حالة من الجدل الشديد تشهدها الساحة الرياضية العربية، وخاصة الفلسطينية، بعد انتقال رامي حمادة، الحارس الأساسي لمنتخب فلسطين، إلى فريق اتحاد أبناء سخنين الإسرائيلي.
ويحرس رامي حمادة (26 عاما) مرمى منتخب فلسطين الأول منذ عام 2013، وكان الحارس الأساسي في كأس الأمم الآسيوية 2019، ويصفونه بأنه الأفضل منذ اعتزال رمزي صالح، حارس الأهلي والمصري وسموحة السابق.
وأعلن نادي اتحاد أبناء سخنين الإسرائيلي ضم رامي حمادة رسميًا إلى صفوف فريق الكرة.
وما أن تم الإعلان عن ذلك حتى استقبل الحارس موجة من الهجوم الشديد تشكك في وطنية رامي وتطالب بعدم حراسته مرمى المنتخب، لكن هناك في الوقت نفسه من رأى الأمر عاديًا.
واتحاد أبناء سخنين فريق أسسه عرب إسرائيل سنة 1991 في الداخل المحتل، ويلعب في الدوري الإسرائيلي الممتاز، ممثلا لمدينة سخنين. والداخل هي المناطق التي احتلها الكيان الصهيوني عام 1948.
والمعروف أن سكان الداخل سنة 1948 انقسموا إلى قسمين، الأول تركوا منازلهم هربا من الموت، وقضوا بقية حياتهم في المخيمات كلاجئين، والقسم الثاني اختار البقاء في بلده. والآن يُطلق على هؤلاء عرب 48.
ويعتبر فريق مدينة سخنين المحتلة هو الفريق العربي الأنجح بين أندية عرب إسرائيل، يكفي أنه حصد كأس الدولة موسم 2003/2004 بعد موسم واحد من صعوده للدوري الممتاز لأول مرة في تاريخه.
أغلب لاعبي سخنين من عرب إسرائيل. وتكون مبارياته مع فرق المتشددين اليهود بمثابة ديربي دموي أحيانا، ومنها مباراتهم أمام فريق بيتار القدس، وهو فريق اليهود المتشددين، ولا يضم بين صفوفه أي لاعب من أصل فلسطيني.
يكفي أن تعرف أنه في العام الماضي ضم نادي بيتار القدس لاعبًا اسمه علي محمد، فهاجت الجماهير وهاجمت النادي بشدة وبعنصرية رافضين فكرة التعاقد مع لاعب عربي مسلم، وتبين فيما بعد أن اللاعب من دولة النيجر وليس عربيًا أو مسلمًا، ومع ذلك ظل الهجوم على اللاعب لأنهم مضطرون لأن يهتفوا “علي علي”.. أو “محمد محمد”.
هذه الحادثة ربما توضح كم العداء الذي تكنه جماهير بيتار القدس لكل ما هو عربي ومسلم، وبالتالي كراهيتهم الشديدة لنادي اتحاد أبناء سخنين، وهو أيضًا ما يخفف من وطأة انضمام رامي حمادة إلى صفوفه.
ويبدو أن رامي حمادة الذي اختار اللعب لنادٍ فلسطيني حتى يمثل منتخب بلاده، أصبح الآن مضطرًا للانتقال إلى ناديه الجديد لعدم قدرة الأندية الفلسطينية على تلببية الاحتياجات المالية للاعبيها، فضلاً عن أن نتاديه الجديد قريب من منزله، والأهم أنه الفريق الأقرب للجماهير الفلسطينية.