كسب مهاجم أنجيه الفرنسي سفيان بوفال ثقة مدرب منتخب بلاده المغرب ويأمل في تعزيزها، عقب قيادة “أسود الأطلس” إلى الفوز على غانا العريقة 1-صفر في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى لمنافسات النسخة 33 لكأس الأمم الإفريقية في كرة القدم بالكاميرون.
لم يكن النجم السابق لليل الفرنسي ضمن التشكيلة الأساسية لوحيد خليلودجيتش، بيد أن الظروف القاهرة التي عانى منها المغاربة قبل المواجهة خصوصا غياب الثلاثي الهجومي يوسف النصيري بسبب الاصابة وريان مايي وأيوب الكعبي بسبب فيروس “كوفيد-19″، أرغمت المدرب البوسني-الفرنسي على إشراكه أساسياً.
استغلّ بوفال (28 عامًا) فرصته جيداً وكان عند حسن ظنّ مدربه حيث أبلى البلاء الحسن في أغلب فترات المباراة، قبل أن يقتنص هدف الفوز بتواجده في المكان الصحيح لتسديد كرة من مسافة قريبة داخل المرمى الغاني.
كان بوفال أكبر المستفيدين من المباراة التي نال في نهايتها جائزة أفضل لاعب، فصحَّ عليه القول “مصائب قوم عند قوم فوائد”.
قال عقب المباراة “كنا عاقدين العزم على تحقيق الانتصار ونأمل أن نفوز في المباراة المقبلة ونسعد الجماهير المغربية”.
كسب بوفال ثقة مدربه الذي لم يتأخر في الإشادة بـ منقذه في المباراة الافتتاحية التي كانت في طريقها إلى تعادل سلبي مخيب، وقال في المؤتمر الصحافي “قلت له قبل المباراة: أنت من سيقودنا إلى الفوز في هذه المباراة”.
وأضاف “سفيان بوفال، خُضت الكثير من المحادثات معه، وذكَّرته بمهاراته الفنية العالية التي يمكن أن يقدّم بها الكثير الى المنتخب المغربي وحمَّلته مسؤوليتها”.
وأردف قائلا “لم يقدم الشيء الكثير بألوان المنتخب المغربي منذ أربعة أعوام، وسجّل هدفين في مباراتين” في إشارة إلى هدفه الدولي الأول عندما سجّل الرابع في مرمى غينيا (4-1) في تشرين الأول/أكتوبر الماضي في التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال قطر 2022، بكرة مقصية رائعة.
وقتها عبّر بوفال الذي دخل بديلا، عن غضبه من جلوسه على دكة البدلاء وكاد يتسبّب في مشكلة لولا تدخل زملائه الذين التفوا حوله ومنعوه من التعبير عن استيائه.
وتابع المدرب السابق للجزائر وساحل العاج واليابان “إنه يلعب بشكل مختلف عما يفعله في أنجيه، إنه يقاتل، ويتضامن، ويعود لمساندة زملائه. لم يتم التشكيك في موهبته أبدًا، ولديه جودة المراوغة. لكن عليك التسجيل في كرة القدم”.
صدم بوفال الجماهير المغربية عام 2015 عندما استدعاه مدرب المنتخب وقتها بادو الزاكي للمشاركة في تصفيات أمم إفريقيا 2017، حيث رفض الدعوة وطالب بمهلة لاتخاذ قراره النهائي باللعب للمغرب أو فرنسا.
لكنه عاد بعد عام تقريباً ليعلن اختياره ألوان أسود الأطلس بعد نصائح من مدرّب الاسود وقتها الفرنسي هيرفيه رينار الذي كان مدربا له في ليل.
عقدت الجماهير المغربية آمالا كبيرة على بوفال الذي لفت الأنظار بشكل بارز مع ليل، خصوصا مع اهتمام أندية باريس سان جرمان الفرنسي وتوتنهام الانكليزي وإنتر ميلان الإيطالي وجاره ميلان بالتعاقد معه، لكنه خيّب الآمال بانتقاله إلى صفوف ساوثمبتون الإنكليزي.
دفع ثمن تجربته المخيبة في صفوف الفريق الإنكليزي فغاب عن تشكيلة المغرب في المونديال الروسي، حتى أن ساوثمبتون أعاره إلى سلتا فيغو الإسباني موسم 2018-2019.
عاد بوفال إلى صفوف المنتخب المغربي للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية في مصر 2019، لكنه ودعها بذكرى مؤلمة حيث أهدر ركلة ترجيحية في الدور ثمن النهائي ضد بنين وخرج خالي الوفاض مع منتخب بلاده.
بعث بإشارات كبيرة ضد غانا للتأكيد على تصميمه في تعويض الخروج المخيب في النسخة الأخيرة ومساعدة “أسود الأطلس” في سعيهم إلى لقب قاري ثان بعد الأول عام 1976.
أكد بوفال أن منتخب بلاده لم يحقق أي شيء حتى الآن مطالبًا زملاءه “عدم الإفراط في الاحتفال والتركيز على البطولة لأن المشوار لا يزال طويلا”.
وتابع “لدينا منتخب جيد جداً. كنا نهدف إلى بدء هذه المباراة والمنافسة بشكل جيد. هذه ليست سوى البداية. لا يجب أن نتراخى. سنحتفل الليلة ولكن يجب أن نعود إلى تركيزنا غدًا”.
وأردف قائلا “إنها بطولة صعبة تتطلب تركيزا 100% إن لم يكن أكثر طيلة المباريات السبع المؤدية إلى اللقب”.