كأس أوروبا.. تشيكوسلوفاكيا تحرز اللقب بمساعدة ألمانية
فيما كتب نجم كرة القدم التشيكوسلوفاكي أنتونين بانينكا اسمه في التاريخ، بضربة جزاء أسطورية، استفاد فريقه بشكل أكبر من ضربة جزاء ألمانية مهدرة.
وربما يمثل أولي هونيس واحدًا من أبرز نجوم كرة القدم الألمانية عبر تاريخها، لكنه يشتهر دائمًا بضربة الجزاء التي أطاح بها عاليًا في العاصمة اليوغسلافية بلجراد (عاصمة صربيا حاليًا) ليتسبب في هزيمة فريقه أمام نظيره التشيكوسلوفاكي في نهائي كأس الأمم الأوروبية الخامسة (يورو 1976).
وصرح هونيس، الذي شغل منصبي مدير عام ورئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني لسنوات طويلة، إلى صحيفة “دي زايت” الألمانية ذات مرة قائلا “إنه شيء لن أنساه أبدًا”.
وقال هونيس إن زملاءه حاولوا مواساته بعد إهدار ضربة الجزاء مباشرة، وأضاف: “فرانز بيكنباور أخبرني: أشعر بالسعادة لأنك أهدرتها. كان دوري بعدها لتسديد ضربة أخرى، ومن يدري فربما كنت سأهدرها”.
وتبدد حلم المنتخب الألماني في أن يصبح أول فريق يحرز لقب البطولة الأوروبية مرتين متتاليتين، عندما سجل لاعب خط الوسط التشيكوسلوفاكي أنتونين بانينكا هدف الفوز من ضربة الجزاء الأخيرة في شباك سيب ماير حارس مرمى ألمانيا.
وشهدت البطولة الخامسة في يوغسلافيا مباريات مثيرة، حيث احتاجت جميع مباريات النهائيات لوقت إضافي.
ونجح المنتخب الألماني في تحويل تأخره بهدفين إلى تعادل ثمين بفضل مهاجمه ديتر مولر، ولكن ضربات الجزاء حسمت المباراة النهائية واللقب لصالح تشيكوسلوفاكيا لتكون أول بطولة كبيرة تحسم بضربات الجزاء.
وبدا أن المنتخب التشيكوسلوفاكي أبعد ما يكون عن إحراز لقب تلك البطولة عندما بدأ مسيرته في الدور التمهيدي للبطولة بالهزيمة الثقيلة 0-3 أمام نظيره الإنجليزي باستاد “ويمبلي” الشهير في عام 1974 .
ولكنها أصبحت آخر هزيمة للفريق في تلك البطولة حيث تصدر المنتخب التشيكوسلوفاكي مجموعته في الدور التمهيدي ليطيح بنظيره الإنجليزي من البطولة، ثم تغلب على المنتخب السوفيتي في دور الثمانية وبعدها أطاح بنظيره الهولندي بقيادة الأسطورة يوهان كرويف من الدور قبل النهائي.
واحتاج المنتخب التشيكوسلوفاكي للوقت الإضافي أيضًا ليتغلب على هولندا 3-1.
وتغلب المنتخب الألماني حامل اللقب على نظيره الإسباني في دور الثمانية قبل أن يبدد آمال المنتخب اليوغسلافي صاحب الأرض في الوصول للنهائي حيث أطاح به من الدور قبل النهائي.
وفي مباراة الفريقين بالدور قبل النهائي تقدم المنتخب اليوغسلافي 2-0، قبل أن يرد هاينز فلوها بالهدف الأول لألمانيا تاركا مهمة تحقيق التعادل لزميله ديتر مولر الذي حقق واحدة من أروع البدايات لأي لاعب مع منتخب بلاده، حيث بدأ المباراة على مقاعد البدلاء لكنه سجل بعد نزوله ثلاثة أهداف (هاتريك) في الدقائق 82 و115 و119 ليقود المنتخب الألماني إلى الفوز 4-2 والتأهل للنهائي.
وبدا في النهائي أن المنتخب الألماني لم يعي الدرس جيدا حيث تأخر الفريق بهدفين أيضا، ولكن ذلك كان في غضون 25 دقيقة فقط من بداية المباراة حيث تقدم يان سفيليك وكارول دوبياس للمنتخب التشيكوسلوفاكي.
ولكن المنتخب الألماني استغل روحه القتالية في تحقيق التعادل حيث سجل ديتر مولر، الذي بدأ المباراة ضمن التشكيل الأساسي ، الهدف الأول للفريق في الدقيقة 28 ثم أضاف بيرند هولزنبن الهدف الثاني في الوقت القاتل مع نهاية المباراة ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي.
وفشل الفريقان في هز الشباك في الوقت الإضافي ليحتكما إلى ضربات الجزاء الترجيحية التي حسمت اللقب لصالح المنتخب التشيكوسلوفاكي ليكون اللقب الوحيد للفريق في البطولات الكبيرة.
أما المنتخب الألماني فلم يخسر أي بطولة كبيرة بعد ذلك عن طريق ضربات الترجيح.