تداعيات الحكم بإقامة مباراة فاصلة بين الأهلي والزمالك
يرى البعض أن حكم مركز التسوية والتحكيم، الصادر أمس، بضرورة إقامة مباراة فاصلة بين الأهلي والزمالك أنه يعني مجرد مباراة الفائز بها يحصل على دوري 99.
لكن المسألة أبعد من هذا بكثير، فالحكم صدر بناءً على شكوى رفعها الأهلي ضد اتحاد الكرة ويطالب فيها بشيئين: الأول إقامة مباراة فاصلة لتحديد بطل دوري 99، والثاني خصم 6 نقاط من الزمالك (في دوري الكبار) لأنه أشرك لاعبين موقوفين (من دوري 99) في مباراتي الجونة وطلائع الجيش اللتين فاز بهما الزمالك، وهي مخالفة إدارية صارخة تعني بالفعل اعتباره مهزومًا في المباراتين.
ولما كان الزمالك قد فاز بالدوري بفارق 4 نقاط عن الأهلي فإن خصم الـ6 نقاط تعيد ترتيب الأمور من جديد، وساعتها يطالب الأحمر بلقب الدوري الممتاز.
وصاحب مباراة الأهلي والزمالك في دوري 99 (فاز بها الأحمر 2-1) لغطًا كبيرًا، حين احتفل كل فريق بوصفه بطل الدوري، وتسربت مجموعة من الفيديوهات لاحتفال لاعبي الزمالك وهم يسبون الأهلي ورموزه، ما استدعى إيقاف: إمام عاشور وأحمد عيد وسيف فاروق جعفر (وآخرين) عدة مباريات، من قبل لجنة الانضباط قبل حلها.
وقرر اتحاد الكرة ساعتها إقامة مباراة فاصلة، وحدد موعدًا بالفعل لها، ثم وقع في سقطة خطيرة وقرر إنهاء المسابقة على الوضع الذي هي عليه دون تحديد بطل الدوري بحجة أنها دورة تنشيطية غير مهمة.
وواصل اتحاد الكرة سقطاته وسمح للزمالك بإشراك اللاعبين الموقوفين من دوري 99 في مباراتي الجونة وطلائع الجيش بدوري الكبار.
وظل اتحاد الكرة في مأزق كبير لا يستطيع الخروج منه (حتى الآن)، أولاً لأنه رفض طلب الأهلي بإقامة المباراة الفاصلة (وهو خطأ كبير)، وثانيًا أنه لا يستطيع فعليًا التراجع وإقامة المباراة لأن إقامتها يعني عدم قانونية إشراك سيف جعفر وأحمد عيد (الموقوفين) في مباراتي الجونة وطلائع الجيش.
ولجأ الأهلي لمركز التسوية فقط كي يستنفد إجراءات التقاضي المتعارف عليها حتى يصبح من حقه اللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية.
ويظن البعض أن حكم مركز التسوية جاء في صالح الأهلي في جانب (بحتمية إقامة المباراة الفاصلة)، وضده في الجانب الآخر المتعلق بخصم الـ6 نقاط لأن المركز ليس جهة اختصاص، خاصة أن الفريقين المهزومين (الجونة وطلائع الجيش) لم يتقدما بشكوى.
والحقيقة أن قول مركز التسوية بأنه (ليس جهة اختصاص) هو في حد ذاته حكم في صالح الأهلي، فهو لم يوافق على خصم الـ6 نقاط من الزمالك، لكنه أيضًا لم يرفض خصم النقاط، وإنما أعطى الأهلي السلاح الذي يذهب به إلى المحكمة الرياضية الدولية.
وترفض المحكمة الرياضية الدولية استقبال أي شكاوى إلا إذا سارت في إجراءات التقاضي المتعارف عليها، أما إذا جاءتها شكوى دون المرور بالإجراءات المنصوص عليها سترد بأنه (شأن داخلي)، والأهلي لم يكن في الحقيقة ينتظر حكمًا من مركز التسوية وكان يكفيه المرور عليه فقط من أجل الخطوة العالمية وهو ما تحقق، بمعنى أن لجوء الأهلي لا يهدف بالتأكيد الحصول على دوري 99 (رغم أهمية الموضوع) لكنه يهدف إلى الحصول على لقب الدوري رقم 43 وحرمان الزمالك من لقبه رقم 13.