بطولات عالميةكرة قدم

الهلال السعودي يستكشف مونديال الأندية بتشكيلة عالمية

رغم كونه النادي الأكثر نجاحا على مستوى جميع الأندية السعودية، كما أنه من أكثر الأندية الآسيوية حصدا للبطولات، ظلت تجربة كأس العالم للأندية غائبة عن فريق الهلال السعودي لسنوات طويلة، وفشل الفريق في حجز مقعدها في البطولة على مدار نسخ عديدة سابقة.

وبعد 19 عاما أهدر خلالها الهلال أكثر من فرصة ذهبية للتتويج بلقب دوري أبطال آسيا، استعاد الزعيم عرشه الآسيوي، قبل أيام، وتوج بلقب دوري

الأبطال للمرة الثالثة في تاريخه، ليقتسم بهذا الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب مع بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي.

وأكمل الهلال عقد المتأهلين إلى النسخة المرتقبة من بطولات كأس العالم للأندية، والتي تستضيفها قطر خلال الأيام المقبلة، حيث كان آخر المتأهلين

للبطولة، وذلك بعد فوزه قبل أسبوعين فقط على أوراوا ريد دياموندز الياباني 2-صفر في إياب الدور النهائي للبطولة.

وكان الهلال فاز على أوراوا 1-صفر في مباراة الذهاب بالعاصمة السعودية الرياض، قبل نحو شهر، ثم انتزع الفريق اللقب بالفوز بثنائية نظيفة إيابا في عقر دار الفريق الياباني على ملعب “سايتاما”.

والآن، يخوض الهلال فعاليات مونديال الأندية في قطر بطموحات كبيرة ومعنويات مرتفعة للغاية، بعدما قدم الفريق هذا الموسم مسيرة رائعة توجها باللقب الآسيوي.

وكان الهلال قريبا أيضا من الفوز بلقب الدوري السعودي في الموسم الماضي، لكنه حل ثانيا بفارق نقطة واحدة خلاف منافسه التقليدي العنيد النصر.

ويستحوذ الهلال على أكثر من لقب قياسي محليا وآسيويا، ما يجعله أحد أكثر الأندية نجاحا على مستوى القارة، وكذلك في منطقة الشرق الأوسط.

وإلى جانب اقتسامه الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب دوري أبطال آسيا، يشترك الهلال مع يوكوهاما مارينوس الياباني في الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كأس الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس برصيد لقبين لكل منهما، كما يقتسم مع سوون سامسونج بلووينجز الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كأس السوبر الآسيوي برصيد لقبين لكل منهما.

وإضافة لهذا، يستحوذ الفريق على الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بألقاب الدوري السعودي (15 لقبا) وكأس ولي العهد السعودي (13 لقبا) وأكثر من رقم قياسي آخر.

ولهذا، يخوض الفريق فعاليات مونديال الأندية محملا بآمال كبيرة من إدارة النادي والجماهير على حد سواء، خاصة وأن البطولة تأتي بعد فترة وجيزة للغاية من فوزه بلقب دوري الأبطال الآسيوي.

ويضاعف من طموحات الجماهير الهلالية في هذا المونديال أن لاعبي الفريق لعبوا الدور الأكبر في الانطلاقة الرائعة للمنتخب السعودي ببطولة كأس الخليج (خليجي 24) التي تستضيفها قطر أيضا، والتي يسدل الستار عليها اليوم بالمواجهة بين المنتخبين السعودي والبحريني.

ومن المؤكد أن المشاركة القوية مع المنتخب السعودي (الأخضر) في خليجي 24، ستجعل لاعبي الهلال بالمنتخب السعودي أكثر استعدادا لمونديال الأندية، في ظل المواجهات الصعبة والقوية التي خاضها الأخضر وحصل من خلالها على دفعة معنوية قوية.

كما أن وجود لاعبي الهلال في الدوحة، خلال الأيام الماضية، منحهم فرصة أفضل للتأقلم مع الأجواء والطقس وكذلك مع أرضية ملعب ستاد خليفة الدولي الذي سيستضيف مباراة الفريق، حال عبر إلى المربع الذهبي للبطولة.

ولهذا، سيكون لاعبو الهلال في المنتخب السعودي من الأوراق المهمة والحاسمة التي يعتمد عليها المدرب الروماني رازفان لوشيسكو، المدير الفني للهلال، في مشواره بمونديال الأندية.

ويظل الإرهاق هو المشكلة الوحيدة التي قد يواجهها لاعبو الهلال، خاصة من أعضاء المنتخب السعودي، حيث عانى اللاعبون من ضغط المباريات في الفترة الماضية، ما بين المشاركة مع الهلال في الدوري السعودي والأدوار النهائية لدوري الأبطال الآسيوي، والمشاركة مع المنتخب السعودي في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 بالصين ثم في كأس الخليج (خليجي 24).

ورغم هذا، يستطيع لوشيسكو التغلب على هذه المشكلة من خلال الاستفادة بشكل أكبر من وجود العديد من النجوم في صفوف الفريق، بخلاف لاعبيه الدوليين المشاركين في خليجي 24 الحالية.

ويضم الهلال من بين لاعبي الأخضر أكثر من نجم بارز، ويأتي في مقدمتهم سالم الدوسري وسلمان الفرج وعبد الله عطيف ومحمد البريك الذي لم يشارك في خليجي 24 للإصابة، وياسر الشهراني، إضافة لنواف العابد الذي لم تشمله قائمة الهلال في مونديال الأندية.

وبخلاف نجوم الهلال من أعضاء المنتخب السعودي، تضم صفوف “الزعيم” العديد من المحترفين الأجانب وكذلك النجوم الآخرين.

ويأتي في مقدمة النجوم الأجانب بالفريق المحترف الفرنسي بافيتيمبي جوميز، والكوري الجنوبي يان هيون سو، ولاعب الوسط البيروفي أندري كاريلو، والسوري عمر خربين، والكولومبي جوستافو كويلار، والبرازيلي كارلوس إدواردو، والإيطالي سيباستيان جيوفينكو، ما يجعل الزعيم فريقا عربيا بنكهة عالمية.

وإضافة لهذا، تعول جماهير الفريق كثيرا على الخبرة الرائعة للمدرب لوشيسكو الذي تولى تدريب الفريق في نهاية يونيو الماضي، بعدما ترك بصمة رائعة مع معظم الفرق التي تولى تدريبها سابقا.

ويستهل الزعيم مشواره المونديالي بمواجهة عربية صعبة للغاية، حيث يصطدم بفريق الترجي التونسي، بطل أفريقيا، في الدور الثاني للبطولة ويتأهل الفائز منهما لمواجهة فلامنجو البرازيلي في المربع الذهبي للمونديال.

ورغم عدم خوضه البطولة على ملعبه، يراود الأمل الهلال في أن يصبح ثالث فريق عربي، بعد الرجاء البيضاوي المغربي والعين الإماراتي، يبلغ المباراة النهائية لمونديال الأندية، خاصة وأنه لن يصطدم في المربع الذهبي بفريق ليفربول الإنجليزي المرشح الأول للفوز باللقب.

ويدرك الهلال جيدا مدى صعوبة المهمة التي تنتظره في مواجهة الترجي بالدور الأول، خاصة مع الضغوط التي تولدها المواجهات العربية في مثل هذه المباريات والبطولات، كما يدرك مدى قوة فريق فلامنجو البرازيلي الذي يلتقيه حال عبر إلى المربع الذهبي للبطولة.

زر الذهاب إلى الأعلى