لم يتردد جمال بلماضي المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة القدم في وصف أليو سيسيه المدير الفني للمنتخب السنغالي بأنه “صديق” ، مشيرا إلى أن المواجهة معه غدا الجمعة في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية الثانية والثلاثين المقامة حاليا في مصر سيكون أمرا مدهشا ورائعا.
ويلتقي المنتخبان الجزائري والسنغالي غدا على استاد القاهرة الدولي حيث يتصارع الفريقان على اللقب في مواجهة لن تكون الأنظار فيها مسلطة فقط على اللاعبين داخل المستطيل الأخضر وإنما سيجتذب بلماضي وسيسيه قدرا كبيرا من الاهتمام من قبل المتابعين للبطولة.
وكتب كلا المدربين شهادة نجاح حقيقية له في البطولة الحالية حيث تركا بصمة رائعة مع فريقيهما وأكدا جدارتهما ببلوغ المباراة النهائية ولم يعد أمام أي منهما سوى خطوة واحدة نحو منصة التتويج باللقب.
وتجتذب المواجهة بين بلماضي وسيسيه اهتماما بالغا لن يقتصر على المتابعين للبطولة داخل القارة السوداء وإنما أيضا خارجها حيث يحظى المدربان بقدر من الشهرة على مستوى الكرة الأوروبية بعدما لعب كل منهما سابقا في أكثر من ناد أوروبي.
المباراة الخامسة بين مدربين وطنيين
وعندما يخوض الفريقان مباراة الغد ، ستكون هذه هي المباراة النهائية الخامسة التي تشهد مواجهة بين مدربين وطنيين حيث اقتصر هذا على أربع نسخ سابقة فقط من بين 31 نسخة أقيمت حتى الآن في تاريخ البطولة الأفريقية.
وكانت أحدث هذه المواجهات السابقة عندما قاد المدرب المصري الراحل محمود الجوهري منتخب بلاده للفوز على نظيره الجنوب أفريقي 2 / صفر بقيادة المدرب الوطني جومو سونو.
كما فاز المنتخب الغاني في 1978 بقيادة مدربه الوطني فريد أوسام دودو على نظيره الأوغندي بقيادة المدرب الوطني بيتر أوكي وفاز المنتخب الغاني في 1965 بقيادة مديره الفني الشهير تشارلز جيامفي على المنتخب التونسي بقيادة مختار بن ناصف.
أما أول مباراة نهائية شهدت مواجهة بين مدربين وطنيين في هذه البطولة فكانت في نسخة 1962 عندما فاز المنتخب الإثيوبي بقيادة المدرب الوطني إدنيكاتشو تيسيما 4 / 2 على نظيره المصري بقيادة المدرب الوطني محمد الجندي.
بلماضي وسيسيه.. مسيرة نجاح متشابهة
وبخلاف المسيرة الناجحة لكليهما ووصوله إلى المباراة النهائية المقررة غدا ، تتعدد أوجه الشبه بين المدربين حيث احتفل كل منهما في آذار/مارس الماضي بعيد ميلاده الثالث والأربعين علما بأن الفارق بين مولديهما يوم واحد فقط حيث ولد سيسيه في 24 آذار/مارس 1976 وولد بلماضي في اليوم التالي.
كما بدأ كل منهما مسيرته الاحترافية في فرنسا حيث لعبا لأكثر من ناد بفرنسا ويحمل كل منهما الجنسية الفرنسية إلى جانب جنسية بلده الأصلي كما انتقل كل منهما للعب في إنجلترا.
وخلال مسيرتهما كلاعبين ، التقى بلماضي وسيسيه أكثر من مرة لكن المواجهة بينهما غدا كمدربين ستكون الأكثر أهمية علما بأن المواجهة الوحيدة السابقة بينهما كمدربين كانت قبل نحو ثلاثة أسابيع عندما فاز المنتخب الجزائري على نظيره السنغالي 1 / صفر في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول للبطولة الحالية.
ورغم مسيرتهما الرائعة كلاعبين في عدد من أكبر الأندية بفرنسا وإنجلترا ، لم يحظ أي من بلماضي وسيسيه بمسيرة دولية طويلة مع منتخب بلاده حيث اقتصرت مسيرة بلماضي الدولية على نحو 20 مباراة خلال الفترة من 2000 إلى 2004 واقتصرت مسيرة سيسيه الدولية على نحو 35 مباراة من 1999 إلى 2005.
وكان سيسيه أحد نجوم الفريق الذي بلغ نهائي البطولة في 2002 بمالي لكنه خسر مع الفريق أمام الكاميرون بركلات الترجيح في النهائي حيث كان أحد ثلاثة لاعبين أهدروا ركلات الترجيح للمنتخب السنغالي ليتبدد حلم الفريق في الفوز باللقب الأفريقي للمرة الأولى.
والآن ، تبدو الفرصة سانحة أمام سيسيه لقيادة المنتخب السنغالي إلى لقبه الأول إذا نجح في الفوز على الخضر غدا. وإذا خسر النهائي ، فإنها ستكون ثاني أكبر صدمة له في مسيرته مع كرة القدم بعد صدمة نهائي 2002 كلاعب.
وفي المقابل ، يأمل بلماضي في قيادة الخضر للقب الأفريقي الثاني في تاريخ الفريق وهو الأول له خارج ملعبه حيث كان اللقب الوحيد السابق للخضر عندما فاز بنسخة 1990 على أرضه.
الجزائر والسنغال.. أسلوب لعب مختلف
ورغم التشابهات العديدة بين بلماضي وسيسيه ، يختلف أسلوب كل منهما في قيادة فريقه من خارج الخطوط حيث يلتزم سيسيه الهدوء والصمت في معظم الأحوال ويراقب لاعبيه بتأن شديد ويتدخل عند الحاجة لإعطاء تعليمات مهمة فقط معتمدا على خبرة لاعبيه.
وربما يكون السبب في هذا الهدوء هو التفاهم الشديد بين سيسيه ولاعبيه حيث قضى مع الفريق عدة سنوات وكان مدربا مساعدا بالفريق من 2013 إلى 2015 ثم تم تصعيده ليكون مديرا فنيا للفريق في 2015 ما يعني أن الفريق يتسم بالاستقرار الفني والتفاهم الواضح مع رؤية سيسيه.
وفي المقابل ، يتسم بلماضي بالنشاط والحركة المستمرين بجوار خط الملعب حيث لا يهدأ ويحرص على إعطاء التعليمات بشكل مستمر وقد يكون هذا نابعا من توليه المسؤولية قبل شهور قليلة وبالتحديد في مطلع آب/أغسطس 2018 ما يعني أنه يحتاج إلى توجيه لاعبيه بشكل مستمر لحين تفهم رؤيته الفنية والخططية.