أخبار

“الحياة تبدأ في الـ90”.. بولندي يخوض رالي كينيا بعمر الـ91

رغم أنه في الحادية والتسعين من عمره، يستعد البطل البولندي السابق سوبيسلاف زاسادا لخوض رالي سافاري كينيا الذي يشكل الجولة السادسة من بطولة العالم للراليات، في مغامرة مميزة لمن يعتبر بأن “الحياة تبدأ في التسعين من العمر”.

شارك زاسادا في الرالي الأول له عام 1952 في طريقه لإحراز بطولة أوروبا للراليات في ثلاث مناسبات، لكن ما سيقوم به اعتباراً من الخميس يتجاوز أي ألقاب وانتصارات بل يشكل تحدياً هائلاً لشخص أبصر النور قبل قرابة قرن من الزمن.

وفي مقابلة عشية رالي كينيا الذي يعود لروزنامة بطولة العالم للمرة الأولى منذ 2003، كان “العجوز” زاسادا واضحاً “الحياة تبدأ في التسعين من العمر وسأغتنم الفرصة!” قبل أن يطلق ضحكة مفعمة بالحياة.

وتابع “أريد أن أرى كيف تبدو الأمور في أيامنا هذه لأن الوضع تغيّر بعض الشيء مقارنة براليات الماضي”.

وحدّد البولندي أهدافه من المشاركة الكينية وهي “الوصول إلى نهاية” الأيام الأربعة حيث سيتنافس مع سائقين أصغر منه بقرابة سبعين عاماً، على رأسهم بطل العالم ومتصدر الترتيب الحالي الفرنسي سيباستيان أوجييه (تويوتا)، الفائز بثلاثة جولات من أصل خمس أقيمت حتى الآن.

وسيخوض زاسادا الرالي الكيني خلف مقود سيارة فورد فييستا فئة “آر سي 3″، وهي الفئة الثالثة في البطولة بعد “آر سي 1” و”آر سي 2″، بقوة 250 حصان تم تحضيرها من قبل فريق “أم-سبورت” البولندي.

وفي مسيرة امتدت لقرابة سبعة عقود، شارك البولندي في 250 حدثا وفاز بأكثر من 150 منها.

توج بلقب بطولة أوروبا أعوام 1966 و1967 و1971، وحل ثانيا في ثلاث مناسبات أيضا.

ولأعوام عدة، كان السائق الوحيد من الجانب الآخر للستار الحديدي الذي يتسابق مع الفرق الغربية بسيارات مثل بورش ومرسيدس وبي إم دبليو.

كان زاسادا خلف مقود سيارة بي إم دبليو حين حقق فوزه الأول في كراكوف عام 1952 وبجانبه خطيبته -في حينها- كملاح.

وتحدث عن ذلك الفوز، قائلاً “وسط دهشة الجميع، فزنا رغم أننا كنا الوافدين الجدد”، كاشفاً “لقد تزوجنا في كانون الأول/ديسمبر من ذلك العام”.

شق زاسادا طريقه بعد ذلك للفوز بحوالي 50 رالياً مع زوجته إيفا كملاح، وهو خاض بصحبتها مشاركته الأخيرة في رالي سافاري كينيا عام 1997 على متن ميتسوبيشي لانسر حيث “كان المسار صعباً للغاية … أثناء مسار صعودي على طرقات الحصى في المرحلة الثالثة، سمعت فجأة زوجتي تصرخ: حبي، يجب الصمود!”.

وكشف “اعتقدت أنها كانت تتحدث معي لأننا كنا متعبين حقاً، لكن كلا، كانت تتحدث الى السيارة!”.

لكن زوجته لن تكون بصحبته في عودته الى الطرقات الكينية، بل سيتولى المهمة توماش بوريسلافسكي.

بعد سقوط الشيوعية في عام 1989، أصبح زاسادا رجل أعمال يمثل شركات سيارات مثل مرسيدس وفولكسفاغن في بولندا.

ولا يزال عضواً في مجلس الإشراف على إدارة شركته والتي تقوم بكل شيء من بيع السيارات الى تطوير العقارات وإنتاج الملابس الرياضية.

كما قام بتأليف العديد من الكتب والكتيبات الفنية الخاصة بالقيادة، واحتل المرتبة الأولى على قائمة مجلة “فوربس” لأغنى الشخصيات في بولندا.

وبعدما ابتعد بعض الشيء عن القيادة، انتقل الى الإبحار وفاز في 2001 بسباق بالما دي مايوركا-كابريرا، ثم بسباق عبر الأطلسي عام 2005 بين أوروبا وجزيرة سانت لوسيا في البحر الكاريبي.

وبينما يستعد للعودة الى رالي كينيا مجدداً، أقر البطل السابق إن “كل شيء قد تغير” مقارنة بمشاركته الأخيرة، باستثناء المسار ودرجات الحرارة في إفريقيا.

واستذكر أنه في 1997 خاض الرالي مرتدياً سروالاً قصيراً وقميصاً من دون أكمام.

أما الآن، يجب على جميع السائقين ارتداء بدلات السباق وهناك الكثير من أنظمة السلامة، لكن ما يقلق زاسادا أكثر من أي شيء آخر هو “تعلم الدخول إلى السيارة”.

لأن “الأمر مشابه للدخول في قفص. على أن أدرب نفسي للقيام بذلك بشكل أسرع”.

ولا يبدو أن الرالي الكيني سيكون التجربة الأخيرة له، بل “سأشارك في رالي آخر عندما أبلغ المئة!”.

زر الذهاب إلى الأعلى