ميسي ضد ليفاندوفسكي.. فرسا الرهان في موقعة الأبطال
“حرب الكلام الآن.. حرب الصحافة الآن.. ولكن حرب الأقدام.. يمشي ميسي”.. جملة شهيرة قالها الملعق التونسي عصام الشوالي عندما كان يعلق علي مباراة برشلونة الإسباني ضد بايرن ميونيخ الألماني، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2015، والتي انتهت بفوز البارسا بثلاثية نظيفة منها هدفان للأرجنتيني ليو.
حرب الأقدام ستبدأ غدًا، الجمعة علي ملعب النور في لشبونة بالبرتغال بينهم، مجددًا.. ولكن هذه المرة في دور ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، في ثوبه الجديد المؤقت بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة، علي ملعب محايد، بسبب فيروس كورونا.
منافسة خاصة وشرسة بين عملاقين من طراز رفيع المستوي: الأرجنتيني ليونيل ميسي والبولندي روبرت ليفاندوفسكي.. مهاجم الفريق الألماني وظيفته تسجيل الأهداف، وربما في بعض الأحيان يصنع ولكن ليس كثيرًا.
بينما ميسي لاعب شامل يسجل تارة ويصنع تارة، ويراوغ تارة، وتارة تجده عند منطقة جزاء فريقه يستقبل الكرة ويخرج بها إلي وسط الملعب لخلق فرص جديدة.
نبدأ بالمهاجم البولندي الذي يقدم أفضل مستوياته، ويعد من أفضل المهاجمين في أوروبا والعالم في الوقت الراهن، حيث سجل 34 هدفًا في الدروي الألماني في 31 مباراة شارك فيها، وهو أكثر لاعب غير ألماني يسجل في موسم واحد.
علي الجانب الآخر؛ حصد ليو ميسي لقب هداف الدوري الإسباني، برصيد 25 هدفًا في 33 مباراة، لكنه لم يقدم المستوي المتعارف عليه مقارنة بالموسم الماضي، فهو أقل رقم تهديفي في مسيرته منذ اكثر من 12 عامًا.
وفي جميع المسابقات التي لعب لها الثنائي هذا الموسم يتفوق البولندي بفارق طفيف في المساهمات التهديفية، لعب 44 مباراة وسجل 53 هدفًا، بمعدل هدف في كل 73 دقيقة، وصنع 8 تمريرات حاسمة، ومن ضمن أهدافه 13 هدفًا في البطولة الأعرق أوروبيًا في 7 مباريات فقط تصدر بهم البطولة.
وفي المقابل؛ سجل ميسي 31 هدفًا في كافة المسابقات خلال 43 مباراة، بمعدل هدف كل 120 دقيقة، بجانب صناعة 25 هدفًا، ليكون مساهمًا في 56 هدفًا، بأقل 5 أهداف فقط عن ليفاندوفسكي.
امتيازات الثنائي في التسجيل
صوّب ليفاندوفسكي 140 تسديدة في البوندسليجا، ما يعني أنه يسجل من كل 4.1 محاولة على المرمي هدفًا واحدًا، في حين صوّب ميسي 115 تسديدة في الليجا، بواقع هدف كل 4.6 محاولة.
وجاءت أغلبية أهداف البولندي بالقدم اليمني التي يمتاز بالتسديد بها، وبعض أهدافه بالرأس ولكن من مسافة قريبة من المرمي، بينما ميسي تأتي معظم أهدافه، إن لم يكن جميعها، بالقدم اليسري الفتاكة لمعظم حراس العالم، وليس بسبب قوتها بل لدقتها، حيث يعرف أين يُسكن الكرة في أي مكان من المرمي.
نجد أن أهداف ليفاندوفسكي الـ 53 منها 36 هدفًا بالقدم اليمني يعني بنسبة 68%، في حين الـ 31 هدفًا لميسي منها 28 بالقدم اليسري يعني بنسبة 90%، الفارق الكبير واضح لامتياز ميسي في استغلال قدمه اليسري، في حين الـ 3 أهداف المتبقية بالقدم الأضعف اليمني يعني بنسبة 10%، في حين 5 أهداف لليفاندوفسكي بالقدم اليسري بنسبة 9%، و12 بالرأس بنسبة 23%، وسجل ليو من ركلات حرة أكثر، حيث سجل 5 أهداف مقابل هدف واحد فقط لليفاندوفسكي.
مقارنة كاسحة لميسي علي ليفاندوفيسكي في صناعة الأهداف
كلا اللاعبين بارعان في إنهاء الفرص، ولكن ماذا عن صناعتها؟ هذا هو المكان الذي تمسك فيه ميسي باليد العليا، حيث صنع 25 تمريرة حاسمة، خلال 43 مباراة، من بينها 21 أسيست في الليجا، كأكثر من صنع في موسم واحد، و 3 في دوري الأبطال، وصناعة هدف واحد في كأس الملك.
مهارة ليفاندوفسكي في الوجود بالمكان المناسب في الوقت المناسب للحصول على اللمسة الحاسمة من أجل التسجيل، لذلك من الطبيعي أن نرى أن لديه عددًا أقل من التمريرات برصيد 8 أهداف، 4 في البوندسليجا، ومثلهم في الأبطال.
كلاهما فرس الرهان في هذه المواجهة المفتوحة علي كل الاحتمالات.. التكهنات تصب لصالح الفريق الألماني بطل ثنائية الدوري والكأس، بينما يري مشجعو كرة القدم أن برشلونة علي حافة الهاوية وسيخرج هذا الموسم دون أي ألقاب، ولكن الأمل معقود علي صانع البسمة والسعادة دائمًا ليونيل ميسي.. فمن سينتصر علي من؟ ساعات قليلة ستمر وستجيب الـ 90 دقيقة وربما الـ 120 دقيقة إذا استمر التعادل، وفي الأخير ستكون ركلات الترجيح هي الفيصل.