الأهلي يعزف للمتعة وعينه على استرداد اللقب الأفريقي
يبدو أن الأهلي قرر بالفعل فتح صفحة جديدة لإمتاع جماهيره، بعد فترة طويلة من الأداء المهتز، والنتائج المتوسطة، وخسارة الألقاب الافريقية.
وغابت البطولات الأفريقية عن الأهلي طويلا منذ آخر لقب له في كأس الاتحاد الأفريقي في 2014.
كما استعصى عليه اللقب التاسع في دوري أبطال أفريقيا منذ آخر مرة توج به في 2013، رغم وصوله إلى النهائي مرتين، ليخسر أمام الترجي في 2018 والوداد المغربي في 2017.
وبعد طول معاناة استمتعت جماهير الأهلي أخيرا بأداء مختلف من فريقها، بفوز كبير على الإنتاج الحربي برباعية أمس الأربعاء في الدوري المصري الممتاز.
وأهدر الأهلي فرصا كثيرة في عرض قوي رفع سقف الطموحات تحت قيادة المدرب الجديد السويسري رينيه فايلر.
حكاية فايلر
استهل الأهلي الموسم الجديد بقرار جرئ حيث أقال المدرب مارتن لاسارتي القادم من أوروجواي، بعد الخروج من دور الستة عشر لكأس مصر رغم فوزه قبلها بعدة أيام بلقب الدوري.
وسقط الأهلي في حيرة وهو يبحث عن مدرب جديد، حتى استقر على فايلر وسط انتقادات كبيرة لمجلس الإدارة بداعي أن التعاقد مع “مدرب يملك سيرة ذاتية متواضعة لا يمثل طموحات الفريق في المنافسة على الألقاب الأفريقية والمحلية”.
ودرب فايلر نورمبرج بدوري الدرجة الثانية الألماني، وفاز مع أندرلخت بلقب الدوري البلجيكي موسم 2016-2017، وتأهل معه إلى دور الثمانية في الدوري الأوروبي قبل الخروج أمام مانشستر يونايتد الذي توج باللقب لاحقا.
وكانت تجربته الأخيرة مع لوزيرن السويسري الموسم الماضي.
ولم يحظ فايلر بمسيرة كبيرة كلاعب، حيث لعب لبعض الأندية في بلاده أبرزها زوريخ، وخاض مباراة دولية واحدة مع منتخب سويسرا.
ودار سجال كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين جماهير الأهلي التي لم تكن راضية عن الاختيار، في الوقت الذي طالب فيه مسئولو الأهلي المشجعين بالصبر على المدرب ومنحه الفرصة والثقة.
وترجمت إدارة الأهلي طموح المشجعين عندما وضعت بندا يسمح بفسخ التعاقد في حال الإخفاق في الفوز بالدوري المحلي أو دوري الأبطال.
وأرجع طه إسماعيل، الخبير والمحلل الكروي، الفضل في نتائج الأهلي الجيدة مؤخرا إلى المدرب السويسري.
وأضاف إسماعيل الذي عمل رئيسا للجنة التخطيط بالأهلي التي تعاقدت مع فايلر: “لم نتعاقد مع مدرب كبير يرتدي بدلة ويجلس على الدكة (مقعد البدلاء) فقط، بل عملنا على اختيار مدرب ميداني له تعامل مباشر ومترابط مع اللاعبين، خاصة أن اللاعبين في مصر والعالم العربي لديهم نواقص تحتاج إلى سدها”.
ويبدو أن نظرة إسماعيل كانت صائبة بعد أن نجح فايلر في تغيير أداء لاعبي الأهلي، وتحقيق نتائج أكثر من رائعة، في فترة لم تتجاوز شهرا واحدا.
وقاد فايلر الأهلي في خمس مباريات، منها مباراتان أمام كانو سبورت ممثل غينيا الاستوائية في دور الـ 32 لدوري أبطال أفريقيا وفاز فيهما 2-صفر خارج الأرض و4-صفر على ملعبه.
كما فاز بلقب كأس السوبر المصرية بعد تغلبه على الزمالك، وعاد ليفوز مع الأهلي في مباراتين بالدوري على سموحة 1-صفر ثم على الإنتاج الحربي 4-صفر.
تطوير الأداء وتدوير اللاعبين
شهد أداء لاعبي الأهلي تغييرا ملحوظا في الفترة الأخيرة، خاصة الجناح رمضان صبحي والنيجيري جونيور أجايي وحسين الشحات، حيث زادت فعالية الثلاثي بعد أن عابهم البطء الشديد وإهدار الفرص قبل وصول فايلر.
وأحرز هذا الثلاثي ثلاثة أهداف في مباراة الإنتاج الحربي، كما هز الشباك في مباراة السوبر أمام الزمالك، وأيضا أمام كانو سبورت بدوري الأبطال.
وتفوق المدرب السويسري من خلال استخدام كل الأوراق المتاحة لديه من لاعبين، فيما يسمى بعملية “التدوير”، فأصبح لا فرق عنده بين لاعب أساسي أو بديل.
وقال فايلر عقب الفوز على الإنتاج الحربي “الجهاز الفني يتعامل مع كل مباراة بشكل مستقل ومختلف، ولا يمكن الحديث عن ثبات تشكيلة الفريق.. لكل مباراة ظروفها، وهدف الجهاز الفني هو توفير بدائل جاهزة في كل مركز، خاصة أن الأهلي يخوض عددا كبيرا من المباريات في فترة زمنية قصيرة”.
وبات التحدي الكبير أمام فايلر هو مواصلة الانتصارات، سواء محليا أو أفريقيا، فيما تترقب جماهير الكرة المصرية ما سيقدمه المدرب أمام ميلوتين سريدويفيتش (ميتشو) مدرب الزمالك، عندما يلتقيان مجددا في منتصف أكتوبر الجاري، في الجولة الرابعة للدوري، بعد أن باتت المقارنات دائرة وساخنة منذ أول يوم لوصول فايلر وميتشو، وأيهما سيحقق التفوق على حساب الآخر.