كأس أوروبا.. هولندا تحرز لقب 1988 بالثلاثي الناري
بعد أن عاند الحظ منتخب هولندا أكثر من مرة في البطولات الكبيرة؛ استغل الفريق وجود عدد من النجوم المميزين في صفوفه مثل الثلاثي الناري: ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد، وتوج بلقبه الوحيد حتى الآن في البطولات الكبيرة.
وفشل منتخب هولندا صاحب أسلوب “الكرة الشاملة” في السبعينيات من القرن الماضي في الفوز بأي لقب كبير، ولكنه نجح في كأس الأمم الأوروبية (يورو 1988) في تحقيق الحلم وأحرز لقب البطولة.
وكان هذا اللقب انتصارا رائعا للكرة الهولندية، خاصة أنه تحقق في هذه البطولة التي أقيمت بألمانيا، وحقق خلالها الفوز على ألمانيا الغربية في الدور قبل النهائي، رغم وجود الأسطورة الألماني فرانز بيكنباور مدربًا لمنتخب بلاده.
وكان “القيصر” بيكنباور قائدًا لمنتخب ألمانيا الغربية الذي توج بلقب كأس العالم 1974 في ميونيخ بألمانيا، بعد فوزه على المنتخب الهولندي الرائع بقيادة الأسطورة يوهان كرويف.
وكان رينوس ميتشلز مدربًا للمنتخب الهولندي عام 1974، ومهندسًا لأسلوب “الكرة الشاملة” الذي تميز به الهولنديون في السبعينيات، وكان الفوز بلقب يورو 1988 أمرًا رائعًا قبل أن يستقيل من تدريب الفريق ليعود إليه بعد عامين آخرين.
وفي المباراة النهائية ليورو 1988 عاد المنتخب الهولندي بقيادة مدربه ميتشلز إلى الاستاد الأولمبي بمدينة ميونيخ ليتغلب على المنتخب السوفيتي بهدفين، سجلهما النجمان الكبيران رود خوليت وماركو فان باستن.
وسجل فان باستن أفضل هدف في البطولة بتسديدة قوية في سقف شباك المرمى السوفيتي، وذلك من زاوية ضيقة للغاية، مما أصاب الحارس السوفيتي رينات داساييف بصدمة كبيرة.
وقال ميتشلز، الذي توفي في مارس 2005 عن عمر يناهز 77 عاما: “كان هدفا رائعا من نوعية الأهداف التي يسجلها أي لاعب لمرة واحدة فقط في حياته”.
والمثير للدهشة أن المنتخب الهولندي افتتح مسيرته في هذه البطولة بالهزيمة 0-1 أمام المنتخب السوفيتي ضمن منافسات المجموعة الثانية، وكان فان باستن على مقاعد البدلاء في تلك المباراة، وسط تقارير عن خلافات بينه وبين ميتشلز الذي عرف بلقب “الجنرال” بسبب أسلوبه الديكتاتوري.
ولكن فان باستن نجم هجوم ميلان، والذي كان وقتها في الثالثة والعشرين من عمره، اقتنص الفرصة بتسجيل ثلاثة أهداف (هاتريك) ساعدت هولندا على تحويل تأخرها بهدف إلى فوز ثمين 3-1 على إنجلترا، ثم فاز الفريق على أيرلندا بهدف متأخر سجله فيم كيفت، وذلك في الدور الأول للبطولة.
وقال ميتشلز تعليقا على قرار مشاركة فان باستن “في بطولة كبيرة مثل كأس أوروبا لا يكون لديك وقت طويل أو صبر. وسدد جوني بوسمان كرة قوية أمام
المنتخب السوفيتي ولكنه أهدر الفرصة ولذلك نال فان باستن الفرصة، ونجح في اقتناصها. وكان أمرا مثيرا للسعادة أن نرى هذا الهدف”.
وفشل المنتخب الهولندي في التأهل لنهائيات يورو 1984 كما غاب عن نهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك، ولكنه امتلك في عام 1988 فريقا كان بين المرشحين بقوة للمنافسة على لقب البطولة مع ألمانيا الغربية التي فازت بصدارة المجموعة الأولى متفوقة على المنتخب الإيطالي.
وفي الدور قبل النهائي للبطولة فاز المنتخب السوفيتي على نظيره الإيطالي 2-0، بينما ثأر المنتخب الهولندي أخيرا من هزيمته أمام نظيره الألماني في نهائي كأس العالم 1974، وتأهل على حسابه لنهائي يورو 1988 .
ورغم تقدم المنتخب الألماني بهدف من ضربة الجزاء التي سددها لوثار ماتيوس، تعادل رونالد كومان للمنتخب الهولندي من ضربة جزاء أيضا قبل أن يسجل فان باستن هدف الفوز الثمين لهولندا في الدقيقة قبل الأخيرة، ليقود الفريق إلى النهائي ومواجهة جديدة مع المنتخب السوفيتي.
وظهر المنتخب السوفيتي بشكل رائع في هذه البطولة تحت قيادة مدربه فاليري لوبانوفسكي، ولكنه كان أقل استعدادا للمباراة النهائية من نظيره الهولندي الذي خاض مباراته في الدور قبل النهائي، قبل مباراة المنتخب السوفيتي أمام إيطاليا بيوم كامل.
ورغم ذلك، كان المنتخب السوفيتي قريبا من الفوز في المباراة النهائية، حيث سدد إيجور بيلانوف كرة ارتدت من قائم المرمى الهولندي، كما تصدى الحارس الهولندي هانز فان بروكلين لضربة جزاء سددها بيلانوف أيضا.
وخسر المنتخب السوفيتي النهائي للمرة الثالثة بعد عامي 1964 و1972 فيما فاز المنتخب الهولندي أخيرًا في المباراة النهائية ليتوج بلقب البطولة التي طالما أحبها ورغب في الفوز بلقبها، وكان يستحقها بالفعل بعدما خسر النهائي في بطولتي كأس العالم 1974 و1978.