نمر وأسد ومحيط.. أسماء أندية الكاميرون
يُعرف عن الكاميرون مستضيفة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم عشقها الكبير لكرة القدم، لكن ما قد لا يعرفه البعض هو الحيوية الموجودة في الدوري المحلي وتحديدًا من خلال أسماء أنديتها.
تتسم أسماء الاندية الكاميرونية بكونها خارجة عن المألوف، كـ “بانتير” الذي يعني النمر، الى “أوسيان” أي المحيط، مرورًا بـ “ليون بليسيه” ومعناه الأسود المُصابة أو الجريحة.
في بلاد “الأسود غير المروضة” كما يُطلق على المنتخب الكاميروني، تأسس ناد إسمه “كانون ياوندي” عام 1930.
وأخذ اسمه “من السلاح الذي استخدمه الفرنسيون للتغلب على الألمان الذين كانوا المستوطنين الأوائل للكاميرون خلال حرب 1914-1918″، كما يوضح جيرمان نويل إسينغ، رئيس القسم الرياضي في تلفزيون “سي آر تي في” الوطني.
يظل النادي “الأخضر والأحمر” من أعظم الأندية في تاريخ الكرة الكاميرونية، وحاز على لقب الدوري عشر مرات آخرها عام 2002، وتُوّج ايضًا بكأس الأبطال القارية ثلاث مرات (1971 و1978 و1980).
يُسمّى أيضًا بكانون “كبا كاوك” للدلالة على “ضجيج المدفع والمحاكاة الصوتية”، كما يشير جان بول أكونو، لاعب النادي الأسطوري.
ويُعدّ المنافس المحلي الأكبر لكانون هو نادي تونير كالارا في العاصمة ياوندي، الذي تم تأسيسه بعد أربع سنوات (1934) من قبل أحد مؤسسي نادي كانون القدامى، أومغبا زينغ الذي انفصل على خلاف مع ناديه الأول.
يوضح فيليب بوني مدير قناة “فيزيون 4” “كلمة كالارا تعني الكتاب بلغة الإيوندو +اللغة الكاميرونية+، وهذا الكتاب يجب أن يعلّم كرة القدم لنادي كانون”.
ويشير الصحافي في قناة “ناجا” جان-برونو تاني الى انّ “هذه الأسماء المرغوبة تترجم قوّة معينة”.
وتابع “النادي الموجود في قريتي بايانغام يسمى بيمان (فلفل)!”
على سبيل المثال، كان يُطلق في دوالا عاصمة الكاميرون الاقتصادية، على نادي كايمان في الأصل اسم “لون” أي القمر، قبل أن يتم تغيير الاسم بعد هزيمة على يد منافسه اللدود “ليوبار” (الفهد).
بدأت كرة القدم في الكاميرون في المدينة الساحلية حيث كان لكل حي ناديه الخاص، ومن بينهم نادي أوريكس الذي فاز بأول كأس لأبطال إفريقيا عام 1965، وأوريكس هو حيوان المها أي نوع من الظباء، وكذلك ليوبار (فهد) وكايمان (تمساح إستوائي).
لكنّ الفريق الأقوى في المدينة هو “أونيون” الذي أسّس عام 1955 في منطقة “نيو بيل” وتُوج بلقب الدوري خمس مرات وبطل إفريقيا مرة واحدة عام 1979.
يستذكر فرانك هابي رئيس النادي السابق في حديثه “لقد جاؤوا مما كان بوتقة انصهر فيها أناس من غرب الكاميرون، وتجار الهوسا من منطقة الساحل وبيتيس من الوسط”.
وأشار الى أنّ بوتقة الانصهار تلك تفسّر “الاتحاد والمصافحة على شارة النادي، والألوان البيضاء التي تمثل الأجنبي. في الملعب يصرخون +هيا أيها الأجانب+!”
في المنطقة الغربية، موطن شعب باميليكيه، توجد أيضًا أندية بأسماء رنانة.
وتُعدّ مدينة بافوسام التي تستضيف مباريات عدّة في كأس إفريقيا، هي موطن نادي راسينغ، الفائز باللقب أربع مرات وقد تأسّس عام 1958 من اندماج ناديين احدهما لينكس (الوشق) الكاثوليكي وديامان (الماس) البروتستانتي.
وتُعد المنطقة ذاتها هي أيضًا موطن لنادي إيغل رويال (النسر الملكي) في مدينة مينوا، وهو اسم النهر الذي يمرّ عبر بلدة دشانغ، وبامبوتوس في مبودا، العائد لمجموعة من البراكين.
ناد آخر هو “ليون بليسيه” أو الأسد المُصاب من منطقة فوتوني القريبة، بينما تم تسمية نادي فوفو من باهام، الذي مثل منتخب بلاده في دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم، على اسم الكهوف المقدسة في فوفو، وهو موقع حج لشعب باميليكيه.
تنتقل القائمة إلى نادي “كومبو سترايكرز” في الجزء الناطق باللغة الإنكليزية من البلاد، إلى نادي دراغون في ياوندي وأوسيان في المنطقة الساحلية كريبي.
لكن على مدى عشرين عامًا، كان أقوى ناد والأفضل تنظيمًا هو كوتونسبورت غاروا، حامل اللقب 16 مرة من دون أن يحرز اللقب القاري بعد الذي يعود أصل تسميته إلى مزارعي القطن في الشمال.
قد لا يبث إسم كوتونسبورت الخوف في خصومه بإعتماد الأسماء “القوية” لحيوانات مفترسة أو ما شابه كما اعتمدت اندية كثيرة عبر التاريخ في الكاميرون، ولكن في الوقت الحالي، يُعدّ النادي صاحب القوة الأكبر حتى إذا قورن بنادي كانون في فترات سابقة.