لا شيء يهبط من السماء.. مونديال الأندية مكافأة إيدينا ألفيس
لا شيء يهبط من السماء بالنسبة للبرازيلية إيدينا ألفيس رائدة التحكيم النسائي، بل ينال المرء المكافأة على جهوده.
وإيدينا ألفيس هي أول سيدة تقود مباراة في مسابقة كروية كبرى للرجال، ينظمها الاتحاد الدولي (فيفا)، وسيكون ذلك في كأس العالم للأندية في قطر (من 1: 11 فبراير).
وقالت ابنة الأربعين عامًا لكالة “فرانس برس” إن “المشاركة في حدث من هذا النوع حلم”، بعد تعيينها لإدار مباريات في بطولة يشارك فيها نجوم من عينة لاعبي بايرن ميونيخ الألماني بطل أوروبا.
ويعد اختيار إيدينا ألفيس تتويجًا لجهود سيدة أمضت قسمًا كبيرًا من شبابها في ملء أكياس من التربة، في مشتل، من أجل دفع تكاليف دراستها في اختصاص التربية البدنية.
تقول إيدينا: “لقد عملت بجد. لقد كنت حكمًا لمدة عشرين عامًا، وكنت دائمًا أجهز نفسي بقدر الإمكان لليوم الذي ستتاح لي فيه مثل هذه الفرصة”.
وبمساعدة حكمتي الراية نوزا باك وماريانا دي ألميدا؛ ستكون قادرة على نقل السيدات إلى مستوى جديد في رياضة ذكورية جدًا.
وسبق للسويسرية إستر ستاوبلي، والأوروجويانية كلاوديا أومبييريز، أن قادتا مباريات للرجال في بطولة ينظمها فيفا، لكن في بطولة العالم تحت 17 عامًا.
وفي قطر؛ ستكون إيدينا ألفيس السيدة الوحيدة من بين الحكام السبعة الرئيسيين الذين تم استدعاؤهم لمونديال الأندية، الذي يجمع: بايرن ميونيخ الألماني، وتيجريس المكسيكي، وأوكلاند سيتي النيوزيلندي، وأولسان هيونداي الكوري الجنوبي، والأهلي المصري، والدحيل القطري (ممثل البلد المضيف)، إضافة إلى فريق لم يتحدد بعد من كوبا ممثلاً لكأس ليبرتادوريس.
إيدينا التي تحافظ على ابتسامتها حتى عندما توزع الإنذارات، في مباريات الدوري البرازيلي، قالت إنه “لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. تنتظرنا الكثير من التدريبات والامتحانات البدنية” الخاصة بمونديال الأندية.
ولدت إيدينا ألفيس في جويوري، في منطقة ريفية بولاية بارانا (جنوب البلاد) بالقرب من الحدود مع باراجواي، وبدأت مسيرتها الاحترافية كحكم عام 2000، بعد أن قادت مباريات في كرة الصالات لأعوام عدة.
في منطقتها، القليل من الفتيات يلعبن كرة القدم، نظرًا لصعوبة العثور على 11 لاعبة لبطولات على ملاعب كبيرة، ما دفعها بشكل طبيعي إلى كرة الصالات التي تلعب بنظام 5 ضد 5.
وكشفت بأسف: “لقد لعبت لفريق المدينة، لكن لم تكن هناك كرة نسائية محترفة في المنطقة”.
في عام 1999، بينما كانت تعمل في مشتل للزهور، إلى جانب دروسها المسائية، وصلتها دعوة غيرت حياتها، حين تم استدعاؤها كاحتياطية لتكون مساعدًا في مباراة للهواة. كان ذلك بداية مشوارها مع التحكيم، ووجدت ضالتها.
بعد التناوب لمدة 14 عاما على مهام الحكمين الرئيسي والمساعد، تخلت ألفيس نهائيا عن راية الحكم المساعد في 2014.
وفي مايو 2019، أصبحت أول سيدة منذ 2005 تقود مباراة في الدوري البرازيلي خلال مباراة بين سنترو سبورتيفو ألاجوانا وجوياش. ومنذ ذلك الحين قادت 13 مباراة في دوري النخبة.
وخلال كأس العالم للسيدات، عام 2019 في فرنسا، قادت أربعة لقاءات، بينها نصف النهائي بين إنجلترا والولايات المتحدة التي فازت 2-1.
وتشدد البرازيلية على أن “فيفا لا يأخذ بعين الاعتبار الجنس، بل القدرات وحسب. إنها كرة قدم على أعلى المستويات، وكل النساء على استعداد لتولي المسئولية”.
وفي الثاني من ديسمبر الماضي، كان دور الفرنسية ستيفاني فرابار لدخول التاريخ كأول امرأة تحكم في دوري أبطال أوروبا للرجال، خلال مباراة بين يوفنتوس الإيطالي ودينامو كييف الأوكراني في دور المجموعات (3-0)، بعد أن أدارت أيضًا الكأس السوبر الأوروبية بين ليفربول وتشيلسي الإنجليزيين عام 2019.
وسبق للسويسرية نيكول بيتينيا أن أدارت مباراة في كأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليج) عام 2003، وكانت الألمانية بيبيانا شتاينهاوس أول سيدة تدير مباراة في بطولة محلية كبرى للرجال عام 2017 في الدوري الألماني (بوندسليجا).
لكن إيدينا ألفيس لا تريد التوقف عند هذا الحد، وتحلم بالظهور في أولمبياد طوكيو الصيف المقبل، لأن “الجميع يريد الذهاب إلى هناك وأنا أعمل بجد من أجل ذلك”.