الدوري المصريبطولات عالميةبطولات عربيةكرة قدم

مصطفى الجارحي يكتب: كبوة الزمالك.. ليس بالتهديد وحده تنصلح الأمور

كل التوقعات كانت تصب في صالح مازيمبي قبل فوزه على الزمالك بثلاثية نظيفة.. لا دخل هنا للمستوى الفني بين الفريقين، فالأبيض يضم لاعبين من أفضل عناصر القارة فنيًا وتكتيكيًا وبدنيًا.. لا دخل كذلك لعامل الأرض والجمهور، فممثل مصر اعتاد على مثل هذه الأجواء وعاد منها منتصرًا في مناسبات عديدة وليست بعيدة.

الأمر باختصار أن التوقعات بخسارة الزمالك لم تأتِ من فراغ.. يكفي أن تعرف أن اللاعبين، ومدربهم الصربي ميتشو، خاضوا اللقاء وحالتهم النفسية في الحضيض.. سافروا وسط أجواء مشحونة ومتوترة.. الطرفان الداعمان للفريق تخليا عن الدعم وسحبا الغطاء.. بعض الجماهير لم تتقبل هزيمة فريقهم أمام إنبي ودخلوا في مشادات كلامية مع اللاعبين، شيكابالا مثلاً.. والإدارة ناصبت اللاعبين والجهاز الفني العداء وهددتهم وتوعدتهم.

مرتضى منصور رئيس النادي اتهم بعضهم بالتمرد والتهرب من المباراة بادعاء الإصابة، طارق حامد وعبد الله جمعة مثلاً.. فيما أغلب اللاعبين لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية، منذ بداية الموسم.. فقط حصلوا على وعود!.

اقرأ أيضا:

يمكنك أن تضيف إلى ما سبق أن عددًا من نجوم الفريق تلقوا عروض احتراف خليجية، محمود علاء وطارق حامد مثلاً، والمتبع في تلك الحالة: الموافقة على رحيلهم ليستفيد النادي ماليًا من ناحية وتصبح لديه القدرة على تعويضهم بغيرهم، ومن ناحية أخرى تأمين مستقبل اللاعب خاصة أن عمر لاعبي الكرة قصير في الملاعب.. أو أن يتم رفض احترافهم مقابل ترضيتهم ماليًا للبقاء، ومن الواضح أن هذا لم يتم حتى الآن!.

زد على ما سبق أن مدرب الفريق ميتشو ذهب إلى الكونغو وهو تحت حد المقصلة.. يكفي أن آخر ما سمعه وهو في طريقه للقاء مازيمبي تحذير مرتضى منصور: “الحساب سيكون عقب العودة”.

تلك إذن كانت بعض الظروف السلبية التي أحاطت بلاعبي الزمالك قبل السفر للقاء فريق يتفوق عليه في عدد المواجهات، فقبل المباراة كان لمازيمبي ثلاثة انتصارات مقابل انتصار وحيد للأبيض، فيما تعادلا مرتين.. الآن وبسبب تلك الظروف المحبطة، والأجواء غير الصحية، أصبح مازيمبي يتفوق بأربعة انتصارات.

لا يمكن أن تستقيم الأمور هكذا.. تحت التهديد.. والوعيد.. ووقف المستحقات ورهنها بالفوز.. فاللاعبون بشر مثلنا، وعليهم التزامات وفواتير ويعولون عائلات.. ومن ثم لم يكن غريبًا أن يجتمع لاعبو الزمالك في فندق الإقامة بالكونغو، بعد الهزيمة، ليقرروا في موقف موحد دعم مدربهم ضد أي إجراء محتمل من مرتضى منصور تجاه الإطاحة به.

ربما يكون ميتشو مدربًا جيدًا.. وربما يكون مدربًا فاشلاً.. ربما يكون جيدًا لكن حظه سئ مع الزمالك.. ربما يكون فاشلاً لكن خبراء الكرة أوهمونا بأنه عبقري.. وخبراء الكرة هؤلاء ينتمون للقلعة البيضاء نفسها.. ولن ننسى ما فعلته مجلة الزمالك، بعد سلسلة الانتصارات في بطولة كأس مصر، حينها نشرت صورة ميتشو وكتبت عليها “الساحر”، ووصفه خالد الغندور بالمدرب العبقري!، وخلال المفاوضات مع المدرب الصربي قال الغندور إن ميتشو “قد جروس 100 مرة”!.

ميتشو مدرب الزمالك
ميتشو مدرب الزمالك

مشكلة إدارة الزمالك أنها بالغت في الإشادة بميتشو بعد التتويج بكأس مصر، وهو ما أثر سلبيًا على الخواجة، فمن ناحية وضعته تحت الضغط، ومن ناحية أخرى أعطته ثقة مفرطة فراح يغير من شكل وطريقة الفريق ومهام اللاعبين في بعض المباريات، وعلى رأسها لقاء القمة أمام الأهلي في كأس السوبر المصري، فخسر الأبيض.. بالمناسبة يفعلون الأمر نفسه مع مصطفى محمد الآن.

المؤكد أن مباراة أمس أمام مازيمبي لا تعني نهاية العالم.. صحيح أن الزمالك تلقى هزيمة ثقيلة، خارج الأرض، لكن المشوار ما زال في بدايته، فرق أوروبية عريقة تلقت الهزيمة بالسبعة وليس بالثلاثة، واعتبرت الأمر كبوة عارضة وعملت على تصحيح الأوضاع.. ليس بالتهديد، ولا الاستغناءات، ولا بوقف المستحقات.. انظروا فقط لما مر به عملاق أوروبا ريال مدريد.. كم مباراة خسرها الموسم الماضي (18 خسارة منها 8 على ملعبه سانتياجو برنابيو) وخرج من كل البطولات المحلية والقارية باستثناء كأس العالم للأندية لعدم وجود منافس قوي.. لكنه عاد الآن إلى صدارة القمة الأسبانية.

على أن أعجب ما نراه في مصر هو السخرية من هزيمة فرقنا في البطولات القارية (دوري الأبطال أو الكونفدرالية) أو حتى في البطولة العربية، كما فعلوها قبلاً مع الأهلي حين خسر بالخمسة.. وعاد الأهلي بعدها وحصد لقب الدوري المصري وكأس السوبر، ونافس من جديد في دوري الأبطال، وما خسارته بهدف من الترجي إلا لأسباب تحيط بظروف المباراة، وبفساد التحكيم.. وتلك قصة أخرى.. لكننا سنرى كيف سيتخطى الأهلي الأمر وينافس على التأهل.

اقرأ أيضا:

زر الذهاب إلى الأعلى