مصطفى الجارحي يكتب: ستكسبون وتخسرون ولا مكان للمفسدين
[dropcap]نجح[/dropcap] باتريس كارتيرون في إعادة ضبط إيقاع الزمالك ووضعه على طريق البطولات، وفاز على الأهلي بركلات الترجيح، ليحصد كأس السوبر المصري، للمرة الرابعة في تاريخه، بعد 6 أيام فقط من فوزه على الترجي التونسي (3-1) وحصد كأس السوبر الأفريقي.
أسباب كثيرة قبل وأثناء المباراة رجحت كفة الزمالك على حساب الأهلي في كأس السوبر المصري، أولها الشحنة المعنوية العالية بالفوز على الترجي.
لم يفطن لاعبو الأهلي وجهازهم الفني أن الزمالك تفوق على الترجي، الفريق الكبير والعريق وصاحب البطولات، بينما أدرك لاعبو الأبيض أن بإمكانهم تخطي عقبة الأحمر خاصة أنهم أطاحوا بالعملاق التونسي.
وللمرة الثانية في 6 أيام؛ تعامل باتريس كارتيرون بواقعية شديدة مع المباراة، وأراد لها أن تذهب إلى ضربات (الحظ).. هو نفسه قال بعد المباراة إنه لم يكن يستطيع اللعب بطريقة مفتوحة أمام الأهلي، فيما لعب الأحمر على رهان خاسر يتمثل في انهيار لاعبي الزمالك بدنيًا خلال زمن المباراة.
في الشوط الأول؛ غاب الزمالك تمامًا، لكن كارتيرون عدّل الأوضاع وظهر لاعبو فريقه في الشوط الثاني يبادلون المنافس السيطرة على وسط الملعب، بينما كان الأهم بالنسبة له هو إيقاف هجوم الأهلي.
أخطأ رينيه فايلر في اختيار التشكيل المناسب، كما تأخر في ضخ الدماء الجديدة، وبدلاً من الدفع بوليد سليمان مثلاً اعتمد على محمود كهربا فشحن بيده بطاريات لاعبي الزمالك من جديد على عكس ما كان يتمنى.
ولن نتحدث عن اختيار فايلر لمن يسدد ركلات الترجيح، لأنها في النهاية مسألة غير مضمونة مع أي لاعب ماهر (أشرف بنشرقي مثلاً).
أهدر لاعبو الأهلي، في الشوط الأول، فرصًا سهلة كانت كفيلة بتقدمهم بهدفين على أقل تقدير، فيما كان حارس الزمالك محمد أبو جبل نقطة تحول، وتصدى في الشوط الأول لجميع محاولات الأحمر، قبل أن يتألق ويحمي عرينه في ركلات الترجيح.
الرياضة مكسب وخسارة.. وطالما استمرت لعبة كرة القدم سيفوز الزمالك كثيرًا (4 سوبر محلي) ويخسر كثيرًا، وسيفوز الأهلي كثيرًا (11 سوبر محلي) ويخسر كثيرًا.. فهل يدرك اللاعبون هذا الأمر ومن ثم يتحلون بالأخلاق الرياضية؟! من قبل خسرنا الفرجة على المباريات من الملاعب، واكتفينا بمشاهدتها منزوعة الدسم عبر شاشات التليفزيون.. فهل نُحرم منها تمامًا بمثل هذه التصرفات الصبيانية؟!
اقرأ أيضا: