بطولات عالميةكرة قدممنتخبات

كأس أوروبا.. إنجلترا أظهرت ثقة وقوة الفرق المرشحة للقب

وضع منتخب إنجلترا الحذر والخوف جانبًا ليقدم أداءً مفعمًا بالثقة التي تقترب من التبختر، وسحق أوكرانيا 4-0، أمس السبت، ليبلغ قبل نهائي كأس أوروبا، وبدا كأحد المرشحين الحقيقيين لإحراز اللقب.

وربما يقدم منتخب الدنمارك، منافس إنجلترا التالي، يوم الأربعاء، اختبارًا أصعب مما قدمته أوكرانيا في الاستاد الأولمبي، كما سيكون النهائي ضد أسبانيا أو إيطاليا مختلفًا تمامًا، ولكن إذا كانت هناك أي شكوك حول مؤهلات المنتخب الإنجليزي، فقد تم الرد عليها في روما.

وأحرز هاري كين هدفين ليضع حدًا للشكوك التي أثيرت حول مستواه الباهت في دور المجموعات، ولكن من الدفاع إلى الهجوم لعب المنتخب الإنجليزي بثقة وتوازن.

واهتم قلبا الدفاع جون ستونز وهاري مجواير بواجباتهما الدفاعية، لكن قدما أيضًا أداءً راقيًا وهادئًا بالكرة.

وكان الظهير الأيسر لوك شو رائعًا، وشن حملات مستمرة على الجناح، وأرسل تمريرتين عرضيتين جاء منهما هدفين بالرأس عبر مجواير وكين.

وصنع رحيم سترلينج من الجناح الأيسر الهدف الأول الذي سجله كين في الدقيقة الرابعة، وشكل تهديدًا مستمرًا لدفاع أوكرانيا بتحكمه في الكرة وانطلاقاته إلى قلب الملعب من الجناح.

وعلى الجانب الآخر، أظهر جيدون سانشو في مباراته الأولى بالبطولة لمسته الرشيقة وسرعته وتحركاته الذكية، مما أوضح سبب إنفاق مانشستر يونايتد ما يزيد على 70 مليون جنيه إسترليني لضمه من بروسيا دورتموند.

ومع التقدم بثلاثة أهداف بعد مرور 50 دقيقة، كان بوسع المدرب جاريث ساوثجيت إخراج اللاعبين الذين يواجهون إيقافًا محتملًا بسبب الإنذارات، ولكي يُظهر أيضًا حجم الخيارات المتاحة أمامه.

وشارك جوردان هندرسون، الذي لم يلعب كثيرًا في ظل عودته من الإصابة، وسجل على الفور هدفه الدولي الأول في مباراته الدولية 62.

كما شارك ماركوس راشفورد ودومينيك كالفرت لوين في الهجوم، وحصل جود بلينجهام البالغ من العمر 18 عامًا على بعض الدقائق أيضًا في وسط الملعب.

كل ذلك وبقي الموهوبان جاك جريليش وفيل فودن على مقاعد البدلاء، في مؤشر حقيقي على قوة تشكيلة ساوثجيت.

كان أداء إنجلترا في دور المجموعات وخلال الفوز 2-0 على ألمانيا في دور الستة عشر منظمًا وفعالًا، لكن بمجرد أن هز مجواير الشباك ليجعل النتيجة 2-0 في بداية الشوط الثاني بدأت الجودة الحقيقية لهذا الفريق في الظهور.

وفي بعض اللحظات كان أداء المنتخب الإنجليزي يكاد يكون مشابهًا لكرة القدم الأسبانية المعتمدة على التمريرات السلسة، إذ حافظ فريق ساوثجيت على الكرة وصنع مثلثات من التمريرات حول وسط الملعب.

وكانت تمريرة سترلينج بكعب القدم إلى شو ليرسل كرة عرضية جاء منها هدف كين الثاني والثالث لإنجلترا علامة على لاعب مفعم بالثقة.

ولم تستطع أوكرانيا مجاراة إنجلترا لكن منتخب الأسود الثلاثة واجه صعوبات أمام هذا المستوى من الفرق في الماضي، ولم يقدم شيئًا في المراحل المهمة من البطولات الكبرى، ولكن هذه المرة يبدو وكأنه وصل إلى قمة مستواه في اللحظة المناسبة.

وفضلًا عن كرة القدم الإيجابية والشراسة الهجومية، حافظ المنتخب الإنجليزي على نظافة شباكه في البطولة حتى الآن.

وكان الخروج صعبًا على المنتخب الأوكراني الذي كافح بطريق مثيرة للإعجاب ليصل إلى دور الثمانية، لكن النتيجة مهدت الطريق أمام ما يتوقع أن يكون أسبوعًا مثيرًا في كرة القدم في لندن.

وتلتقي إيطاليا وأسبانيا يوم الثلاثاء باستاد ويمبلي قبل أن يلعب المنتخب الإنجليزي صاحب الأرض، والذي يتطلع لبلوغ أول مباراة نهائية منذ 1966، في اليوم التالي ضد الدنمارك على الملعب نفسه.

وبعد الخسارة في قبل نهائي كأس العالم 2018 أمام كرواتيا بلغ فريق ساوثجيت الدور قبل النهائي في بطولة كبرى للمرة الثانية على التوالي، والضغط موجود الآن لكي يواصل الفريق تقدمه.

وفي روما، بدا المنتخب الإنجليزي مرشحا حقيقيا للفوز باللقب. والآن يجب أن يثبت ذلك عندما يعود للعب على أرضه.

زر الذهاب إلى الأعلى