الدوري الإسبانيبطولات عالميةكرة قدم

ديربي مدريد بين الرغبة في الاستمرارية وخشية السقوط من جديد

يستعد عشاق الكرة، اليوم، لمشاهدة واحد من أعرق الديربيات وهو ديربي مدريد بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد.

وكعادة مباريات الديربي في العاصمة الإسبانية فهي تمثل دائمًا منافسة من نوع خاص، سواء بين غريمين تاريخيين، أو بين اثنين من كبار مدربي الساحرة المستديرة، ولكن الظروف الراهنة زادت من أهمية وقوة تلك المباراة.

ديربي مدريد
ديربي مدريد

شبح الاستمرارية

وإذا أمعنا النظر في ظروف الفريقين، ورغباتهما، سنجدهما متفقين رغم اختلافهما؛ فبالنسبة لريال مدريد بطل النسخة الأخيرة من الليجا فإنه يسعى لتحقيق الاستمرارية التي تغيب عنه منذ بداية الموسم، فسمة الفريق الملكي هذا الموسم أنه بعد أي انتفاضة أو أداء مميز نجد أن التعثر سيد الموقف، حتى وإن كانت الفرق التي تعثر أمامها الملكي أقل فنيًا من الفرق التي سبق وتفوق عليها.

وبالعودة إلى سجل ريال مدريد هذا الموسم؛ سنجده تفوق على إنتر ميلان ذهابا وإيابا، وعلى برشلونة وإشبيلية في معقلهما، وعلى مونشنجلادباخ المنتشي بصدارة المجموعة، والذي قدم أداء ملفتا في المجوعات.

سيميوني وزيزو
سيميوني وزيزو

سقوط متكرر

ورغم هذه الانتصارات يعود الريال ويسقط بعدها أمام خصوم أقل فنيا من الذين سبق وانتصر عليهم، فيسقط أمام ألافيس وقادش الصاعد حديثا وفالنسيا الآيل للسقوط هذا الموسم، وحتى شختار الذي حصد هذا الموسم في الأبطال ثماني نقاط، ست منهم من خلال ريال مدريد، ما جعل الاستمرارية هي شبح ريال مدريد، والذي آمن به زيدان نفسه كما أكد بعد مباراة ألافيس أن ما يفتقده الفريق هو الاستمرارية.

سيميوني وزيزو
سيميوني وزيزو

استمرارية الروخي بلانكوس

أما بالنسبة لأتلتيكو مدريد فالوضع متشابه، وإن اختلف، فهو حتى الآن متصدر للدوري الإسباني، مع وجود مباراتين مؤجلتين له، وهو صاحب أقوى دفاع، حيث استقبل مرماه هدفين فقط، لكن يظل السؤال عن مدى الاستمرارية.

الروخي بلانكوس لا يبحثون عن تحقيق الاستمرارية، ولكن عن المحافظة عليها، لأنها غائبة عنهم منذ مواسم، فكلما كان يقدم الأتلتي مواسم ممتازة، ويبدأ رحلته نحو اللقب يتفاجأ بشبح الاستمرارية الذي ظل ملازما لهم لمواسم، فرغم سهولة الموسم الماضي، وتخبط الريال وبرشلونة في بداية الموسم، لم ينتهز سيميوني فرصة تعثراتهما هذه، نتيجة فقدانه الاستمرارية، كما فقد استمراريته في دوري الأبطال بعدما أقصى حامل اللقب من دور الستة عشر، ليفشل بعدها في المرور من لايبزج الذي كان، على الورق، أقل من أتلتيكو، مما جعل الاستمرارية شبح سيميوني الأول الذي ظل مرافقا له لأعوام، وكي يعود سيموني لمنصات البطولات يجب أن يتخلص منه نهائيا وليس بشكل مؤقت.

ديربي مدريد
ديربي مدريد

خشية السقوط

وكما اختلفت وتشابهت معضلة الاستمرارية بين طرفي العاصمة، نجد الخوف من السقوط مسيطرًا على الثنائي، فالريال بسقوط جديد سيهدم ما قدمه آخر مباراتين، ويعود شبح الاستمرارية الذي يضع مستقبل مدربهم العراب الفرنسي على المحك، فإما أن تكون هذه هي نقطة الانطلاق للجيش الملكي، خاصة أن الفوز بها سيقلل فارق النقاط إلى ثلاث، وإما أن تكون امتدادا لما سبق من الموسم، ويعود الريال للدوران في نفس الدائرة.

وبالنسبة للأتلتي؛ فخشية السقوط ترجع لعوامل عدة، فإذا استثنينا الاستمرارية سنجد الفوز في تلك المباراة هو ضمان نجاح مؤقت لهذا الموسم، خاصة في حال نجاح الفريق في إنهاء الدور الأول متصدرًا، سيكون متصدرًا مع الفوز على قطبي الليجا، وخشية السقوط تنبع من عدم حدوث فقدان ثقة للاعبي الروخي بلانكوس، والتي تسيطر عليهم منذ تصدر الدوري وبعد الفوز على برشلونة، وأخيرًا خشية السقوط تنبع من استمرار تفوق الريال على سيميوني في الليجا في السنوات الأخيرة، فيما تصب المواجهات المباشرة في صالح الملكي دائما.

سيميوني وزيزو
سيميوني وزيزو

إحصائيات الفريقين

ورغم أن كل مباراة لها ظروفها وحساباتها الخاصة، إلا أن الإحصائيات دائما ما تكون مهمة في بعض النقاط، فقد تقابل الثنائي زيدان وسيميوني أحد عشر مرة، نجح الريال بقيادة زيدان في التفوق على أتلتيكو 5 مرات وتعادل في 4 مناسبات، بينما تفوق سيميوني مرتين فقط.

لذا فمباراة اليوم، رغم أن أهميتها التاريخية تكسبها قوة من نوع خاص، ولكن ظروفها الراهنة وما سيترتب عليها يعطيها قوة وأهمية زائدة.

زر الذهاب إلى الأعلى