زيدان “الحذر” يقود ريال مدريد لمواكبة نمط برشلونة السريع
لم يغر الفوز الساحق لريال مدريد على ليجانيس بخماسية نظيفة، يوم الأربعاء، مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، الذي ظل حذرا حيال وضع نادي العاصمة قبل استقباله ريال بيتيس، ضمن منافسات المرحلة الثانية عشرة من الدوري الأسباني.
وردا على سؤال، على هامش المؤتمر الصحفي في نهاية مباراة ليجانيس، حول ما إذا قدم ريال أفضل أداء له هذا الموسم، رد زيدان قائلا: “كلا، لا أعتقد ذلك”.
وظل مدرب ريال مدريد قاسيا فيما يتعلق بفريقه، فعندما قال أحد الصحفيين بأنه ربما يكون الأداء الأكثر تكاملا للفريق حتى الآن، استخدم زيدان العبارات ذاتها وقال: “ربما سيعتقد بعض الناس بأنها أفضل مباراة لنا”، وتابع: “ليس بالنسبة لي، ولكن علينا أن نكون سعداء”.
وعندما طلب منه الاختيار بين أفضل مباريات خاضها النادي المدريدي، منذ بداية الموسم الحالي، ذكر المدرب الفرنسي الفوز الافتتاحي على سلتا فيجو، أو الفوز على جلطه سراي التركي 1-صفر في عقر داره الأسبوع الماضي، بدوري أبطال أوروبا، والذي سيلتقيه مجددا في “سانتياجو برنابيو”، يوم الأربعاء المقبل.
ويمر ريال بمرحلة مخيبة لآمال عشاقه، تتقلب بين غياب القيادة، والفوضى في خلال المباريات، واستمرار هذا التخبط من أسبوع لآخر.
ويعد الفوز على ليجانيس هو الأكبر للريال في الدوري بقيادة زيدان منذ أن سحق في مايو 2018 سلتا فيجو بسداسية نظيفة بإشرافه أيضا، وتخللها الفوز على جلطه سراي على الصعيد القاري، وليفانتي 3-2، وغرناطة 4-2 في الدوري المحلي.
غير أن الخسارة أمام الوافد الجديد مايوركا (صفر-1) في المرحلة التاسعة من “لا ليجا”، والسقوط المدوي أمام باريس سان جيرمان الفرنسي بثلاثية نظيفة، كشفا هشاشة خط الدفاع في النادي المدريدي.
وقال زيدان، في وقت سابق من الشهر الماضي: “المشكلة أنه علينا أن نُظهر كل ثلاثة أيام أننا الأفضل”، وتابع: “هذه هي المشكلة، وهذا ما لا نفعله”.
ولم تتوضح صورة ريال بالشكل الكافي بعد خوضه 10 مباريات في الدوري، إثر تأجيل “الكلاسيكو” بينه وبين غريمه التقليدي برشلونة إلى 18 ديسمبر، على الرغم من بعض الملامح الإيجابية في العودة الثانية لزيدان لتسلم مهامه في النادي الأسباني، والتي كللها حتى الآن باحتلاله مركز الوصافة في الدوري، متأخرا بفارق نقطة عن برشلونة (22 مقابل 21).
ويعتمد المدرب الفرنسي على ركائز أساسية في التشكيلة عمادها الحارس البلجيكي تيبو كورتوا بين الخشبات الثلاث، والثنائي سيرجيو راموس والفرنسي رافايل فاران في الدفاع، والألماني طوني كروس في الوسط، والفرنسي كريم بنزيمة في الهجوم.
في المقابل؛ يثق زيدان بداني كارفاخال في مركز الظهير الأيسر بدلا من ألفارو أودريوسولا الذي راكم الأخطاء، في وقت ما زال الظهير الفرنسي فيرلان مندي، القادم من ليون مقابل 50 مليون يورو، غير قادر على فرض نفسه بمواجهة البرازيلي مارسيلو.
ويبقى كاسيميرو ضمانة خط الوسط الدفاعي، فيما جلب فيدي فالفيردي طاقة جديدة للوسط، الأمر الذي دفع بزيدان لتقليص عدد دقائق الكرواتي لوكا مودريتش على أرض الملعب.
وعلى الرغم من أن الوافد الجديد من تشيلسي، البلجيكي إدين هازار، لم يظهر صورته الحقيقية بعد بسبب الإصابة، وعدم تأقلمه مع الكرة الأسبانية، إلا أنه يستمتع بدوره الجديد مع ريال وبشراكته مع بنزيمة.
أما الويلزي جاريث بايل فيبقى اللغز الأكبر في تشكيلة يبتعد عنها تارة بسبب الإصابة، وتارة أخرى بسبب تراجع مستواه، ما يثير الشكوك مجددا حول مستقبله في الدوري الأسباني.
غير أن زيدان يجد في المهاجم البرازيلي الشاب رودريجو أفضل بديل لتعويض النقص في الهجوم، فمنحه ثقته يوم الأربعاء الماضي أمام ليجانيس حيث افتتح ابن الـ 18 عاما التسجيل في مشاركته الأولى كأساسي، بعدما نال هذا الشرف للمرة الأولى أمام جلطه سراي على الصعيد القاري.
يقول زيدان عن لاعبه الشاب: “يملك شخصية”، ويتابع: “وهو يتطور شيئا فشيئا”.
يعتبر التحدي المقبل لريال، الذي يستضيف على أرضه في “سانتياجو برنابيو” منافسه ريال بيتيس، أفضل فرصة لإدراك ما إذا كان النادي قد وصل إلى مرحلة الاستقرار من ناحية النتائج، وقدرته على مواكبة النمط السريع لمنافسه برشلونة، الفائز في مبارياته السبع الأخيرة في مختلف المسابقات، وتصدره الدوري برصيد 22 نقطة من 10 مباريات.
فالفيردي: الأمور ليست سهلة
ويحل النادي الكاتالوني ضيفا على ليفانتي، غدا السبت، قبل استحقاقه الأوروبي يوم الثلاثاء أمام سلافيا براج التشيكي في الجولة الرابعة، في سعيه لتحقيق انتصاره السادس تواليا في “لا ليجا” منذ خسارته أمام غرناطة بهدفين نظيفين في المرحلة الخامسة، والثامن تواليا في مختلف المسابقات.
ويعتمد برشلونة على قائده النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي برهن أمام بلد الوليد أنه تعافى كليا من إصابة أعاقت بدايته، فسجل هدفين ومرر كرتين حاسمتين من خماسية فريقه.
وعلق مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي على مباراة بلد الوليد بالقول: “علينا أن نتطلع إلى الأمام”، وتابع: “ما يحصل هو أنه عندما تشاهد ميسي يلعب بهذه الطريقة فتبدو الأمور سهلة، ولكنها ليست كذلك”.
سيميوني: فريقي يتطور
في المقابل يصر دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد أن فريقه يتطور، غير أن التعادل المخيب للآمال أمام ألافيس (1-1) في منتصف الأسبوع فوت على فريقه فرصة تصدر الدوري، وترك أكثر من علامة استفهام حول أداء “كولتشونيروس” الذي تعادل ثلاث مرات في مبارياته الأربع الأخيرة في الدوري.
ويخوض أتلتيكو رحلة محفوفة بالمخاطر عندما يحل ضيفا على إشبييلة غدا السبت، قبل استحقاقه الأوروبي أمام بايرن ليفركوزن في دوري الأبطال يوم الأربعاء.
كما يلتقي يوم الأحد غرناطة، مفاجأة الموسم الجديد، على ملعبه “لوس كارمينيس” منافسه ريال سوسيداد .