الهلال في مواجهة عربية قارية مع الترجي بمونديال الأندية
تشهد الدوحة، غدا السبت، مواجهة عربية من العيار الثقيل بين البطلين القاريين الهلال السعودي والترجي التونسي، ضمن الدور الثاني لكأس العالم للأندية 2019، حيث يسعى الأول للبناء على أدائه القوي مؤخرا، والثاني إلى فك نحس الخروج من المباراة الأولى.
وستضمن هذه المواجهة، وهي الخامسة بين فريقين عربيين في مونديال الأندية، حضورا عربيا في نصف نهائي البطولة التي تشارك فيها للمرة الأولى ثلاثة فرق عربية هي الهلال بطل دوري أبطال آسيا، والترجي بطل دوري أبطال أفريقيا في الموسمين الماضيين، والسد القطري المضيف الفائز بصعوبة في المباراة الافتتاحية على بطل أوقيانوسيا هيينجين سبور الكاليدوني 3-1 في الوقت الإضافي (1-1 في الوقت الأصلي).
ويلاقي الفائز في مباراة الترجي والهلال بطل أميركا الجنوبية فلامنجو البرازيلي (بقيادة المدرب السابق للهلال البرتغالي جورجي خيسوس) في نصف النهائي، بينما سيكون الفائز من مباراة السد ومونتيري المكسيكي، بطل الكونكاكاف، على موعد في نصف نهائي ثانٍ مع ليفربول الإنجليزي بطل أوروبا.
وتقام مباراتا الدور الثاني (ربع النهائي) السبت على ستاد جاسم بن حمد في الدوحة، ضمن منافسات البطولة التي تستضيفها قطر للمرة الأولى، حتى 21 ديسمبر.
ويبدأ الهلال، العائد هذا العام الى زعامة الكرة الآسيوية بلقب ثالث في دوري الأبطال بعد انتظار قرابة عقدين، مشاركته الأولى في مونديال الأندية، مدفوعا بالأداء القوي الذي يقدمه منذ تعيين الروماني رازفان لوشيسكو على رأس جهازه الفني في أواخر يونيو الماضي.
وخسر الهلال ثلاث مباريات فقط مع مدربه الجديد، في مسيرة تمكن خلالها من حصد اللقب الآسيوي، واحتلال المركز الثاني حاليا في ترتيب الدوري السعودي فارق نقطة عن الوحدة المتصدر، علما بأنه خاض مباراتين أقل.
وقال لوشيسكو من الدوحة: “أنا فخور بوجودي هنا للمشاركة مع فريقي في بطولة كأس العالم للأندية، حيث سنكون بين أفضل الفرق في العالم ونتنافس مع أبطال الاتحادات القارية الستة”. وأضاف “سنبذل قصارى جهدنا للظهور بشكل جيد”.
ويعتمد “الزعيم”، المتوج بطلا للسعودية مرتين تواليا قبل التراجع لصالح النصر في الموسم الماضي، على أسماء يتقدمها المهاجم الفرنسي بافيتيمبي جوميس، أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا وهدافه مع 11 هدفا.
ومنذ انضمامه إلى الهلال في العام 2018، اكتسب المهاجم المخضرم البالغ من العمر 34 عاما شعبية واسعة بين المشجعين، وظهر في العديد من الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي يرتدي الزي العربي التقليدي.
وفي حديث إلى الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي (فيفا)، تحدث “الأسد” جوميس عن التجربة الهلالية التي أعادت توهجه بعدما ساد الاعتقاد أن مسيرته في طريقها للأفول. وقال: “عملت بجهد كبير على كل مستوى لتسجيل كل هذه الأهداف: فنيا، تكتيكيا، وبدنيا.. أنا محظوظ للعب مع هذا الجيل من اللاعبين السعوديين الموهوبين”.
