كأس أوروبا.. فوز الـ “آزوري” منجم ذهب لاقتصاد إيطاليا
يعتقد وزير الاقتصاد الإيطالي دانييلي فرانكو أن يعود فوز منتخب بلاده بكأس أوروبا 2020، في المباراة النهائية على انجلترا بركلات الترجيح، بمنافع اقتصادية كبيرة لشبه الجزيرة.
ولم يكتفِ فرانكو بهذا القدر، بل إن الأمور بالنسبة له هي واضحة “وضوح الشمس” إذ شبّه فوز إيطاليا، في مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي، بـ “فوز أوروبا” على “الدولة التي قرّرت الخروج منها”، وأمل في أن يمنح هذا الانتصار “الثقة” لإيطاليا وأن “يرخي بتداعياته الإيجابية على الاقتصاد”.
أخرج اقتصاديون آلاتهم الحاسبة لتقييم الأثر الاقتصادي لفوز “أتزوري”، حيث يتوقع اتحاد كولديريتي، وهو الاتحاد الوطني للمزارعين، زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.7 في المئة، فيما رجحت شركة الاستشارات “براند فايننس” تأثيراً فورياً بقيمة 4 مليارات يورو.
ويستند اتحاد كولديريتي إلى دراسة أجراها مصرف “آيه بي أن- آيه أم آر أو” قدرت تأثير فوز المنتخب الإيطالي بكأس العالم عام 2006 بـ 0.7 في المئة من الناتج المحلي. حينها شهدت إيطاليا قفزة في صادراتها بنحو 10 في المئة في العام التالي، فيما انخفض معدل البطالة فيها بمقدار 0.7 نقطة إلى 6.1 في المئة.
ومن أجل الاحتفال بالفوز على منتخب “الأسود الثلاثة” بركلات الترجيح 3-2 بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، توجّهت مجموعة من المزارعين للترحيب بالـ “أتزوري” الأبطال خلال زيارتهم للقصر الرئاسي في روما الاثنين.
ويحسم اتحاد كولديريتي، الشكوك حول أنّ هذا الانتصار “سيزيد من هيبة إيطاليا، وسيروج أكثر لـ(صُنع في إيطاليا) في الأسواق الخارجية”.
يضاف إلى كل ذلك جرعة من الأمل حيث من المرجح أن يمنح هذا الانتصار أجنحة للسياحة التي هي في حالة سقوط حر منذ بداية تفشي فيروس كورونا، لكنها أظهرت مذاك علامات التعافي.
كما من المتوقع أن يزداد عدد الزوار الأجانب بنسبة 32 في المئة في الشهر الحالي وفي أغسطس المقبل. لكنه يبقى أقل من مستوى ما قبل كورونا، بحسب تقارير صادرة من اتحاد الغرف التجارية.
ومن المتوقع أن تزيد النشوة المحيطة بالفوز من معدل الإنفاق، لا سيما في قطاعي الطعام والشراب، مع زيادة متوقعة في استهلاك الكحول والتبغ، في النقل والترفيه والفنادق، وفقًا لاستطلاعات الشركة الاستشارية.
لكن حذار الخلط بين الأمر، إذ حذّرت سيمونا كاريكازولو خبيرة الاقتصاد الرياضي في جامعة لويس في روما “يجب أن نكون حذرين مع الأرقام، فمن المؤكد أن الناتج المحلي الإجمالي سيرتفع، لكن علينا أن نضع الأمور في نصابها، فسيكون أيضًا تأثير الانتعاش بعد الوباء”.
وأضافت لوكالة فرانس برس “إنها رسالة أمل عظيمة بعد الوباء، هي عرض استثنائي للعالم، بالتأكيد سيكون هناك تأثير إيجابي على الصادرات والسياحة”.
وقدّر دانييلي فرانكو أن النمو في إيطاليا، ثالث أكبر دولة اقتصادية في القارة الأوروبية، قد يتجاوز 5 في المئة هذا العام، بعد انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8.9 في المئة في عام 2020.
وضمن السياق ذاته، أشارت كاريكازولو إلى واقع بيع قمصان المنتخب الإيطالي على انه مصدر دخل “يشتري المشجعون قميص أتزوري لأنهم يشعرون أنهم جزء من الانتصار”.
نفدت القمصان الزرقاء الرسمية للمنتخب الوطني التي تنتجها شركة “بوما” للأدوات الرياضية وتباع مقابل 140 يورو، من الأسواق في اليوم التالي للنهائي، وفي بعض المتاجر حتّى قبل الموعد النهائي للعرس الكروي.
أما بالنسبة للاعبين الـ 26 ضمن قائمة المدرب روبرتو مانشيني، فضمن الفوز لهم نيل مكافأة قدرها 250 ألف يورو لكل منهم، وذلك بعد حصول الاتحاد المحلي للعبة من الاتحاد القاري “ويفا” على مبلغ قدره 28.5 مليون يورو جراء الفوز بكأس أوروبا.
وبحسب شركة “براند فاينناس”، من المتوقع أن تنمو عائدات رعاية “سكوادرا أتزورا” بمقدار 13 مليون يورو لتصل إلى 59 مليوناً سنوياً.
تابع المباراة النهائية على ملعب ويمبلي الشهير الّتي سلطت الضوء على بلدين حيث كرة القدم هي “الملك”، أكثر من 20 مليون مشاهد في إيطاليا، أو واحد من كل ثلاثة أشخاص، مقابل 30 مليوناً في إنجلترا.