بطولات عالميةكرة قدممنتخبات

منتخب مدغشقر يستمتع باللحظة رغم المشاكل خلف الكواليس

يعتبر جان روماريو باجيو راكوتواريسوا لاعب منتخب مدغشقر الذي ينافس ضمن المجموعة الثانية في بطولة كأس الأمم الأفريقية واحدا من الأسماء اللافتة في البطولة المقامة في مصر حاليا، لكن الأهم من ذلك هو تطور هذا المنتخب على عكس كل التوقعات.

وكان للاعب الوسط دور في تأهل مدغشقر إلى أول بطولة كبرى في تاريخها، ربما تأثرا باسمي روماريو وروبرتو باجيو المشهورين اللذين كان كل منهما يلعب في صفوف أحد طرفي نهائي كأس العالم 1994 بين البرازيل وإيطاليا.

وقال اللاعب لشبكة (ئي.إس.بي.إن) في الفترة الأخيرة متحدثا عن اسمه: “هكذا قرر والداي. لا أعرف بالضبط سبب ذلك. لكن روماريو وباجيو كانا من أفضل اللاعبين في العالم (في كأس العالم 1994 التي فازت بها البرازيل بركلات الترجيح)”.

وظلت مدغشقر حتى وقت قريب من الدول المتواضعة في كرة القدم، لكنها فاقت التوقعات وانتزعت التعادل 2-2 أمام غينيا، في مباراتها الافتتاحية، وستواجه بوروندي التي تشارك هي الأخرى في البطولة لأول مرة، يوم الخميس المقبل. وإذا فازت ستزيد من فرصها للتأهل لدور الستة عشر.

وقبل خمس سنوات فقط؛ تراجع ترتيب مدغشقر لتحتل المركز 187 من إجمالي 211 دولة في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد الخروج المتكرر من تصفيات كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم من مرحلة المواجهات التمهيدية.

وكان من بين تلك النتائج الخسارة القاسية بنتيجة 7-1 بمجموع المباراتين أمام الرأس الأخضر في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2013، والهزيمة أمام غينيا الاستوائية 4-1 في تصفيات كأس العالم 2014.

وبدأت حظوظ مدغشقر، المعروفة بطبيعتها البرية الفريدة، تتحسن في كرة القدم بعد تعيين الفرنسي نيكولا ديبوي مدربا للمنتخب في 2017.

وأمضى ديبوي، مثل لاعبيه، معظم مسيرته الكروية لاعبا أو مدربا في أندية فرنسية متواضعة، حيث قضى خمس سنوات مع أحد فرق الدرجة الرابعة في فرنسا.

وعقب توليه المهمة بدأ ديبوي، البالغ من العمر 51 عاما، يعمل بسرعة على ضم لاعبين يعيشون خارج البلاد. ويلعب بين صفوف منتخب مدغشقر، المكون من 23 لاعبا ويخوض البطولة حاليا في مصر، ستة لاعبين ولدوا في فرنسا، وعشرة يلعبون في أندية فرنسية.

وينتشر لاعبون آخرون في دول مختلفة في السعودية ومصر والجزائر وجنوب أفريقيا وتايلاند والجزائر وبلغاريا والولايات المتحدة.

واستفادت مدغشقر أيضا من قرار الاتحاد الأفريقي للعبة، برئاسة أحمد أحمد، وهو أيضا من مدغشقر، بتوسيع البطولة لتضم 24 فريقا بدلا من 16.

مشاكل خلف الكواليس

حدث كل هذا التطور في أداء منتخب مدغشقر رغم المشاكل خلف الكواليس.

ففي نوفمبر 2018 تدخل الفيفا في اتحاد كرة القدم المحلي، وادعى أن الانتخابات لم تجرِ بشكل صحيح، وكون لجنة لإدارة شؤون اللعبة.

ويعاني أحمد أحمد حاليا من مشاكل في رئاسته للاتحاد القاري.

وفي خطوة لا سابق لها تولى الفيفا إدارة شؤون الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في أعقاب مزاعم فساد، وبدأت لجنة القيم التابعة للفيفا تحقيقا في أمور تتعلق برئيس الاتحاد الأفريقي.

ولم يرد أحمد أحمد، وهو نائب رئيس الفيفا، على طلبات من رويترز للتعليق على الادعاءات الموجهة ضده.

ورغم كل هذه المشاكل؛ واصل ديبوي عمله لكنه شكا من أن الاتحاد يبدأ مشروعات ثم يخفق في إتمامها حتى النهاية.

ونقلت النسخة الفرنسية لموقع (جول دوت كوم) العام الماضي عن المدرب قوله: “حاولنا إطلاق أكاديمية لكن المشروع فشل. الأمور تبدأ هنا بشكل جيد لكنها تترك لتنهار لاحقا”.

وكان التأهل لبطولة كأس الأمم الأفريقية أهم إنجازات المدرب مع الفريق.

وقال: “التأهل لكأس الأمم الأفريقية إنجاز مهم خاصة في بلد لم يسبق له تحقيق هذا الأمر من قبل. لم أبلغ هذا المستوى من قبل”.

وأضاف أن مشاهدة أداء فريقه أمام غينيا منحه قوة دفع. وأوضح: “جئنا لنلعب دون أي تعقيدات. علينا العمل حتى نقول لأنفسنا إن بإمكاننا التأهل لدور الستة عشر”.

زر الذهاب إلى الأعلى