مصطفى الجارحي يكتب: ليسوا سفراء صلاح الدين
“صلاح الدين يُحسن اختيار سفراءه”.. قالها ريتشارد قلب الأسد وهو يبدي إعجابه بسفير الناصر حين دعاه لزيارة بيت المقدس.. والسفير هو عنوان الدولة.. واجهتُها المهمة.. الأمر نفسه لا يبتعد كثيرًا عن مذيعي القنوات الفئوية، المعبّرة عن الأندية، وتكون لسانها لدى الجمهور، أو المتحدثين الإعلاميين للأندية.
وحين يخوض مذيعو البرامج الرياضية في الأندية المنافسة، أو يسمحون لضيوفهم بفعل هذا الأمر، للتغطية على خسارة فريقهم، ولتهدئة الجماهير الغاضبة، فإنهم يلعبون بالنار.. وهذا وصف ضئيل جدًا، ويمكنك أن تضيف عليه أنهم مفلسون، ومن ثم يعكسون بطبيعة الحال إفلاس ناديهم أخلاقيًا ومهنيًا وفنيًا.
إذا خسر فريقهم، وفاز منافسهم على فريق آخر، فإنهم لا يتحدثون عن أسباب خسارتهم ومحاولة إصلاح الخطأ وتداركه في مباريات مقبلة، لكنهم يذهبون مباشرةً إلى منافسهم الفائز، يقلّلون من أهمية فوزه.. يتحدثون عن أنه تغلب على فريق أضعف من ذلك الذي واجهوه (!)
وإذا خسر منافسهم أمام فريق هو بطل العالم بلا منازع؛ قالوا لو أن فريقهم هو الذي كان يلعب لقدّم مباراة أكبر (!)
إن ظهورك في مشهد بكأس العالم للأندية يسبقه خطوات مهمة عليك أن تقطعها: أن تحصل على بطولة الدوري المحلي أو الوصافة.. أن تخوض مباريات دوري أبطال أفريقيا.. الأهم أن تحصد اللقب.. وما دمت تفشل في تحقيق تلك الخطوات فلا يجب عليك أن تتخيل نفسك وأنت تلعب في المونديال.
هناك أندية تكتب استقرارها بيدها، وإذا لم تحقق البطولات والألقاب فإنها على الأقل مستقرة.. وهناك أندية تخرب بيتها بيدها.. وكلما أوشكت على الاستقرار هدمت البيت من جديد.. طبعًا هذا شيء غريب لأنه يتكرر دائمًا.. لكن الأغرب أنها تفعل ذلك ثم تصرخ وتقول: إنهم يحاربوننا ويريدون زعزعة استقرارنا (!)