نهائي دوري الأبطال: فودن وماونت يضخان حماس الشباب
تستثمر الأندية الكبرى في أوروبا الملايين للتعاقد مع لاعبين من جميع أنحاء العالم، لكن اثنين من أبرز اللاعبين في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين مانشستر سيتي وتشيلسي السبت المقبل يمثلان تذكيرا بأنه ما زالت هناك قيمة في المواهب المحلية.
ويتجه فيل فودن لاعب مانشستر سيتي وميسون ماونت مهاجم تشيلسي إلى بورتو بعد مواسم تحولا فيها من فئة “الشاب الواعد” إلى لاعبين قادرين على تغيير قواعد اللعبة.
وفي السنوات الأخيرة تعرض تشيلسي وسيتي لانتقادات لفشلهما في منح الفرص للاعبي الأكاديمية، لكن استثمار الوقت والخبرة التدريبية في لاعبي الوسط أتى ثماره هذا الموسم.
ويحتفل فودن بعيد ميلاده 21 يوم الجمعة وكان عليه التحلي بالصبر منذ مشاركته الأولى في دور المجموعات بدوري الأبطال ضد فينوورد في 2017 عندما كان يبلغ من العمر 17 عاما.
وجاء ظهور نادر لشاب محلي يملك موهبة واضحة ليضع بيب جوارديولا مدرب سيتي في مواجهة أسئلة دائمة بشأن موعد حصول فودن على فرصة منتظمة لأول مرة، لكن المدرب الإسباني تمسك بموقفه قائلا إن لاعب الوسط المولود في ستوكبورت سيحصل عليها في الوقت المناسب.
وأبلغ فودن موقع الاتحاد الأوروبي (اليويفا) “كان من الصعب للغاية حجز مكاني (في الفريق). حافظت على إيماني بإمكاناتي والثقة في المدرب.
“هذا العام كان جيدا حقا بالنسبة لي. العديد من اللاعبين طلبوا مني الاستمرار في التدريب بأفضل ما يمكنني وأن أرغب في المزيد”.
“فينسن كومباني كان واحدا منهم وأيضا فرناندينيو وهما قائدان رائعان. خارج الملعب، هناك أشياء لا يراها الكل مثل كيفية مساعدة لاعب صغير وجعله يشعر براحة تجاه نفسه”.
وانتقل فودن هذا الموسم إلى دور هجومي في الأغلب في الجناح الأيسر وهز شباك بروسيا دورتموند في ذهاب وإياب دور الثمانية كما أحرز تسعة أهداف وصنع خمسة أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال جوارديولا هذا الأسبوع “لقد نضج وهو طموح وجاهز. يلعب بشكل جيد هذا الموسم وسنرى. يملك فرصة للمشاركة في النهائي”.
وعلى النقيض من فودن، أمضى ماونت فترة معارا من تشيلسي حيث لعب موسما في فيتيس أرنهيم الهولندي بالإضافة إلى عام في ديربي كاونتي عندما كان فرانك لامبارد مدربا للنادي المنافس في الدرجة الثانية. وأعاد لامبارد لاعبه ماونت إلى تشيلسي عندما تولى تدريب الفريق وحجز لاعب الوسط مكانه في التشكيلة الأساسية.
وقال لامبارد مؤخرا “اعتقدت أنه المكان المناسب لمنحه فرصة المشاركة وتطويره لكن الأمر انتهى باعتمادي عليه بسبب اجتهاده المذهل والضغط من وسط الملعب وموهبته الكبيرة حقا”.
واستمر ماونت في التطور بعد مجيء المدرب الألماني توماس توخيل بعد إقالة لامبارد في يناير كانون الثاني الماضي.
ومثل فودن تألق ماونت أكثر مع تركيزه على الهجوم، وأصبح العنصر الإبداعي الرئيسي في مسيرة تشيلسي إلى النهائي كما أحرز الهدف الثاني في الفوز 2-صفر على ريال مدريد في إياب الدور قبل النهائي.
مع وجودهما في تشكيلة إنجلترا بقيادة جاريث ساوثجيت في بطولة أوروبا 2020، قد تحين الفرصة هذا الصيف لتقديم نفسهما إلى الجماهير حول العالم.
ويرى مايكل أوين مهاجم ليفربول وريال مدريد السابق أن الثنائي يمكن أن يصبح أكبر من ذلك.
وقال “أعتقد أن ميسون ماونت وفيل فودن يمكن أن يكونا من أفضل اللاعبين في العالم في المستقبل. لديهما القدرة على أن يكونا على قمة كرة القدم العالمية”.
ويوحي ما قدماه هذا الموسم إنها ليست مبالغة لكن البداية يمكن أن تكون فوز أي منهما بلقب دوري الأبطال.