لقب الدوري الإنجليزي يثبت أن سيتي رفع المعايير مرة أخرى
في المواسم التي لم يستطع فيها مانشستر يونايتد الفوز بالدوري الإنجليزي، في سنوات مجد أليكس فيرجسون، كانت جماهيره تسخر من المنافسين بالقول إن اللقب خرج على سبيل الإعارة.
وسار مشجعو مانشستر سيتي على الخط ذاته عندما شق ليفربول طريقه نحو اللقب، في الموسم الماضي، لينهي سيطرة سيتي، لكن في الحقيقة ربما كانت الجماهير تخشى من تحول حقيقي في موازين القوى.
ومع ذلك فالطريقة التي استعاد بها فريق المدرب بيب جوارديولا هيمنته، حتى بعد البداية السيئة هذا الموسم، تشير إلى أنه ليس الفريق الأفضل فقط، بل أن إزاحته من على القمة ستكون أصعب من أي وقت مضى.
وقال يورجن كلوب، مدرب ليفربول، مع اقتراب سيتي من لقبه الثالث في أربعة مواسم: “الأمر يصبح أكثر صعوبة دائما. لم يتوقف ولن يتوقف”.
وبعد حصد لقب الدوري وكأس المحترفين يسعى سيتي خلف لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى، وهو إنجاز من شأنه أن يؤكد أنه أفضل فريق في العالم، وهو حلم الشيخ منصور بن زايد عندما اشترى النادي في 2008.
وسيكون هذا الإنجاز بمثابة الكرز على الكعكة بالنسبة لجوارديولا الذي تحدث دائما، في بداية كل موسم، عن أن الفوز بالدوري الممتاز هو أولويته. وقد يكون هذا الموسم هو الأكثر إرضاء له. فعندما قاد المدرب الأسباني الفريق للفوز باللقب في موسم 2017-2018 كان بعيدًا تمامًا عن منافسيه، وحصد 100 نقطة متقدمًا بفارق 19 نقطة على يونايتد.
وفي الموسم التالي كان الصراع على أشده على اللقب، وانتهى بوجود سيتي في القمة برصيد 98 نقطة مقابل 97 لليفربول.
وفي الموسم الحالي لن يتمكن سيتي من حصد أكثر من 92 نقطة، لكن الطريقة التي سيطر بها على القمة بعدما حصد 12 نقطة فقط من أول 8 مباريات كانت رائعة.
وعندما خسر سيتي 0-2 أمام توتنهام في نوفمبر تراجع الفريق إلى المركز العاشر، وطُرحت أسئلة مشروعة حول ما إذا كان جوارديولا يفقد بعض بريقه. لكن رد فعله هو وفريقه كان مدمرا.
ومنذ الخسارة أمام توتنهام فاز سيتي في 22 من 27 مباراة، بما في ذلك 15 مباراة متتالية، وعادل رقما قياسيا بالانتصار في 11 مباراة متتالية خارج أرضه في الدوري.
وفي الوقت الذي يعود فيه الفضل لتفوق سيتي إلى قوته الهائلة والإبداع المتقن فإن انتفاضته كانت مبنية على أساس متين.
ففي 15 مباراة بالدوري بعد الهزيمة أمام توتنهام اهتزت شباك سيتي ثلاث مرات فقط، حيث شكل روبن دياز، القادم من بنفيكا مقابل 61 مليون جنيه إسترليني، في سبتمبر، شراكة قوية مع مدافع إنجلترا جون ستونز.
ومع معاناة سيرجيو أجويرو من الإصابات والمرض في موسمه الأخير، لعب سيتي بدون مهاجم صريح هذا الموسم، لكن الفريق استفاد من إيلكاي جندوجان كمصدر لتسجيل الأهداف، حيث يتصدر قائمة هدافي الفريق في الدوري برصيد 12 هدفا.
ويرمز جندوجان، إلى جانب كايل ووكر ورياض محرز وستونز وجواو كانسيلو، إلى الطريقة التي استغل بها جوارديولا فريقه لرفع مستواه بعد تراجع الموسم الماضي.
وعزز ووكر مزاعمه بأنه أفضل ظهير أيمن في الدوري الإنجليزي، بينما قدم الجناح رياض محرز أفضل ما لديه منذ أن قاد ليستر سيتي إلى اللقب في 2016.
واعترف جوارديولا بأنه محظوظ للعمل مع فريق بقيمة 924 مليون جنيه إسترليني، وفقا لموقع ترانسفير ماركت دوت كوم، ومع ذلك يمكن القول إن فيل فودن، الذي جاء من صفوف فريق الشباب، كان من بين الأبرز في المجموعة.
وأخذ جوارديولا وقته قبل أن يطلق العنان للاعب خط الوسط المهاجم، لكن اللاعب الموهوب البالغ عمره 20 عاما حجز لنفسه مكانا في تشكيلة الفريق. واجتاز سيتي جدولا مزدحما في موسم لا مثيل له بسبب فيروس كورونا.
وقال جوارديولا “لقد كان عاما صعبا بسبب العزل العام. الفريق كان أكثر مرونة وهدوءا”. لكن لا يمكن قول الشيء ذاته عن منافسيه.
ولم يتوقع أحد الانهيار الكارثي لليفربول الذي جعله يحصد 35 نقطة أقل بعد 33 مباراة مقارنة بالموسم الماضي، وهو الأمر الذي حدث أيضا بسبب الإصابات العديدة التي تعرض لها الفريق.
وقال كلوب: “البعض يعتقد أنه عذر لكننا فقدنا دفاعنا بالكامل وشعرنا أننا كسرنا ساقنا. يمكنك أن تعرج بالاعتماد على لاعبي الوسط في الدفاع لكن هذا يكسر العمود الفقري”.
وعلى الأقل أبقى يونايتد غريمه سيتي في الأفق، في حين أخرج تشيلسي نفسه من السباق بسلسلة مخيبة من النتائج كلفت فرانك لامبارد وظيفته في يناير.
لكن تحت قيادة توماس توخيل خليفة لامبارد فهناك دلائل متزايدة على أن تشيلسي قادر على منافسة سيتي في الموسم المقبل.
وهي مهمة صعبة، مثلما قال كلوب، فسيتي لن يقف مكتوف الأيدي، وإمكانية التعاقد مع إرلينج هالاند خلال الصيف أمر مخيف بالنسبة لمنافسيه.