تن هاج يضع أياكس على مشارف نهائي تاريخي بدوري الأبطال
يملك نادي أياكس أمستردام تاريخا عريقا، لكن الفريق الهولندي يعمل لكتابة فصل مشرف عندما يحاول مع مدربه إريك تن هاج إحراز أول ثلاثية منذ أيام الأسطورة يوهان كرويف.
يوم الأحد ضمنت التشكيلة الفاتنة لتن هاج اللقب الأول بسحق فيلم 2 برباعية نظيفة في نهائي كأس هولندا لكرة القدم.
ويستأنف الصراع مع أيندهوفن على لقب الدوري نهاية الأسبوع الجاري، وحينذاك ربما يكون أياكس قد ضمن بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 1996.
يتقدم على توتنهام الإنجليزي 1-صفر، ويخوض الإياب على ملعبه مع تشكيلة صغيرة جدا، يتصدرها النجوم اليافعون ماتياس دي ليخت، فرنكي دي يونج ودوني فان دي بيك.
سَحَرَ أداء أياكس الجماهير بإقصائه عمالقة من الطراز الأول، على غرار ريال مدريد الإسباني حامل اللقب في آخر 3 سنوات، ويوفنتوس الإيطالي مع نجمه الجديد وأفضل لاعب في العالم خمس مرات البرتغالي كريستيانو رونالدو.
صحيح أن اللاعبين الموهوبين تصدروا العناوين، لكن عمل تن هاج، البالغ 49 عاما، كان لافتا، ولا يزال تقدّم فريقه مستمرا حتى الآن.
مسيرته كلاعب لم تكن لامعة إلى هذا الحد، إذ يملك في خزائنه لقب كأس هولندا 2001، عندما قاد لاعب الوسط تفنتي للفوز على أيندهوفن بركلات الترجيح.
قال سكوت بوث، زميله آنذاك في التشكيلة، لوكالة فرانس برس: “كان القائد، كان قدوة ومنحنا الكثير من الثقة”.
يتذكر بوث، المهاجم الاسكتلندي السابق الذي سجل من ركلة ترجيح في تلك المباراة، أن تن هاج “لم يكن لاعبا بمستوى عالمي، بل لاعبا جيدا جدا على صعيد الأندية”.
تابع: “كان وفيا للنادي ولزملائه، أحب اللعبة والتحدث بشأنها”.
كان تن هاج قريبا من فريد روتن مدربه في تفنتي، وبعد انتهاء مسيرته بعمر الثانية والثلاثين أصبح مساعده في أيندهوفن (2009-2012).
قبل ذلك، عمل مساعدا لـ ستيف ماكلارين في تفنتي، فساهم في إرساء الأسس للإنجليزي ليحرز لقب الدوري للمرة الأولى في عام 2010.
في هذه الأيام، ترسم طريقة لعبه مقارنات مع خطط الأسباني بيب جوراديولا.
قال الحارس الكاميروني أندري أونانا لفرانس برس: “عندما نخسر الكرة، يجب أن نستعيدها بسرعة”.
تابع: “يركز على هذا الأمر، يشرح لنا دوما أنه إذا امتلكنا الكرة يمكننا الضغط على أي خصم”.
في موسمه الأول كمدرب أصيل، ارتقى تن هاج مع فريق جو أهيد إيجلز إلى دوري النخبة، لكن تركه للعمل مع رديف بايرن ميونيخ الألماني في الدرجة الرابعة تزامن تواجده في بافاريا، مع أول سنتين لجوارديولا على رأس بايرن ميونيخ.
قال لصحيفة “بيلد” الألمانية: “أتذكر جيدا أنني عندما تركت دوري الدرجة الأولى الهولندي للتدريب في دوري الدرجة الرابعة في ألمانيا شكك كثيرون في هولندا (بهذه الخطوة)”.
تابع: “لم أندم أبدا على هذا القرار. العمل في ناد كبير مع شخصيات قوية مثل بيب جوارديولا أو ماتياس زامر (المدير الرياضي) كان بمثابة الفوز بجائزة اليانصيب”.
انتهز تن هاج الفرصة لمشاهدة تدريبات جوارديولا عن قرب، قبل العودة إلى “إيريديفيزييه” (الدوري الهولندي) مع أوتريخت في 2015.
بعد حلوله مرتين بين الخمسة الأوائل، والظهور في نهائي الكأس، وجد أياكس في تن هاج الرجل المناسب للحلول بدلا من مارسيل كايتسر المقال من منصبه منتصف الموسم الماضي.
ودّع أياكس، وصيف الدوري الأوروبي “يوروبا ليج” في 2017، المسابقات الأوروبية من أدوارها الأولى، لكن تن هاج قاده لاحقا إلى المركز الثاني في الدوري. بنى آنذاك أسس نجاح الموسم الجاري.
قال المهاجم الدولي السابق بيار فان هويدونك لقناة “نوس” إن: “ما يحققه مع هؤلاء اللاعبين الشبان لافت”، مضيفا: “أمثال دي ليخت، دي يونج وفان دي بيك تخرجوا للتو في الأكاديمية ويلعبون مثل المخضرمين. يستحق تن هاج تقديرا كبيرا”.
بحال أكمل أياكس المشوار الحلم وحقق الثلاثية الأولى منذ عام 1972، عندما كان كرويف “طائرا” في أرض الملعب، سيدخل تن هاج ضمن أساطير ناد ساهم بتخريج الكثير من الأسماء الرائعة.