مصطفى الجارحي يكتب: الفشل قادم لا محالة والبدري ضعيف جدًا
وسيطالبني بعضكم بالسكوت، وبعدم انتقاد منتخب مصر، بل ويقول إن عليك أن تدعم منتخب بلادك في مشواره لبلوغ نهائيات كأس الأمم بالكاميرون، وسيدّعي أنني أهدم استقرار المنتخب (الوطني) وأزعزع أركانه لصالح منتخبات أخرى عميلة (!)
لا بأس.. لكن لن أسكت طبعًا.. فانتقاد أداء منتخب مصر تحت قيادة حسام البدري أراه أهم كثيرًا، في هذا التوقيت، قبل سقوطه المدوي وعلى رأٍس الأشهاد في الكاميرون.
هل شاهدت منتخب مصر في عهد الجنرال محمود الجوهري، أو المعلم حسن شحاتة.. بل هل شاهدته بقيادة هيكتور كوبر؟
مدربان مصريان وواحد أرجنتيني.. لكن الثلاثة جعلوا الجماهير المصرية تفخر بمنتخب الفراعنة.. الجوهري رجل الدفاع الحديدي راهن مرة على حسام حسن وأعاد اكتشافه، فقبل بطولة أمم أفريقيا 1998 كان العميد فى صدام مع الجهاز الفني للنادي الأهلي، وطالبه مجلس الإدارة بالرحيل أو الاعتزال.
وراهن الجوهري على اللاعب وأصر على اصطحابه إلى بوركينا فاسو، فكتب المهاجم المهدد بالاعتزال بداية جديدة وتصدر قائمة هدافي البطولة بـ 7 أهداف، وعاد بالكأس الغالية، والأهم أنه عاد للتألق ولدائرة الضوء ولعب 10 سنوات بعدها.
وفي بطولة كأس الأمم بأنجولا 2010؛ راهن حسن شحاتة، صاحب الأداء المتوازن والرائع مع منتخب مصر، على محمد ناجي جدو لاعب الاتحاد السكندري وقتها.
ولفت جدو الأنظار، وتصدر الهدافين برصيد 5 أهداف، وحصل على لقب أحسن لاعب سوبر بديل، بعد أن أحرز هدفًا في كل مباراة شارك فيها بديلاً في شباك: نيجيريا وموزمبيق والكاميرون والجزائر وغانا.
وحين نصل إلى منتخب مصر في عهد كوبر؛ نجده مازال يحتفظ بتماسكه برغم غضب الكثيرين من طريقته الدفاعية البحتة، ومن أن يظل الفريق البطل مضغوطًا حتى تأتي الهجمة المرتدة المفيدة، أو يأتي الحل من ضربة الجزاء المنقذة، لكن ظل للمنتخب هيبته.
الآن؛ مع حسام البدري أًصبح الأمر مختلفًا تمامًا ويزيد من المأساة أنه في مجموعة تضم جزر القمر وكينيا وتوجو، ويعمق المأساة أنه فاز مرتين فقط في 5 مباريات: ذهابًا إيابًا على توجو، ثم تعادل ثلاث مرات: على أرضه 1-1 مع كينيا، وخارج الديار 0-0 مع جزر القمر، ثم 1-1 مع كينيا في نيروبي، صحيح أنه لم يخسر لكن الخسارة كانت قريبة أمس لولا الحارس محمد الشناوي.
باختصار يبدو منتخب مصر مهلهلاً ضعيفًا وبلا شخصية أو هوية؛ رغم أنه صاحب الرقم القياسي في حصد لقب كأس الأمم.
فاختيار اللاعبين خاطيء وتشوبه علامات استفهام وتعجب كثيرة، ويعتمد على الحب والكراهية، وعلى الظلم، وربما على تصفية الحسابات، واختيار التشكيل للمبارة خاطيء، وإدارة اللقاءات من خارج الخطوط كارثي سواءً في قراءة المباراة مبكرًا، أو التعديل الخططي، أو إجراء التغييرات المطلوبة بلاعبين مناسبين وفي التوقيت المناسب بصرف النظر عن أسماء بعض اللاعبين ونجوميتهم.
والخلاصة أن حسام البدري بهذه الطريقة، حتى ولو عن دون قصد، يضر بسمعة المنتخب، وبسمعة اللاعبين المحترفين، وربما يصل الأمر إلى إهدار المال العام.. فليس هذا هو محمد صلاح نجم ليفربول الذي تتهافت عليه الأندية الكبرى.. ومن أول 15 دقيقة عرف الجميع أنه ليس في حالته دون أن يدركوا أن طريقة اللعب هي السبب، ومن ثم كان ينبغي استبداله حفاظًا على سمعته وعلى سمعة المنتخب.
والأمر نفسه ينطبق على تريزيجيه صاحب الأداء الباهت أمس، كما ظهر مصطفى محمد بلا تسديدة واحدة على مرمى كينيا.. ثم البدء بحمدي فتحي وجلوس محمد النني على الدكة.. ثم تغيير حمدي فتحي بعد تفاقم إصابته ونزول عمر جابر وليس محمد النني (!)
يمكنك أن تضيف أيضًا إصرار البدري على اصطحاب أيمن أشرف المصاب بتشخيص طبيب الأهلي، وطبيب المنتخب، فيما هو تحت البرنامج العلاجي في ناديه، وعدم ضم يوسف أوباما أو محمد إبراهيم.
سيقول البعض إن اختيار القائمة والتشكيل حق أصيل للمدرب.. وأنا أقول إن الحفاظ على سمعة منتخب بلادي مطلب جماعي الآن الآن وليس غدًا.