كأس آسيا

أسد في قفص.. كيف يعيش “كشاف كرة القدم” في ظل أزمة كورونا

على غرار كل شيء له علاقة بالرياضة في زمن الحجر الذي فرضه فيروس كورونا المستجد وأدى الى تعطيل جميع نواحي الحياة إلا الحيوية منها، يشعر كشاف كرة القدم وكأنه “أسد في قفص” بعدما وجد نفسه مضطرا الى تكييف أساليبه والاعتماد على مقاطع الفيديو أو برامج البيانات عوضا عن التنقل المتواصل من مكان الى آخر.

يكشف لوران كاليب الذي يعمل حاليا كشافا لنادي بوردو الفرنسي بعد أن مر بمونبلييه وسندلارند الإنكليزي، لوكالة فرانس برس “في الوقت الحالي، أنا أسد في قفص. كنت أقطع مسافة 100 ألف كيلومتر سنويا، أشاهد 250 مباراة سنويا”، لكن الآن هو في الحجر الذاتي، وهذا “يمنحكم فكرة عن حالتي… اليوم، لم يبق شيء”.

ومع توقف الدوريات الفرنسية بكافة دراجاتها، دوريات الهواة، المسابقتين القاريتين، بطولات الشباب، وجد هؤلاء الرحالة من عالم كرة القدم أنفسهم من دون مناظيرهم ودفاترهم أمام انتشار فيروس “كوفيد-19” الذي علق جميع المسابقات الرياضية في أوروبا.

من المنزل وبسبب الحجر وإجراءات الإغلاق التي فرضتها السلطات في محاولة لاحتواء الفيروس، يحاول كاليب مواصلة عمله من خلال ربط بعض الأرقام استعدادا للموسم المقبل، وذلك في سياق تنافسي مستمر بين الأندية رغم التوقف، ما يبقيه كغيره من الكشافين تحت ضغط متواصل.

ويشرح كاليب “نبقى دائما على اتصال مع الأندية. إنها بيئة حيث لا يمكننا تحمل التوقف عن العمل. نحن بحاجة الى أن نكون نشطين”.

ولا يختلف وضع جيرار بونو، مدير وحدة التعاقدات في نادي سيرفيت السويسري، عن كاليب، كاشفا “نتواصل كثيرا (في وحدة التعاقدات) ونتبادل الانطباعات. وأجري اجتماعات أيضا مع الرئيس (النادي) والمدرب”.

بعيدا عن المدرجات، وجد الكشافون أنفسهم مجبرين على تحويل أنظارهم نحو الشاشات، وتوفر العديد من منصات التحليل الموارد اللازمة، إن كان من مقاطع الفيديو أو والإحصاءات، لإيجاد اللاعبين الذين يحتاجهم النادي.

ويكشف بونو “نعمل على برامج مثل ويسكاوت، سكاوت 7 أو إنستات، جميع الأندية تعمل بهذه الطريقة، ويمكننا العمل من المنزل باستخدام هذه البرامج. أقضي خمس ساعات يوميا في مشاهدة مقاطع الفيديو”.

ويتابع الرجل الذي عمل طيلة 25 عاما مع ليون الفرنسي قبل أن يغادره الى سويسرا في صيف 2018، “نقوم بالتوليف بمساعدة مخرجين شباب محجوزين حاليا في منازلهم، ونقدمها (مقاطع الفيديو) للمدرب”.

البقاء في المنزل يسمح أيضا بتوسيع الآفاق، من خلال اتاحة الوقت لمشاهدة مباريات من دوريات دول في “أميركا الجنوبية، تونس، الجزائر أو أي مكان آخر في أفريقيا، والتي لم يكن لدي الوقت لمتابعتها لأني على الطريق (مسافرا)” بحسب ما أفاد لوران كاليب، كاشفا بأنه يشاهد “مباراتين الى ثلاث” في اليوم الواحد.

لكن هذه البرنامج لا تقدم جميع البيانات، إذ يغيب عامل أساسي هو الانطباع الذي يكونه الكشاف حين يتابع اللاعب مباشرة في الملعب، عوضا عن رؤيته من خلف الشاشة التي لا تعطي فكرة عن سلوكه اليومي أو علاقاته مع زملائه.

وركز ميشال أوجييه، كشاف نادي كليرمون الفرنسي (درجة ثانية)، على هذه المسألة بالقول “من خلال صور الفيديو، مقارنة مع متابعة المباراة مباشرة من المدرج أو جوانب الملعب، لا يمكننا تكوين فكرة عن سلوك اللاعبين، ردود فعلهم (…) لا شيء يحل محل المتابعة المباشرة للمباريات، هذا جلي”.

وتابع “ما أفتقده هو الذهاب الى الملعب لجمع معلومات عن شخصية اللاعبين. أحب رؤية الواقع”، معتبرا أن تقييم للاعبين استنادا الى البرامج وليس المتابعة عن كثب “يمكن أن يزيد من خطر ارتكاب خطأ في التعاقد”.

زر الذهاب إلى الأعلى