الترجي يكسر عقدة.. والهلال يعمق أخرى بمونديال الأندية
رغم احتلاله المركز الخامس، للنسخة الثانية على التوالي، حقق الترجي التونسي العديد من المكاسب من خلال مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية، المقامة حاليا في قطر، لينهي عاما مميزا في مسيرة الفريق بشكل جيد، رغم العقبات التي اعترضت طريقه في العام الحالي.
واحتفل الترجي هذا العام بمرور 100 عام على تأسيسه. وتزامن هذا الاحتفال مع فوز الفريق بلقبي الدوري التونسي، ودوري أبطال أفريقيا، والمشاركة الثانية على التوالي، والثالثة بشكل عام، في بطولة كـأس العالم للأندية.
ورغم الهزيمة التي تعرض لها الترجي في بداية مسيرته بمونديال الأندية الحالي بقطر، حيث سقط أمام الهلال السعودي صفر-1، اختتم الترجي هذه
المشاركة في المونديال بفوز كبير وتاريخي على السد القطري، ليكسر بهذا عقدة تأصلت على مدار جميع النسخ الماضية من البطولة.
والفوز هو الأول للأندية العربية الأفريقية على نظيرتها من الآسيوية في تاريخ مواجهات الطرفين بمونديال الأندية، حيث انتهت جميع المواجهات السابقة بين الطرفين بفوز الفرق العربية الأسيوية.
وشهدت النسخة المونديالية التي أقيمت عام 2000 فوز النصر السعودي على الرجاء البيضاوي المغربي 4-3 في مجموعتهما بالدور الأول، وإن ودع الفريقان سويا البطولة من دورها الأول، علما بأن هذه البطولة أقيمت بنظام يختلف تماما عن نظام البطولة منذ 2005 وحتى الآن.
وفي نسخة 2005، فاز اتحاد جدة السعودي على الأهلي المصري بهدف نظيف، ثم فاز السد القطري على الترجي بالذات 2-1 في الدور الثاني لنسخة 2011، قبل أن يخسر الترجي نفسه أمام العين الإماراتي صفر-3 في الدور الثاني من النسخة الماضية عام 2018 .
وجاء الفوز الكبير للترجي على السد القطري، أمس، ليثأر لهزيمة عام 2011 من ناحية، ويكسر العقدة التي واجهتها الفرق العربية الأفريقية في مواجهة نظيرتها الآسيوية.
وكان فوز الترجي على السد، مساء أمس الثلاثاء، تاريخيا أيضا لأنه أكبر فوز في تاريخ بطولات كأس العالم للأندية، حيث لم يسبق لأي فريق أن سجل ستة أهداف في مباراة واحدة، علما بأن مباراة واحدة سابقة شهدت ثمانية أهداف، حين فاز مانشستر يونايتد الإنجليزي على جامبا أوساكا الياباني 5-3 في المربع الذهبي لنسخة 2008.
أما أكبر فوز سابق في تاريخ البطولة فكان من نصيب مونتيري المكسيكي على الأهلي المصري 5-1 في نسخة 2013، إضافة لأكثر من فوز آخر بنتيجة 4-صفر.
والفوز هو الأول أيضا للترجي في بطولات كأس العالم للأندية التي خاضها للمرة الثالثة في تاريخه حتى الآن.
وكان الترجي خسر مباراتيه في أول مشاركة له بالمونديال، في نسخة 2011 أمام السد القطري بالذات 1-2 في الدور الثاني للبطولة، ثم أمام مونتيري المكسيكي 2-3 في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس.
وشهدت النسخة الماضية من البطولة عام 2018 المشاركة الثانية للترجي في مونديال الأندية، لكنه سقط أمام العين الإماراتي صفر-3 في الدور الثاني للبطولة، ثم التقى جوادالاخارا المكسيكي في لقاء تحديد المركزين الخامس والسادس والذي انتهى بالتعادل 1-1، ثم حسمه الترجي لصالحه بركلات الترجيح فقط.
واستهل الترجي مشاركته في النسخة الحالية بالهزيمة صفر-1 أمام الهلال السعودي، قبل أن يحقق أمس الفوز الكبير ليكون الأول له في بطولة كأس العالم للأندية.
ولكن مكاسب الترجي لا تقتصر بالطبع على كسر العقدة، أو على المكسب الكبير، وإنما تمتد لاكتساب الفريق خبرة هائلة من مشاركته في البطولة الحالية، إضافة إلى اكتساب الكثير من الثقة التي ستفيد الفريق في رحلة الدفاع عن لقبيه بالدوري التونسي ودوري الأبطال الأفريقي.
وكان الفريق فقد عددا من نجومه في صيف العام الحالي بسبب رحيلهم إلى أندية أخرى بعقود مالية مغرية، وفي مقدمتهم الجزائري يوسف البلايلي، وأيمن بن محمد، ولكنه نجح في إعادة ترتيب أوراقه وتدعيم صفوفه، واستطاع مديره الفني الوطني الشاب معين الشعباني خلق نوع من الانسجام بين العناصر الجديدة واللاعبين القدامى، ليقدم الترجي مباراتين قويتين ومثيرتين في مونديال الأندية الحالي، وإن خسر الأولى قبل أن يحقق الفوز الكبير أمس.
وقال الشعباني في المؤتمر الصحفي بعد مباراة الأمس: “سنستعد الآن لمبارياتنا بالدوري التونسي، ودوري الأبطال الأفريقي، كما سنستعد جيدا لمواجهة الزمالك المصري في كأس السوبر الأفريقي بقطر”.
واعترف الشعباني بأن رحيل عدد من اللاعبين عن صفوف الفريق، في صيف هذا العام، أثر في مستوى الفريق، مشيرا إلى أن أي فريق يتعرض لهذا يحتاج لبعض الوقت من أجل استعادة اتزانه، ولكن الترجي نجح سريعا في الدمج بين اللاعبين الجدد والباقين بالفريق، ونجح في خلق حالة من الانسجام والاستقرار النفسي والذهني بالفريق.
وقال الشعباني: “قدمنا مباراتين جيدتين في بداية دور المجموعات بدوري الأبطال الأفريقي، وكذلك قدمنا أداء جيدا في مبارياتنا الأولى بالدوري التونسي هذا الموسم. ومع توالي المباريات نستطيع إيجاد حلول أكثر في المباريات. اليوم نجحنا في استغلال الفرص، ولو كنا كذلك أمام الهلال كان من الممكن أن نفوز أيضا”.
الهلال يعمق العقدة العربية
وفيما كسر الترجي عقدة تأصلت على مدار تاريخ البطولة، عمق الهلال السعودي عقدة أخرى للفرق العربية في مونديال الأندية، بخسارته 1-3 أمام فلامنجو البرازيلي، أمس الثلاثاء أيضا، ولكن في المربع الذهبي للبطولة.
وأهدر الهلال فرصة ذهبية للتأهل إلى المباراة النهائية، علما بأنه كان ندا قويا للعملاق البرازيلي في العديد من فترات اللقاء، خاصة في الشوط الأول الذي كان فيه هو الطرف الأفضل والأقوى، وأنهاه لصالحه بهدف نظيف.
ولكن اللياقة البدنية لم تسعف لاعبي الهلال في الشوط الثاني، لتهتز شباك الفريق بثلاثة أهداف تأهل من خلالها فلامنجو إلى المباراة النهائية.
والحقيقة أن الهلال عمق بهذه الهزيمة عقدة حقيقية للفرق العربية في مواجهة نظيرتها البرازيلية بمونديال الأندية.
ومنح مونديال الأندية عشاق كرة القدم بالمنطقة أكثر من حلقة مثيرة في سلسلة هذه المواجهات، حيث يشهد تاريخ البطولة على سبع مواجهات بين الكرة العربية ونظيرتها البرازيلية، وكان للأخيرة اليد العليا في هذه المواجهات.
وكانت مباراة الأمس بين الهلال السعودي وفلامنجو البرازيلي هي أحدث الحلقات في مسلسل المواجهات بين الفرق العربية ونظيرتها البرازيلية في مونديال الأندية.
