ويمبلدون: أنس جابر تلهم النساء العربيات لاحتراف التنس
لا تخفي التونسية أنس جابر المصنفة 24 عالميًا رغبتها في أن تشكل مصدر إلهامٍ للنساء العربيات؛ ليمارسن ويحترفن لعبة التنس، من أجل أن يرتفع عددهن ضمن دورات رابطة المحترفات، ويصبحن قوة ضاربة مثل الأميركيات والأوروبيات.
وتقدّم أنس جابر صاحبة الـ26 عامًا نموذجًا رائعًا لضمان تحقيق ذلك، بعد أن أصبحت أول امرأة عربية تحقق لقبًا ضمن دورات رابطة المحترفات، بتتوجيها في دورة برمنجهام الإنجليزية هذا الشهر.
وأمس الأربعاء؛ أقصت جابر منافستها الأميركية المخضرمة فينوس وليامز المتوجة في ويمبلدون خمس مرات، لتصبح أول تونسية تبلغ الدور الثالث من ثالثة البطولات الأربع الكبرى.
وقالت جابر “أن أكون اللاعبة العربية الوحيدة (في هذا المركز المتقدم) ضمن دورات رابطة المحترفات ليس بالأمر السهل”، وتابعت “ربما هناك من يشاهدني الآن ويريد أن يكون مكاني”.
وأردفت “كل ما أريد قوله إنني إذا وصلت، فلا شيء مستحيلا. كما قلت من قبل، أحاول دائمًا أن ألهم الأجيال الأخرى”.
وكانت فينوس بالذات، الشقيقة الأكبر لسيرينا التي خرجت أيضًا من الدور الأول بسبب الإصابة إثر انزلاقها، أشادت بجابر قبل المباراة بالقول “سترون جيلًا جديدًا من السيدات من شمال أفريقيا يأتين إلى عالم التنس، والفضل كله يعود إليها. إنها تلهم الكثيرين بمن فيهن أنا”.
وأقرّت جابر، اللاعبة الأكثر تحقيقًا للانتصارت هذا الموسم بالتساوي مع البيلاروسية أرينا سابالينكا المصنفة رابعة عالميًا، أن لاعب التنس المغربي السابق هشام أرازي ساعدها.
واكتشفت بعد بطولة رولان جاروس الفرنسية، في وقت سابق من هذا الشهر، أنه كان يراسلها على إنستجرام منذ بطولة أستراليا المفتوحة مطلع العام.
وقالت “تفاجأت أنني لم أرَ رسائله. إنه لشرف لي صراحة. لقد قدمّ لي بعض النصائح تخص اللعبة. وقال لي أشياء اختبرتها خلال مسيرتي حتى الآن، وقلت له إنه يجب أن نلتقي ونلعب”.
واستطردت “قال لي إن عليه أن يعمل على لياقته البدنية من أجل أن يلعب ضدي”.
ولم تُخفِ جابر أنها لم تشاهد الكثير من مباريات التنس عندما كانت تكبر وكان زوجها الحالي كريم كمون من كان “مهووسًا برولان جاروس”.
سبق أن سمعت بمواطنتها سليمة صْفَر التي احتلت المركز 75 في التصنيف العالمي عام 2001، إلا أنها لم تشاهدها تخوض المباريات.
واعتبرت مقارنتها بأرازي، الذي وصل أربع مرات إلى ربع النهائي في البطولات الأربع الكبرى، هو شرف لها.
وقالت “كبرت وهناك هدف واحد في بالي، أن أكون من أفضل اللاعبات. كان الأمر شخصيًا جدًا بالنسبة لي”.
وتابعت “إنه أمر مضحك لأن الجميع يقارنني بأرازي لأنه كان موهوبًا جدًا، والجميع يقول: يا إلهي تذكريننا بهشام أزاري، هذا أمر لا يصدق. إنه شرف لي”.
وقالت جابر التي تواجه في الدور الثالث الأسبانية جاربينيي موجوروزا حاملة اللقب عام 2017، إنه كما ألهمها، تأمل في أن تُلهم النساء العربيات.
وقالت “صراحة لقد ألهمني كثيرًا وأحاول القيام بالشيء ذاته. أحب عندما أرى الفرنسيين معًا، الأميركيين، الأستراليين، وأشعر أنني أريد أن أرى هذا في بلدي”.
وأكدت جابر التي ستشارك في أولمبياد طوكيو الشهر المقبل “لا يهم إن كانت تونس أو مصر أو المغرب، أريد أن أرى المزيد من اللاعبات” من الدول العربية.
هناك عقبة واحدة ترغب في تخطيها، فشل أزاري في تجاوزها خلال مسيرته الناجحة.
قالت جابر التي حققت أفضل نتيجة لها في البطولات الكبرى عندما بلغت ربع نهائي أستراليا 2020 “أن أتمكن من تجاوز ربع النهائي من جراند سلام، هو أمر يجب أن أحققه”.
وتابعت “أفكر دائمًا مع كريم. كان من الصعب تجاوز ربع النهائي، لذا لقد شجعني على ذلك”.