دوري السوبر الأوروبي: الأندية والشكل والعائدات وردود الفعل
فُجِّرت المفاجأة ليل الأحد الإثنين بعدما أعلن 12 نادياً كبيراً إطلاق الدوري السوبر الأوروبي لكرة القدم الذي سينافس دوري الأبطال التقليدي.
وتهدف الخطوة بشكل أساسي الى تعزيز الإيرادات التي تأثرت بشكل هائل بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا.
في الوقت الحالي، أعلن بشكل رسمي عن مشاركة 12 نادياً في هذه المسابقة التي يعارضها بشدّة الاتحادان الأوروبي والدولي وحتى السلطات السياسية في القارة العجوز.
الأندية المشاركة في دوري السوبر الأوروبي
وهناك ستة أندية من الدوري الإنجليزي (أرسنال، مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي، توتنهام، ليفربول، تشلسي)، وثلاثة من الدوري الإسباني (ريال مدريد، برشلونة، أتلتيكو مدريد) ومثلها من الدوري الإيطالي (يوفنتوس، ميلان، إنتر ميلان).
وستنضمّ ثلاثة أندية أخرى الى الأندية المؤسسة الـ12 وفق الإعلان الصادر عن المنظمة الجديدة التي يرأسها رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريس.
ولم ينضم أي نادٍ فرنسي أو ألماني الى الأندية المؤسسة حتى الآن، ولم يتخذ بايرن ميونيخ وباريس سان جرمان أي موقف بشأن الانضمام وفقاً لمصدر مطلع على المفاوضات.
وستتم إضافة خمسة أندية عبر نظام تأهل موسمي الى المؤسسين الـ15، من دون أن يكشف النقاب حتى الآن عن النظام الذي سيتبع في تحديد هوية الفرق المتأهلة.
ويعني ذلك أن البطولة المستحدثة ستتكون من 20 فريقاً، على أن تنطلق المسابقة “في أقرب وقت ممكن” وفقاً لبيان إطلاق البطولة الذي كشف أيضاً عن استحداث بطولة مماثلة للسيدات.
طريقة اللعب في دوري السوبر
في كل موسم، سيتمّ توزيع الأندية العشرين على مجموعتين من عشرة وستلعب، اعتباراً من آب/أغسطس بنظام الذهاب والإياب، ما يعني أن هناك 18 مباراة في مرحلة المجموعات.
ويتأهل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في كل مجموعة إلى ربع النهائي، على أن تحدد البطاقتان الأخيرتان عبر ملحق فاصل من ذهاب وإياب بين أصحاب المركزين الرابع والخامس في كل من المجموعتين.
وكما الحال في دوري أبطال أوروبا، تقام الأدوار الإقصائية بنظام مباراتي ذهاب وإياب، على أن تقام المباريات في منتصف الأسبوع في تعارض مع مسابقتي دوري الأبطال والدوري “يوروبا ليغ” اللتين ينظمهما الاتحاد الأوروبي للعبة.
من أجل تحقيق هدفه المتمثل في “توليد موارد إضافية لهرم كرة القدم بأكمله”، ارتكز الدوري السوبر في إطلاقه بوعد تأمين موارد إضافية للأندية المؤسسة.
الإيرادات المتوقعة لدوري السوبر الأوروبي
وسيوزع مبلغ 3,5 مليار يورو على الأندية الـ15 المؤسسة، وهي مكاسب تم التفاوض عليها مع بنك “جي بي مورغان” الأميركي الذي سيكون الراعي والمموّل الرئيسي للبطولة.
وبحال تأكيد هذا الرقم، سيوفّر عائدات أعلى من كل مسابقات الاتحادات الأوروبي (دوري الأبطال، ويوروبا ليج والسوبر الأوروبي) البالغة 3,2 مليار يورو من عائدات النقل التلفزيوني لموسم 2018-2019، قبل جائحة كورونا.
