محمد سامي يكتب: يعمل إيه ميسي في فريق ضايع!
كوارث نادي برشلونة الإسباني تدق ناقوس الخطر على رأس نجمه الأول ليونيل ميسي.. لقد ضاعت الليغا، التي حارب لأجلها بمفرده طوال أشهر عدة، كان الفارس الأول والأخير بجانب الحارس الألماني تير شتيغن.
أهدى ميسي البارسا لقب الليغا لموسم 2019-20 على طبق من ذهب إلى غريمه التقليدي ريال مدريد ليتوج باللقب الـ 34 في تاريخه، وبفارق 8 ألقاب كاملة.. وما يزيد من مرارة الخسارة أنها كانت في المتناول، ولكن اتفق الجميع في برشلونة على ميسي، وكانوا جميعهم ضده.
تكمن مشكلة النادي الكتالوني في العديد من الأمور التي تحتاج إلى وقت كثير لمعالجتها.. وفي حين يرى البعض أن السبب يكمن في الإدارة، يرى آخرون أن السبب يكمن في المدرب، فيما ذهب آخرين إلى أن اللاعبين هم السبب.. لكن السبب الحقيقي في رأيي هو أن الجميع يعمل لمصلحته الشخصية فقط، ولا يهمه الصالح العام للنادي.
منذ عام 2015 وحصول البلوغرانا على الخماسية، وبدأ ناقوس الخطر يدق شيئًا فشيئًا، من رحيل لاعبين أمثال تشافي، وتلاه نيمار، ثم انييستا، ودخل ميسي في مرحلة الثلاثين من عمره حتى وصل إلى عامه الثالث والثلاثين، وما زال يحارب بمفرده.
نجوم كثيرة كبيرة رحلت عن النادي وهي في أوج عطائها، مثل التي ذكرت أسماءهم، وآخرون متشبثون بمراكزهم نظرًا لسلطتهم في الفريق، أو ضعف الإدارة التي لا تقدر أن تقول لا لأي منهم؛ أمثال لويس سواريز وسيرجيو بوسكيتس، وجيرارد بيكيه، وجوردي ألبا، هؤلاء في وقت من الأوقات كانوا العمود الفقري للفريق، وساعدوه للفوز بكل الألقاب الممكنة، ولكن لكل زمن رجاله، الآن أصبحوا من السرطان الذي ينهش في الجسد.
تغيير المدربين ليس الحل كما تتوقع الإدارة، لقد رحل لويس إنريكي، وجاء إرنستو فالفيردي، وتلقى صدمتين في عالم كرة القدم وُصفتا بالفضيحة والعار الكروي، ضد روما وليفربول، ومع ذلك استمر في منصبه، لا أحد يحرك ساكنًا، اللاعبون يدافعون عنه بوصفهم أساس الفضيحة.. الجميع تخاذل في خدمة النادي، وكل فرد يلقي اللوم على نفسه ويدافع عن الآخر، وكأنهم لا يريدون الابتعاد عن بعضهم البعض، ليضمنوا مراكزهم طوال الموسم.
رحل العديد من اللاعبين الذين جاءوا بمبالغ طائلة؛ على سبيل المثال “فيليب كوتينيو”، وتعرض لاعبون لإصابات متكررة بسبب الاستهتار مثل “عثمان ديمبيلي”، وتم التفريط في لاعبين مؤثرين بحجة عدم الحاجة إليهم أمثال “باكو ألكاسير ومالكوم ورافينيها وألينيا”، وتم جلب لاعبين لتسديد فواتير مالية، وعدم الحاجة إليهم فنيًا، وكأن النادي فأر تجارب.
مشكلة برشلونة الحقيقية تكمن في عدم وجود إدارة رياضية بالشكل الأمثل، مثلما في نادي بايرن ميونخ، وعدم وجود مدرب صاحب شخصية قوية، ونظرة فنية وتكتيكية على مستوى رفيع، بجانب بعض اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق خاصة في الشق الدفاعي، حيث البارسا في حاجة إلى ظهيرين كما في ليفربول، يقدمان المساندة الهجومية عند الحاجة، فضلاً عن دورهما الدفاعي على أكمل وجه.
النادي بحاجة إلى قلب دفاع شاب يمتلك الخبرات التي تؤهله أن يلعب في البارسا، بجانب مهاجم قناص يسجل من أنصاف الفرص، كل هذا يحتاجه برشلونة وهو يعاني من حالة ركود اقتصادي بسبب جائحة فيروس كورونا، مثله مثل العديد من الأندية في أوروبا.
كيف يتصرف النادي، هل النادي في حاجة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، بدلًا من الانتظار للموسم المقبل، هل سيدخل النادي في نفق مظلم لا أحد يعرف متى سيخرج منه.. كل هذا لا أحد يفكر به ولكن الكل يعوّل على ميسي وكأنه مصباح علاء الدين السحري، ولكن “إيد لوحدها متسقفش”!