ميار شريف.. من نصيحة محمد صلاح إلى النجومية في بطولة أستراليا
كتبت: سارة الشلقاني
استمعت ميار شريف لنصحية محمد صلاح، نجم ليفربول وأصبحت، اليوم الثلاثاء، أول مصرية تبلغ الدور الثاني من البطولات الأربع الكبرى للتنس، بفوزها على الفرنسية كلوي باكيه 7-5 و7-5 في الدور الأول من بطولة أستراليا في ملبورن.
وخاضت ميار أولى مبارياتها في البطولات الكبرى في رولان جاروس العام الماضي، وخسرت بصعوبة أمام التشيكية المصنفة ثانية كارلوينا بليشكوفا بثلاث مجموعات.
وحصلت لاعبة التنس المصرية على عقود رعاية، بالإضافة إلى دعم من رجل الأعمال نجيب ساويرس، ومن خلالها حصلت على فرصة اللقاء محمد صلاح، عبر الفيديو، وطلبت منه بعض النصائح لتطوير مسيرتها.
وقال صلاح لها: “عندما كنت صغيرا، لم أكن أتوقع أن أصبح بين الأفضل في العالم، لكن توقعت أن أقوم بعمل جيد في مصر”.
وعن تعامله مع الضغوط والتوقعات، أضاف صلاح للاعبة الصاعدة بقوة: “بداية كانت الأمور أصعب، لكن مع الوقت اعتدت على الموضوع. بدأت أعمل على تحسين قوتي الذهنية، ما سمح لي الاستفادة أكثر في كرة القدم”.
واختتم النجم العالمي: “أريد أن أظهر للناس أني منحتهم الأمل وقمت بشيء لم يحدث سابقا في بلدنا”.
وردت ميار شريف على الفرعون: “لقد وصلت النصيحة”.
وُلدت ميار شريف في 5 مايو 1996 في القاهرة، تعرفت إلى التنس في عمر الرابعة من خلال والديها، ولها ثلاث شقيقات: روان وداليا ورنا.
حصلت ميار على شهادة العلوم في الطب الرياضي من جامعة بيبرداين من ماليبو-كاليفورنيا في الولايات المتحدة، وتتحدث الإنجليزية والفرنسية والأسبانية، وتهوى ميار الاستماع إلى العزف على الطبول وترغب في ممارستها يومًا ما.
أمضت أربع سنوات تشارك في بطولات الجامعات في الولايات المتحدة، وكان 2019 أول موسم احترافي لعاشقة النادي الأهلي ولاعبة الشرطة سابقا.
ومنذ كانت في عمر السادسة عشرة وهي تتدرب مع الأسباني خوستو جونزاليس مارتينيز في إلتشي.
وفي أكتوبر تحدثت في مقابلة تلفزيونية عن حياتها في أسبانيا وقالت: “يومي متعب، والطعام الصحي بالنسبة لي مهم جدًا لتفادي الإصابات. أذهب باكرًا إلى صالة اللياقة البدنية في الثامنة والنصف صباحا للإحماء قبل التمارين التي تدوم حتى 6 ساعات يوميا. أستيقظ قبل نحو ساعتين لتحضير الطعام علمًا بأني أعشق المطبخ المصري”.
وبشعرها المجعّد وصرخاتها التشجيعية “يلا” في أرض الملعب؛ فازت في ثلاث مباريات في تصفيات بطولة أستراليا التي أقيمت في دبي بسبب فيروس كورونا لتبلغ الدور الرئيسي.
ميار، المصنفة 131 عالميا، كسرت إرسال خصمتها باكيه المصنفة 187 عالميا، اليوم الثلاثاء، قبل أن تصل إلى شوط فاصل “تاي بريك” وتحسم المجموعة الأولى 7-5 في 45 دقيقة، وكررت ذلك في المجموعة الثانية التي شهدت ندية كبيرة لتنهي المباراة بعد ساعة و41 دقيقة.
وكانت ابنة الـ24 عاما تشارك للمرة الأولى في القرعة الرئيسية للبطولة الأسترالية، بعد أن ودعت من التصفيات الموسم الماضي، فيما انتهت مشاركتها الأخرى في الجراند سلام عند الدور الأول العام الماضي أيضا في رولان جاروس.
وحصلت ميار على فرصة إضافية لبلوغ الدور الثالث كونها ستلاقي السلوفينية كايا يوفان القريبة منها في التصنيف العالمي (104) والفائزة على البريطانية جوهانا كونتا، الثالثة عشرة، بعد انسحاب الأخيرة عندما كانت تتقدم 6-4 و0-2.
وستصبح ميار شريف أول مصرية تشارك في الألعاب الأولمبية؛ بعد إحرازها ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأفريقية 2019 في المغرب، إلى جانب مواطنها محمد صفوت المتوج بذهبية الرجال.
وتأمل ميار أن تسير على خطى التونسية أنس جابر (26 عاما) التي أصبحت معتادة على تخطي الأدوار الأولى في البطولات الكبرى، وكانت أبرز نتائجها بلوغ ربع نهائي أستراليا العام الماضي. كما تأمل في تكرار نتائج مواطنها إسماعيل الشافعي الذي كانت أفضل نتائجه بلوغ ربع نهائي ويمبلدون في 1974.
وقالت لصحيفة “ذا ناشونال” الأسبوع الماضي: “أحاول أن أصل إلى أعلى مستوى قبل أن أذهب إلى الأولمبياد. أعتقد أن تأجيل الأولمبياد صب في مصلحتي. أصبحت لاعبة مختلفة بين بداية السنة الماضية ونهايتها”.
وأضافت اللاعبة المولودة في القاهرة، والحالمة بانتشار التنس في مصر: “سيكون حلما أن أحرز ميدالية. فترة كورونا ساعدتني كثيرا على العمل من الناحيتين الجسدية والتقنية. لا تحصل على هذا الوقت الكبير لتعمل على أشياء تقنية إلى هذا الحد. استفدت من الوقت وبعد فترة تحققت النتائج”.
وتابعت: “كنت مصنفة 160، 170 عالميا، وعرفت أني أملك المستوى. مدربي بقي يقول لي صبرًا، صبرًا، انتظري.. لكني اعتقدت أن النتائج لن تأتي”.
وعن شهرتها المتزايدة في مصر تقول: “أن ينظر إليّ الجيل الصاعد بهذه الطريقة ويقول لي إنه يريد السير على خطاي، فهذا أمر جميل جدا، لأني أشعر بأن ذلك لم يحصل سابقا للاعب تنس في مصر”.