ومن المتوقع توقيع عقود خيالية مع الشركات الناقلة لمباريات البطولة، ما سيؤدّي إلى زيادة العائدات الحالية من النقل التلفزيوني في مرحلة التقشف الناجم عن تداعيات فيروس كورونا.
وتوقع الدوري السوبر أن تتجاوز الإيرادات على المدى الطويل حدود 10 مليار يورو، بشرط أن تلتزم الأندية المشاركة باحترام “إطار الإنفاق المُنَظَم”.
ردود الفعل على دوري السوبر الأوروبي
واتُهمت الأندية الراغبة بالسير على خطى دوري كرة السلة الأميركية “أن بي ايه” والرازحة تحت الديون والحجم الهائل لرواتب نجومها في ظل أزمة كورونا، على الفور بالجشع وتم تهديدها بالمعاقبة الدولية.
وقبل الإعلان الرسمي، أعلن الاتحاد الأوروبي واتحادات كرة القدم في الدول الثلاث للأندية المشاركة أنه سيتم منع الأندية من المشاركة في الدوريات المحلية ودوري أبطال أوروبا.
وأشار ويفا إلى أن الأندية المعنية “ستمنع من اللعب في أي مسابقة أخرى على المستوى المحلي أو الأوروبي أو العالمي، وقد يُحرم لاعبوها من فرصة تمثيل منتخباتهم الوطنية”.
ويفا يجتمع بشأن دوري السوبر
ويتجه ويفا الإثنين خلال اجتماع لجنته التنفيذية الى إضفاء الطابع الرسمي على الإصلاحات المتعلقة بمسابقة دوري الأبطال.
ومن المقرر أن يتم إصلاح مرحلة المجموعات في دوري الأبطال أوروبا بشكل كامل، مع رفع عدد الأندية من 32 الى 36 وإدخال ما يسمى بـ “النظام السويسري” المستوحى من لعبة الشطرنج، حيث تلعب الأندية 10 مباريات في مرحلة المجموعات عوضاً عن نظام الست القائم حالياً والذي يقسّم الاندية الى ثماني مجموعات من أربعة فرق.
ووصف الاتحاد القاري والاتحادات الثلاثة عملية الانفصال بأنه أمر “مثير للسخرية”.
وأضاف أنه “في حال حدوث ذلك، نود أن نكرّر أننا (…) وكذلك الاتحاد الدولي (فيفا) وكل الاتحادات الأعضاء، سنبقى متحدين في جهودنا لوقف هذا المشروع الساخر، وهو مشروع يقوم على المصلحة الذاتية لعدد قليل من الأندية في وقت يحتاج فيه المجتمع إلى التضامن أكثر من أي وقت مضى”.
ويحتل أرسنال حالياً المركز التاسع في الدوري الإنجليزي، وبات بعيداً عن السباق للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فيما يخوض كل من ليفربول وتشيلسي معركة صعبة.
وأعلنت رابطة الدوري الإنجليزي في بيان أنه “يمكن لعشاق أي ناد في إنجلترا وكل أنحاء أوروبا أن يحلموا حالياً بأن فريقهم قد يصعد إلى القمة ويلعب ضد الأفضل”.
وأضافت “نحن نؤمن بأن مفهوم دوري السوبر قد يدمّر هذا الحلم”.
محادثات بين أعضاء دوري السوبر والاتحادات القارية
وقالت الأندية الـ12 في بيانها إن المجموعة الجديدة “تتطلّع” إلى “إجراء” محادثات مع الاتحادين الأوروبي والدولي (فيفا)، وأن المباريات ستقام في بحر الأسبوع للسماح للفرق بالاستمرار في اللعب في الدوريات المحلية.
وقال رئيس ريال مدريد الإسباني فلورنتينو بيريس أول رؤساء “الدوري السوبر” إن “كرة القدم هي الرياضة العالمية الوحيدة في العالم التي تضم أكثر من أربعة مليارات مشجع، ومسؤوليتنا كأندية كبيرة هي الاستجابة لرغباتهم”.
