الغائب منذ 2013 رغم الوصول إلى النهائي في 2017 و2018.
وترجمت إدارة الأهلي طموح المشجعين عندما وضعت بندا يسمح بفسخ التعاقد في حال الإخفاق في الفوز بالدوري المحلي أو دوري الأبطال.
وقال فايلر عند تقديمه لوسائل الإعلام، في مطلع الشهر الحالي: “أتمنى أن أحصل مع الأهلي على كافة الألقاب التي سينافس عليها محليا وأفريقيا. أعلم أن الجماهير تحلم بالفوز بدوري الأبطال الذي لم تحصل عليه منذ فترة، وسأعمل على تحقيق حلم الجماهير والإدارة”.
وأحرز الأهلي لقب الدوري في الموسم الماضي بقيادة لاسارتي القادم من أوروجواي، لكن التتويج لم يشفع له الخروج المخجل من دوري الأبطال عندما تعرض الفريق لأثقل هزيمة في تاريخه القاري بسقوطه 5-صفر أمام ماميلودي صن داونز، في ذهاب دور الثمانية.
وطالب المشجعون بإقالة لاسارتي على الفور، لكن إدارة النادي فضلت الاستقرار، إلا أن الهزيمة أمام بيراميدز في كأس مصر الشهر الماضي كتبت كلمة النهاية في علاقة مدرب ريال سوسيداد السابق بالأهلي.
وبينما كانت الجماهير تمني نفسها بالتعاقد مع مدرب من الأسماء الكبيرة ليخلف لاسارتي، جاء التعاقد مع فايلر الذي لم يسبق له العمل في أفريقيا، ويمتلك سيرة ذاتية عادية، ليوجه ضربة لطموح المشجعين.
وأمام فايلر مهمة صعبة، إذ يدرك مشجعو الأهلي أن اللقب المحلي تحقق الموسم الماضي بسبب الانهيار الدرامي للمنافس التقليدي الزمالك في الجولات الأخيرة، وتضع جماهير النادي العملاق دائما دوري الأبطال كمعيار لقياس النجاح.
ففي السنوات القليلة الماضية خسر الأهلي أغلب مواجهاته الكبيرة في دوري الأبطال، بينما في الموسم الماضي سقط في مواجهاته الثلاث أمام بيراميدز بواقع مرة في الكأس ومرتين في الدوري. ولن يكون فايلر بمفرده تحت المجهر هذه المرة.
وبعد الخروج من الكأس، والفشل في الفوز بدوري الأبطال في عهده، تتطلع الجماهير إلى محمود الخطيب رئيس الأهلي ولاعبه الفذ في سبعينات وثمانينات القرن الماضي لإعادة النادي إلى مكانته القارية وحصد اللقب التاسع الذي لا يزال يراوغه.
ووجهت انتقادات لإدارة النادي بقيادة الخطيب بسبب ما تعتبره الجماهير إخفاقا في دعم الهجوم رغم الإنفاق ببذخ على الانتقالات منذ يناير الماضي.
وسيكون على فايلر ترك بصمته سريعا قبل بداية مشواره المحلي والبناء على الفوز 2-صفر على كانو سبورت في غينيا الإستوائية في ذهاب الدور الأول لدوري الأبطال هذا الأسبوع.
لكن قبل مواجهة سموحة في الجولة الافتتاحية؛ سيتعرف مدرب أندرلخت السابق على ما ينتظره حين يواجه الزمالك في كأس السوبر المحلية غدا الجمعة، قبل أن يلتقي الغريمان في الدوري يوم 19 أكتوبر.
وعند هذه النقطة ربما يكون اتضح ما إذا كان فايلر نجح في كسب رضا الجماهير أم سيلقى مصير أسلافه.