هالاند افتتح التسجيل.. “ديربي الرور” صامت لكنه “أفضل من لا شيء”
أصبح مهاجم دورتموند الألماني الشاب إيرلينج هالاند أول مسجل في الدوري الألماني لكرة القدم بعد استئناف منافساته السبت، إثر توقف لنحو شهرين بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
عودة الدوري الألماني
وبمبارة اليوم؛ يصبح الدوري الألماني هو الأول من بين البطولات الخمس الكبرى في أوروبا الذي يستعيد منافساته بعد تفشي “كوفيد-19”.
وافتتح هالاند (19 عاما) التسجيل لدورتموند في مرمى ضيفه وجاره شالكه ضمن المرحلة السادسة والعشرين بعد تمريرة من زميله البلجيكي تورغان هازار، وذلك بعد نحو نصف ساعة على بداية المباراة في ملعب “سيغنال ايدونا بارك” الخالي من الجماهير.
نتيجة مباراة دورتموند وشالكه
ورفع هالاند رصيده إلى 10 أهداف في 9 مباريات بعد قدومه من سالزبورغ النمساوي خلال فترة الانتقالات الشتوية مقابل 20 مليون يورو.
وأضاف البرتغالي رافاييل جوريرو الهدف الثاني للفريق في الدقيقة 45 .
وفي الشوط الثاني، أضاف البلجيكي ثورجان هازارد الهدف الثالث لدورتموند في الدقيقة 48 ، ثم سجل جوريرو الهدف الثاني له والرابع للفريق في الدقيقة 63 .
كيف تابعت الجماهير ديربي مدينة الرور؟
دأبت نيكولا بارتليت (44 عاما) على متابعة جميع المباريات البيتية لناديها بوروسيا دورتموند منذ عام 2008 باستثناء مباراتين، لكن عندما استؤنف الدوري الألماني نشاطه بعد عودة دام قرابة الشهرين، وجدت نفسها مضطرة إلى متابعة مباريات فريقها على الشاشة الصغيرة بعيدا عن المدرجات.
بيد أن بارتليت لا تشكو من أن مباراة ديربي إقليم الرور الصناعي بين دورتموند وجاره شالكه تقام من دون جمهور وتقول: “من الأفضل متابعة المباريات بهذه الطريقة من أجل تقليص تفشي الوباء من حدوث كارثة صحية”.
وأضافت وهي ترتدي قميص دورتموند باللون الأسود “على الرغم من كرهنا الشديد لشالكه، فإن مرور موسم من دون مباراة دربي ليس له الطعم ذاته”. وتابعت بارتليت مجريات المباراة من بيت منزل صديقة لها.
وأكدت بارتليت التي كانت تشجع فريقها في المدرج الجنوبي الشهير والمعروف بـ”الجدار الاصفر” الذي يتسع لـ24 ألف متفرج وقوفا، بأنها هتفت لتشجيع فريقها أمام الشاشة الصغيرة.
خسائر اللعب دون جماهير كبيرة
الحال نفسه ينطبق على ماركو بيرتز (45 عاما) الذي شاهد المباراة أمام الشاشة الصغيرة برفقة أصدقاء له علما بأنه يتابع بوروسيا دورتموند منذ عام 1987.
ويقول بيرتز “من المحزن إقامة المباريات في ملاعب فارغة لكنه أفضل من لا شيء، كلما احترمنا القوانين الصحية كلما اقتربت العودة إلى الحياة الطبيعية”.
وأضاف بيرتز الذي ارتدى سترة تحمل عشرات الشعارات لدورتموند سيكون “سخيفا وخطيرا” عدم إكمال الموسم؛ ليس فقط بالنسبة إلى اللاعبين الذين سيتسنى لهم شراء لمبرجيني أقل، لكن ايضا من اجل الاقتصاد كالتقنيين ومتاجر مشجعو الأندية. ففي يوم المباراة، بعض المحال ومن بينها التي تقدم مأكولات الوجبات السريعة تكسب إيرادات تساوي أسبوعا كاملا من العمل”.
لا شيء غير زقزقة العصافير
وسيطر الهدوء على ساحات المدينة الصناعية التي تعيش كل الموسم على وقع كرة القدم، خلافا لأيام الدربي وقد ظهرت بعض قمصان الفريقين والمناديل في بعض الأحياء، لكن هذه الأجواء لا تمت بصلة إلى أجواء المباريات السابقة بين الفريقين اللدودين.
وقبل انطلاق مباريات الدوري الألماني بعد الحصول على الضوء الأخضر من السلطات السياسية، قامت الشرطة في الأيام الأخيرة بدعوات على حساب تويتر مناشدة أنصار اللعبة بالاستمتاع باللعبة من منازلهم وعدم القدوم إلى أرجاء الملاعب.
وانتشر رجال الشرطة بكثافة اليوم حيث شوهد العديد من الباصات في الساحات العامة وخارج المحطات الرئيسية للقطارات من أجل منع الجماهير من الاحتشاد بمجموعات كبيرة ومن أجل المحافظة على الأمن لا سيما حول إمكانية حصول تظاهرات مناهضة لفرض القيود في الوقت ذاته.
وكانت الأجواء خارج الملعب هادئة مع مرور بعض الأشخاص على دراجاتهم الهوائية.
مناشدات رسمية بعدم الاحتشاد
وكان عمدة دورتموند أولريخ سييرو ناشد الجماهير تحاشي الاحتشاد أكان في أرجاء الملعب أو حتى مشاهدة المباراة بأعداد كبيرة أمام الشاشة الصغيرة وقال: “يتعين علينا المحافظة على شباكنا عذراء ضد فيروس كورونا!”.
كما وعدت جمعية تضم أنصار المدرج الجنوبي في بيان رسمي لها بأن الجماهير لن تتجمع أمام الملعب.
وبالتالي وحدها زقزقة العصافير كانت مسموعة في أرجاء المجمع الرياضي الضخم لدورتموند الذي يضم ملعب سيغنال ايدونا بارك.
وفي وسط المدينة لم تمتلئ الحانات على آخرها كالمعتاد يوم المباراة.
الحانات: 50 بدلا من 500
وقال يورغ كيمبر صاحب إحدى الحانات الخاصة بأنصار “فينكرز” في وسط المدينة “لا نستطيع استقبال سوى 50 شخصا مقابل 500 عادة. على أي حال، فإن الناس لا يحبون التجمع في الأجواء الحالية”.
وتابع “عادة هناك حماس منقطع النظير لهذه المواجهة، لكننا سنكتفي بالقليل”. ففي اليوم المباراة، عادة ما يحصل على إيرادات أسبوع بالكامل.
في المقابل، لم يخف بعض أنصار “التراس” شكوكهم حول استئناف النشاط في الدوري الألماني ويقول أحد المساهمين في منتدى “شفارتس غيلب” (الأسود والأصفر) “كرة القدم لن تكون محور اهتمامنا” مشيرا إلى أنه سيقاطع المباراة.