ولكنها شهدت الهزيمة السادسة للفرق العربية في سبع مواجهات عربية برازيلية في مونديال الأندية، حيث كان فريق الرجاء البيضاوي المغربي هو الوحيد الذي حقق الفوز سابقا في هذه المواجهات.
وكان هذا الفوز على حساب أتلتيكو مينيرو 3-1 في المربع الذهبي لنسخة 2013 بالمغرب، ليكون هذا الفوز هو طريق الرجاء إلى المباراة النهائية التي خسرها صفر-2 أمام بايرن ميونيخ الألماني.
وفي نسخة 2000، بدأت هذه المواجهات البرازيلية العربية، حين فاز كورينثيانز البرازيلي على الرجاء البيضاوي المغربي 1-صفر، في إطار منافسات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة. وفي نفس المجموعة فاز كورينثيانز على النصر السعودي بنفس النتيجة، وودع النصر والرجاء البطولة من الدور الأول.
وفي نسخة 2005، فاز ساو باولو البرازيلي على اتحاد جدة السعودي 3-2 في المربع الذهبي للبطولة، واحتل الاتحاد المركز الرابع في هذه النسخة، كما شهدت النسخة التالية عام 2006 فوز انترناسيونال البرازيلي على الأهلي المصري 2-1 في المربع الذهبي، وأحرز الأهلي المركز الثالث في هذه البطولة.
وفاز كورينثيانز البرازيلي على الأهلي المصري 1-صفر في المربع الذهبي في نسخة 2012، وفاز الأهلي بالمركز الرابع، فيما شهدت نسخة 2013 الفوز العربي الوحيد على الأندية البرازيلية بمونديال الأندية، حين تغلب الرجاء البيضاوي على أتلتيكو مينيرو 3-1، ثم عادت الأندية البرازيلية لتفرض سطوتها على الفرق العربية، من خلال فوز فلامنجو على الهلال مساء أمس.
ورغم هزيمة الهلال أمس، نال الفريق إشادة بالغة حتى من مدربه السابق جورجي جيسوس، مدرب فلامنجو، والذي اعترف بأن فريقه لم يحقق الفوز إلا من خلال فارق اللياقة البدنية والمهارات الفردية لبعض لاعبي فلامنجو.
وحقق الهلال مكاسب كبيرة من مشاركته في البطولة الحالية، حيث اكتسب لاعبوه خبرة هائلة ستفيد الفريق بالطبع في ارتباطاته المقبلة، ومنها رحلة الدفاع عن لقب دوري أبطال آسيا، كما ترك الفريق بصمة جيدة في أول مشاركة له بمونديال الأندية، وأكد على التقارب بين مستويات الفرق الآسيوية وفرق أمريكا الجنوبية.
وقال الروماني رازفان لوشيسكو، مدرب الفريق، في المؤتمر الصحفي بعد مباراة الأمس: “أشعر بخيبة أمل للنتيجة النهائية رغم افتخاري بلاعبي فريقي، بعدما قدموا أداء جيدا خاصة في الشوط الأول. كان الأمر صعبا لأننا حضرنا إلى هنا ببعض المشاكل، مثل إصابة جوميز، ومرض ياسر الشهراني”.
وأضاف: “لعبنا قبل يومين مع الترجي، فيما كرس فلامنجو وقتا أطول للاستعداد قبل مباراة اليوم. اللعب كان متساويا على مستوى الهجمات، ولكن فلامنجو استغل جميع الفرص التي سنحت له، فيما أهدرنا بعض الفرص. فلامنجو يضم لاعبين متميزين للغاية”.
وعن مدى صعوبة إعادة تحفيز اللاعبين، قال لوشيسكو: “أعترف أنه يتعين علينا أن نبذل جهدا كبيرا لإعادة الثقة للاعبين. علينا أن نخوض المباراة الأخيرة كفرصة تقديم موسم تاريخي”.
ويلتقي الهلال، يوم السبت المقبل، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع مع الخاسر من المباراة الأخرى بالمربع الذهبي للبطولة، والتي تجمع بين فريقي ليفربول الإنجليزي ومونتيري المكسيكي اليوم الأربعاء.