ولا يقتصر هذا الحظ على المحليين، ومنهم الحارس عبد الله المعيوف ومحمد البريك وياسر الشهراني وسلمان الفرج، الغائب بسبب الإصابة عن البطولة (يحل بدلا منه نواف العابد)، بل يشمل مجموعة من الأجانب تضم المهاجم السوري عمر خربين، ولاعب خط الوسط الإيطالي سيباستيان جوفينكو (يتعافى من الإصابة)، والمهاجم البيروفي أندري كاريو.
وأعادت هذه الأسماء الهلال إلى الساحة بقوة في الأشهر الماضية.
وانطلاقا من ذلك، يرى جوميس أن فريق العاصمة السعودية “ينتمي” أيضا إلى مونديال الأندية “ولهذا علينا الاستعداد بشكل جيد، وأن نكون أفضل ممثل ممكن لكرة القدم السعودية”.
وستكون مباراة الغد هي الأولى بين الفريقين منذ فوز الترجي على الهلال 3-2 في دور المجموعات لبطولة الأندية العربية 2017، في طريقه إلى اللقب.
وعلق جوميس على لقاء السبت بالقول: “في البداية علينا التفكير فقط بمباراتنا ضد الترجي، والنظر إلى الطريقة التي سنلعب بها. هم سيكونون فريقا قويا لأنهم أبطال أفريقيا ويستحقون أن يكونوا في كأس العالم للأندية”.
وفي ظل الأزمة الدبلوماسية الخليجية وقطع العلاقات بين الرياض (وأبوظبي والمنامة والقاهرة) من جهة، والدوحة من جهة أخرى، يتوقع أن تميل الغالبية في مدرجات ستاد جاسم بن حمد السبت لصالح مشجعي الترجي الذين يتواجد العديد منهم، بقميص الفريق الذهبي والأحمر، في شوارع العاصمة القطرية، على بعد أكثر من أربعة آلاف كلم من معقلهم التاريخي، حي باب سويقة في تونس العاصمة.
ويأمل الترجي الذي توج بطلا لأفريقيا في الموسمين الماضيين، على حساب الأهلي المصري والوداد البيضاوي المغربي، في أن يتمكن من كسر متلازمة خسارته أمام فريق عربي في مباراته الأولى في مونديال الأندية، بعد سقوطه أمام السد 1-2 في الدور الثاني لنسخة 2011 في اليابان، وفي الدور ذاته لنسخة 2018 أمام العين الإماراتي المضيف بثلاثية نظيفة.
وفي سعي لضمان “تركيز اللاعبين” على انطلاقة جيدة، عمدت إدارة الترجي ومدربه معين الشعباني الى جعل تدريباته مغلقة أمام الجمهور، بحسب المنظمين.
واعتبر مهاجم الفريق طه ياسين الخنيسي الذي سيخوض المونديال للمرة الثالثة، ان خروج الفريق من المحطة الأولى في مشاركتيه السابقتين مرده إلى “اننا كنا نفكر في نصف النهائي وننسى المباراة الأولى، وكنا نقع في هذه الأخطاء، لكن هذه المرة سنركز فقط على مواجهة الهلال الذي سيكون صعباً للغاية، فالمهمة الفوز على الهلال ثم التفكير في اللقاء الثاني”.
وأضاف في حديث إلى موقع الفيفا: “نريد أن تكون هذه النسخة مختلفة.. هذه المرة نريد تصحيح هذه الأخطاء والتحضير بأفضل طريقة ممكنة والتركيز على المباريات”، معتبرا أن “قوة الترجي (هي) في المجموعة ولما نكون في أفضل حالاتنا لا يوقفنا أحد”.
ورأى أنه في “يوم المباراة، من يكون الأكثر تركيزاً حتى الرمق الأخير سيفوز”.
ويعول الشعباني على العديد من اللاعبين الدوليين الذين أوصلوا منتخب بلادهم إلى نصف نهائي كأس أمم أفريقيا 2019، مثل الخنيسي والحارس معز بن شريفية وأنيس البدري، إضافة إلى القائد خليل شمام المدرج في التشكيلة، والمتوقع أن يعود بعد غياب مطول بسبب الإصابة.