باريس سان جرمان يقترب من لقب لا منافسة عليه
يجد نادي باريس سان جرمان نفسه قريبا من إحراز لقبه السادس في آخر سبع مواسم من الدوري الفرنسي لكرة القدم، وقادرا على حسمه في نهاية الأسبوع الحالي، على درب ثنائية محلية تبدو في متناوله إلى حد كبير.
ويدخل نادي العاصمة الفرنسية مباراته، غدا الأحد، ضد ضيفه ستراسبورج في المرحلة الحادية والثلاثين (من أصل 38)، متقدما في الصدارة بفارق 20 نقطة عن ليل الثاني.
وسيحسم سان جرمان اللقب الثامن في تاريخه والثاني تواليا، في حال فوزه، الأحد، وعدم فوز ليل في المباراة التي يخوضها في وقت سابق من اليوم ذاته بضيافة رينس السادس.
وخاض ليل 30 مباراة حتى الآن في مقابل 29 لسان جرمان، وأي نتيجة غير الفوز تعني حسابيا فشل الفريق الشمالي في اللحاق بفريق العاصمة، في حال فوز الأخير على ستراسبورج، وسيصبح الفارق بينهما 23 نقطة (في حال خسارة ليل، أو 22 في حال تعادله)، في حين أن العدد الأقصى من النقاط التي يمكن لصاحب المركز الثاني تحقيقها في مبارياته السبع المتبقية، هو 21 نقطة.
وحسم لقب الدوري لصالح سان جرمان يؤكد فرض هيمنته المطلقة على المنافسات المحلية، وبلغ أيضا نهائي كأس فرنسا للمرة الخامسة تواليا، لمواجهة رين في 27 أبريل الحالي، بحثا عن لقبه الخامس تواليا أيضا.
فالفريق الذي يضم نجوما من طينة أغلى لاعب في العالم البرازيلي نيمار والمهاجم الواعد كيليان مبابي والأوروجوياني إدينسون كافاني، لم يخسر سوى مرة واحدة في الدوري هذا الموسم (أمام ليون 1-2 في فبراير)، وفاز في 26 من المباريات الـ29 التي خاضها حتى الآن.
لكن الخيبة الوحيدة لسان جرمان هذا الموسم كانت فشله مجددا في تخطي الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، بسقوطه على أرضه أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي 1-3، وتفريطه في تقدمه المريح ذهابا 2-صفر.
وفي حين لا يخفي مسؤولو باريس سان جرمان، المملوك من شركة قطر للاستثمارات الرياضية، أن هدفهم هي تحقيق نتائج أفضل في دوري الأبطال بعد الهيمنة على المنافسات المحلية، يبدو أن فشل المدرب الألماني توماس توخل في موسمه الأول في العبور إلى ربع نهائي المسابقة القارية على الأقل، لم تؤثر على العلاقة بين الطرفين.
وأشارت صحيفة “ليكيب” الفرنسية هذا الأسبوع الى أن توخل مدد عقده مع الفريق حتى العام 2021، في اتفاق يشمل زيادة راتبه بشكل “مريح”.
لكن المدرب الألماني اكتفى بالقول للصحفيين ردا على هذه التقارير “لا يمكنني أن أؤكد ذلك، علينا أن ننتظر بعض الشيء”.
وفي انتظار حسم لقب الدوري، وربما الثنائية في حال إضافة لقب الكأس أواخر الشهر الحالي، يواجه توخل سلسلة من الغيابات بسبب الإصابة في صفوف الفريق، تشمل الأرجنتيني أنخل دي ماريا وكافاني ونيمار، وانضم إليهم ماركينيوس لإصابته في نصف نهائي الكأس أمام نانت، الأربعاء، وهي المباراة التي فاز بها سان جرمان بثلاثية نظيفة.
وشكا توخل من الإصابات المتكررة في صفوف لاعبيه، مشيرا على سبيل المثال الى أن كامل التشكيلة التي انتقلت لمواجهة تولوز في المرحلة السابقة (1-صفر) تألفت من 14 لاعبا بدلا من 16 كما هي العادة.
أضاف “كان ينقصنا لاعبان على مقاعد البدلاء.. من غير الممكن إدارة اللاعبين (بدنيا). عدد منهم ندفع به (الى أرض الملعب) أكثر من اللازم. الأمر مؤسف لأننا نفتقد العديد من مفاتيح اللعب”.
وتابع “لكن الفريق يواصل تحقيق الفوز كل ثلاثة أيام.. هذا ما يظهر تعطشنا للفوز، وهذا بالنسبة إلي أمر استثنائي”.
الاستثنائي أيضا بالنسبة الى توخل هو لاعبه الواعد مبابي (20 عاما) الذي يظهر، على رغم صغر سنه، نضوجا ذهنيا “هائلا”، بحسب مدربه الذي يضيف “يريد تسجيل الأهداف دائما”، مقارنا إياه بسمك القرش لناحية انقضاضه السريع على أدنى فرصة لهز الشباك.
وتابع “هو لاعب استثنائي. عندما يشعر بإمكانية هدف، تجده حاضرا (أمام المرمى)”، مضيفا “هدفه التسجيل أكثر فأكثر، وتصرفه هذا استثنائي”.
ويتصدر الفرنسي المتوج مع منتخب بلاده في صيف العام الماضي بلقب مونديال روسيا، ترتيب هدافي الدوري المحلي هذا الموسم مع 27 هدفا.
ونال مبابي هذا الأسبوع إشادة من أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه الذي اعتبر أن في إمكانه الوصول الى عتبة الألف هدف في مسيرته، وذلك على هامش لقاء جمعهما في باريس، مساء الثلاثاء، تلاه بعد ساعات إدخال البرازيلي الى أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية لمعاناته من التهاب.
لكن توخل أعرب عن عدم تحبيذه مقارنة مبابي ببيليه، لاسيما من الصحافة الفرنسية. وأوضح “مقارنته ببيليه لا تساعده.. لا تفيد تركيزه”.