مانشستر سيتي يفرد عضلاته المالية أمام جاره “الأحمر”
نجح مانشستر سيتي في التفوّق فنيا على جاره اللدود مانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة، ويقترب حامل لقب الدوري الإنجليزي في آخر موسمين من التفوق عليه أيضا في الجوانب المالية.
وبرغم عجزه عن تكرار مشواره الرائع، الموسم الماضي، عندما توّج مرة ثانية تواليا في الدوري بفارق نقطة عن ليفربول المتجدد، إلا أن سيتي يتقدّم راهنا بفارق كبير يبلغ 11 نقطة عن يونايتد قبل مواجهتهما المنتظرة، غدا السبت في الـ”بريميرليج”.
بعد خمس عشرة مرحلة على انطلاق الدوري، يقف يونايتد في مركز سادس مخيب، بفارق 22 نقطة عن ليفربول المتصدر، و8 نقاط عن المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الذي يقاتل للعودة إليه.
وفيما يبحث سيتي مع إدارته الإماراتية عن إحراز لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه، وضمن تأهله لدور الـ16 للموسم السابع تواليا، تعاني أرقام يونايتد المالية مع مشاركته في مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليج” الرديفة للمرة الثانية في أربعة مواسم.
حقق يونايتد إيرادات قياسية بلغت 627 مليون جنيه استرليني (818 مليون دولار أميركي) في الموسم الماضي، مع بلوغه ربع نهائي دوري الأبطال وحلوله سادسا في الدوري المحلي. تفوّق بنحو مئة مليون جنيه عن سيتي (535 مليونا) برغم تحقيق “سيتيزنز” ثلاثية محلية لافتة في الدوري والكأس وكأس الرابطة.
لكن يونايتد يتوقع انخفاض إيراداته الى ما بين 560 و580 مليون جنيه هذا الموسم، بسبب صفقات البث التلفزيوني الأصغر حجما والجوائز المالية المقدّمة في يوروبا ليج.
في المقابل، تعززت أرقام سيتي هذا الموسم من خلال صفقة رعاية ضخمة بلغت قيمتها 650 مليون جنيه بين الشركة الأم للنادي “سيتي فوتبول جروب (سي أف جي)” وشركة بوما للتجهيزات الرياضية على مدى المواسم العشرة المقبلة.
ولا تزال قيمة هذه الصفقة أدنى من 750 مليونا على مدى عشر سنوات عقدها “الشياطين الحمر” مع عملاق التجهيزات أديداس عام 2014، لكن هذا يؤشر إلى تقلص الفارق التجاري بين عملاقي مدينة مانشستر.
قال الخبير المالي في كرة القدم كيران ماجواير لوكالة فرانس برس: “أعتقد أن الفجوة ستضيق إلى حد كبير. من 100 مليون جنيه فقط هذا العام بين الناديين، سيتقلص الفارق بين 10 و20 مليون جنيه لموسم 2019-2020”.
تم تمويل نجاح سيتي على مدى العقد الماضي من قبل مالكيه الذين يتخذون من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرا لهم، لكنهم سقطوا عدة مرات في فخ قواعد اللعب المالي النظيف. اعتُبرت عقودهم الرعائية أعلى من قيمتها السوقية، على غرار رعاية قميص الفريق وملعب النادي مع طيران الاتحاد المملوكة من الحكومة الإماراتية.
لكن العقد المترف مع بوما يؤكد أن نجاح سيتي في أرض الملعب لم يعد يعتمد على تمويله الخليجي.
أضاف ماجواير: “حصلوا على رعاية أيضا من أمثال شركات نيسان وإطارات نيكسن. على خلفية التتويج بلقب الدوري الممتاز أربع مرات في العقد الأخير والصعود إلى صفوة الأندية الأوروبية، لم يعد سيتي معتمدا على عقوده الرعائية من الشرق الأوسط، كما في بدايات حصوله على رعاية طيران الاتحاد”.
انعكس صعود سيتي أكثر عندما استحوذت شركة “سيلفر لايك” الأميركية للأسهم على ما يزيد قليلا عن 10% من حصة “سي أف جي” مقابل 500 مليون دولار أميركي الاسبوع الماضي.
أعطى هذا الأمر “سي أف جي” رقما قياسيا عالميا للامتيازات الرياضية لتصبح بقيمة 4,8 مليار دولار. بالمقارنة، تبلغ القيمة السوقية ليونايتد أقل من 3 مليارات دولار، لكنها قفزت أيضا على وقع صدى الاستثمارات في سيتي.
يتابع ماجواير: “خلال الساعات الـ24 التي تلت استثمار سيلفر لايك، ارتفعت القيمة السوقية ليونايتد بنسبة 11%، وبالتالي ربما تقول الأسواق إننا قللنا من قيمة يونايتد وإمكاناته”.
بعد أيام من استثمار سيلفر لايك أعلنت “سي أف جي” أن مومباي سيتي الهندي سيصبح النادي الثامن في إمبراطوريتها التي تضم نيويورك سيتي أف سي الأميركي، ملبورن سيتي الأسترالي، يوكوهاما مارينوس الياباني، سيشوان جيونيو الصيني، جيرونا الأسباني وأتلتيكو توركي الأوروجوياني.
يضيف ماجواير: “يرون نموا في الأسواق الخارجية. لم تكن سيلفر لايك لتضع الأموال ما لم تعتقد أن هناك إمكانات نمو محتمل في مجموعة سيتي”.
كان يونايتد من رواد تسويق كرة القدم في ظل أيامه الرائعة في تسعينيات القرن الماضي، تحت إشراف السير أليكس فيرجوسون. لكن منذ اعتزال الأسكتلندي في 2013، احتل يونايتد مركزا أدنى من غريمه في كل موسم.
أصبح سيتي الآن مع شبكة أنديته حول العالم، وبطولاته المحلية، تحت إشراف مدربه الفذ جوارديولا متقدما على جاره داخل وخارج أرض الملعب.