لكن فيفا أعرب عن “استيائه” من الإعلان، قائلاً في بيان إنه “في ظل هذه الخلفية، لا يمكن لفيفا إلا أن يعبر عن رفضه لدوري السوبر (…) خارج هياكل كرة القدم الدولية وعدم احترامها للمبادئ”.
وسيشهد الشكل الجديد تقسيم الفرق العشرين إلى مجموعتين من عشرة، مع تأهل الفرق الثلاثة الأولى عن كل مجموعة إلى ربع النهائي، ويخوض الرابع والخامس من كل مجموعة مباراتي ذهاب وإياب للالتحاق بدور الثمانية.
وقال الرئيس المساعد لمانشستر يونايتد جويل غلايزر الذي سيكون نائبا لرئيس الدوري السوبر إنه “من خلال الجمع بين أعظم الأندية واللاعبين في العالم للعب مع بعضهم البعض طوال الموسم، سيفتح دوري السوبر فصلاً جديداً لكرة القدم الأوروبية”.
دوري السوبر الأوروبي للسيدات
وأشارت الأندية أيضاً إلى أنه سيتم إنشاء “الدوري السوبر” للسيدات.
ولن تكون الأندية الفرنسية أو الألمانية جزءاً من “الدوري السوبر”.
وقال “ويفا” في بيانه “نشكر تلك الأندية في الدول الأخرى، خصوصاً الأندية الفرنسية والألمانية، التي رفضت الانضمام”.
وأضاف “ندعو كل محبي كرة القدم والمشجعين والسياسيين للانضمام إلينا في النضال ضد مشروع مماثل إذا ما تم الإعلان عنه. هذه المصلحة الذاتية المستمرة لعدد قليل من الناس متواصلة منذ وقت طويل. هذا يكفي”.
وقال رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم خافيير تيباس الأحد إنه “أخيراً خرج مهندسو دوري السوبر من الحانة عند الخامسة فجراً، وهم في حالة سكر من الأنانية وانعدام التضامن”.
من جهتها، أعلنت رابطة الأندية الأوروبية أنها “تعارض بشدة” “دوري السوبر”، فيما أعلن يوفنتوس أن رئيسه أندريا أنييلي الذي يرأس أيضاً الرابطة استقاله من منصبه في الرابطة.
والجدير بالذكر أن اثنين من المتأهلين لنهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، بايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جرمان الفرنسي، ليسا من بين الفرق الأوروبية الكبيرة التي أعلن مشاركتها، لكن حاول المؤسسون ضمّهما إليها بحسب مصدر مطلع على الملف.
انتقادات سياسية لـ دوري السوبر
وانتقد قادة سياسيون الأندية المعنية، إذ قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يتعيّن عليهم “الردّ على جماهيرهم”.
وأضاف جونسون أنه “يجب على الأندية المشاركة الاستجابة لمشجعيها ومجتمع كرة القدم الأوسع قبل اتخاذ أي خطوات أخرى”.
كما انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المخطط.
وقال قصر الإليزيه لفرانس برس إن “رئيس الجمهورية يرحب بموقف الأندية الفرنسية الرافض للمشاركة في مشروع الدوري السوبر الأوروبي الذي يهدد مبدأ التضامن والجدارة الرياضية”.
وانتقد نائب رئيس المفوضية الأوروبية المولجة الترويج لأسلوب الحياة الأوروبية المشروع “يجب أن ندافع عن نموذج أوروبي للرياضة تحركه القِيَم ويقوم على التنوع والشمول”.
وتابع اليوناني مارغاريتيس سخيناس دون أن يعلن عن أي إجراء لمنع “الانشقاق”: “لا يوجد مجال لحصرها (المسابقة الجديدة) بالأندية المعدودة الثرية التي ترغب في قطع الروابط مع كل ما تمثله الاتحادات: الدوريات الوطنية، الصعود والهبوط ودعم كرة القدم الهواة على مستوى القاعدة”.
ورأى أن “العالمية، الشمول والتنوع عناصر أساسية للرياضة الأوروبية وطريقة حياتنا الأوروبية”.