أقبلت نساء إيرانيات على شراء تذاكر لحضور مواجهة أمام كمبوديا في طهران الخميس المقبل ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم.
يأتي ذلك بعد أن تم الإعلان عن طرح التذاكر للبيع عبر موقع إلكتروني.
وأكدت السلطات الإيرانية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أنه سيتم السماح للنساء بحضور المباراة وتخصيص مدرجات لهن داخل الاستاد.
وذكرت وكالة “الطلبة” الإيرانية شبه الرسمية للأنباء أن 3500 تذكرة لقطاعات من المدرجات مخصصة للنساء بيعت في غضون دقائق من طرحها صباح اليوم الجمعة.
وقال الفيفا لرويترز إنه أخطر بتخصيص 4600 تذكرة إجمالا للنساء بشكل مبدئي لكن الاتحاد الدولي توقع طرح مزيد من التذاكر للبيع لتلبية الطلب من جانب المشجعات.
وأوضح متحدث باسم الفيفا أن الاتحاد الدولي سيرسل وفدا إلى ملعب المباراة في طهران لمتابعة دخول النساء.
وذكرت ناشطة في حملة “افتحوا الملاعب” التي تدعم حق الإيرانيات في دخول ملاعب كرة القدم بحرية أن تذاكر المباراة، التي ستقام على ملعب يسع 78 ألف متفرج، عرضت للبيع في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة وبيعت عبر موقع إلكتروني.
فوضى عارمة
وأوضحت أن الاتحاد الإيراني لكرة القدم لم يعلن عن بيع التذاكر وأن النساء لم يعرفن بطرح التذاكر للبيع إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فقط.
وقالت لرويترز “المسألة شابها فوضى عارمة”.
ورحبت الحملة ببيع التذاكر للنساء لكنها قالت إنها تشعر بقلق من أن المدرجات المخصصة للنساء فقط ستحرم الأمهات من اصطحاب أبنائهن للمباراة وأضافت أنه من غير الواضح أيضا كيف سيتم التعامل مع النساء صاحبات الاحتياجات الخاصة.
وفي مباراة إيران الودية ضد سوريا في يونيو/حزيران الماضي احتجزت قوات الأمن النساء خارج ملعب آزادي.
وتوفيت سحر خداياري، التي أطلق عليها اسم “الفتاة الزرقاء” بسبب ألوان قميص فريقها المفضل استقلال طهران، الشهر الماضي بأحد المستشفيات بعد أن أشعلت النار في نفسها خارج المحكمة خوفا من أن يحكم عليها بالسجن لمدة ستة أشهر بعد أن حاولت حضور مباراة كرة قدم متنكرة في زي رجل.
موجة غضب واسعة النطاق
تسببت وفاة خداياري في اندلاع موجة غضب واسعة النطاق داخل إيران وعلى الصعيد الدولي وظهرت أصوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو الفيفا لإيقاف أو عقاب الاتحاد الإيراني لكرة القدم.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش الفيفا لرفض القيود المفروضة على أعداد النساء المسموح لهن بحضور المباراة.
وقالت مينكي ووردن مديرة المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش في بيان “تسبب حرمان إيران لنصف عدد سكانها من حضور مباريات كرة القدم في تعرض النساء والفتيات لخطر الاعتقال والسجن وربما التضحية بحياتهن لتحدي هذه الظروف”.
وأضافت “أي تنازل من الفيفا في مسألة تقييد أعداد النساء اللائي يمكنهن دخول الملاعب سيعطي الفرصة للمتشددين في إيران (…) على الإبقاء على القيود التمييزية المطبقة بالفعل”.
وأرسل الفيفا الشهر الماضي مسؤولين إلى طهران لمناقشة استعدادات مباراة الخميس المقبل بما في ذلك السماح بدخول النساء إلى الملعب.
ويسمح للنساء الأجنبيات بدخول الملاعب بصورة محدودة لكن النساء الإيرانيات منعن من حضور مباريات الرجال في الملاعب بعد فترة قصيرة من اندلاع الثورة الإسلامية في 1979.
وظهرت إشارات على تغير الأوضاع بالنسبة للمشجعات الإيرانيات حين سمحت السلطات لمجموعة من النساء بحضور مباراة الإياب لنهائي دوري أبطال آسيا في طهران في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 وهي المباراة التي شهدها جياني انفانتينو رئيس الفيفا.
ورغم هذا منعت المشجعات من دخول الملاعب بعد تلك المباراة.
ويقول الفيفا إنه يريد من السلطات الإيرانية أن تسمح للنساء بدخول الملاعب بشكل عام ليس فقط في مباريات تصفيات كأس العالم ولكن في جميع المباريات في البلاد.
اقرأ أيضا: