لوكاس فازكيز.. من غضب الجماهير إلى رقم مهم في تشكيلة الملكي
منذ بضعة أشهر؛ إذا سألت أحد مشجعي كرة القدم بشكل عام، وعشاق الفريق الملكي بشكل خاص، عن لوكاس فازكيز يمكن أن تأخذ عدة إجابات مختلفة، ولكن بالتأكيد كنت ستجد نبرة النقد السلبي طاغية بشكل كبير على إجاباتهم، خاصة من جانب عشاق الفريق الأبيض.
لكن إذا نظرنا لحال فازكيز الآن، سنجده أصبح أحد أهم العناصر في تشكيلة زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد، ليس ذلك فحسب، بل أيضا أصبح مفضلاً لدى كثير من مشجعي الفريق الأبيض.. ولكن السؤال هنا: كيف وصل فازكيز لهذه المكانة هذا الموسم؟
إذا نظرنا إلى إمكاناته فسنجد فازكيز يندرج تحت خانة اللاعب الجيد، فهو ليس اللاعب الهداف، ولا يمتاز بالسرعة الفائقة أو باللمسة المهارية، ولكنه دائما مهم لدى المدرب الفرنسي، منذ ولايته الأولى، فكان أحد أهم عناصر المداورة للفرنسي، وكان رفقة إسينسيو، أحد أهم البدلاء الذين يلجأ لهم زيدان في المباريات المختلفة وحتى المهمة، فلم اكتسب هذه المكانة أيضا عند زيدان؟
أهمية فازكيز عند زيدان
تنبع أهمية فازكيز عند زيدان من كونه الجندي المجهول الذي كان يلجأ إليه في المواقف الصعبة، فمهما طالت مدة جلوسه على دكة البدلاء، إلا أنه بمجرد حاجة زيدان إليه سواء للمداورة، أو لإصابة أحد لاعبي الفريق، يكون في الموعد، متفانيا وباذلا أقصى جهده، فحتى وإن كان قمة مستوى فازكيز أقل من أقرانه، إلا أن تفانيه وإصراره للوصول لقمة مستواه هو ما يفرقه عن باقي زملائه الذين يمتلكون مهارات وإمكانات تفوق اللاعب الإسباني.
كيف وصل فازكيز لهذه المكانة هذا الموسم
يأتي السؤال الأهم هنا، وهو كيف وصل فازكيز لهذه المكانة هذا الموسم؟!
والإجابة تبدأ منذ لعنة الإصابات التي ضربت الفريق في بداية الموسم، والتي شملت إصابة كارفخال وأودريزولا، مما جعل الفريق يفتقر لمركز الظهير الأيمن، وهو يستعد لمباريات صعبة أبرزها الكلاسيكو أمام برشلونة.. وكان أمام زيدان 3 حلول: إما الاستعانة بفيرلاند ميندي الظهير الأيسر، أو ناتشو فيرنانديز، أو اللجوء للوكاس فازكيز.
ومع قدوم مباراة الكلاسيكو التي أصيب في بدايتها ناتشو حين لعب كظهير أيمن، لجأ زيدان لجنديّه المجهول فازكيز، والذي أبلى بلاء حسنا وكان أحد نجوم المباراة التي انتهت بفوز الريال 3-1؛ ليصبح فازكيز ومنذ تلك المباراة الظهير الأيمن الأساسي في غياب كارفخال، وحتى بعد عودة أودريزولا ظل فازكيز المفضل حال غياب كارفخال.
وبعد عودة كارفخال قرر زيدان الدفع بفازكيز أساسيا في مركزه الأصلي كجناح أيمن ليكمل تألقه، فبالنسبة لمركز الظهير الأيسر تتابع عليه أكثر من لاعب في تلك الفترة وهم: إسينسيو ورودريجو وهازارد وفينسيوس، ولكن ظل مركز الظهير الأيمن هو الوحيد الثابت، بعد أن ثبت فيه فازكيز قدمه، وأصبح الآن أحد أهم القطع في تشكيلة الفريق الملكي التي لا يمكن الاستغناء عنها من قبل المدرب الفرنسي.
وليس المدرب الفرنسي فحسب، بل أصبح فازكيز مفضلا لدى الكثير من عشاق الملكي الذين كانوا ينتقدونه ويطالبون برحيله، وخاصة آخر موسمين.
ليبقى آخر سؤال لا يمكن الإجابه عنه الآن: هل سيستمر فازكيز أساسيا في تشكيل الفريق، ويصبح غير قابل للمساس مثل كورتوا وراموس ومودريتش وبنزيما؟ أم سنجده مع الوقت يعود مرة أخرى كبديل كما كان، ويأخذ مكانه أحد أقرانه الذين يفوقونه في الموهبة؟
هذا سؤال إجابته غير متوفرة حاليا، ولكن الأيام ستكشف عنها عاجلا أم آجلا.