دوري الأبطال: سان جيرمان بقوته الضاربة بعد عودة فيراتي وراموس
تشكّل عودة لاعب خط الوسط الدولي الإيطالي ماركو فيراتي دفعة إضافية للثلاثي الساحر في هجوم باريس سان جيرمان الفرنسي، بفضل قدراته الخارقة على استعادة الكرة وجودة تمريراته، قبيل المواجهة المنتظرة أمام مانشستر سيتي الإنجليزي الأربعاء في الجولة الخامسة من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
تزامن تعافي “البومة الصغيرة” كنية فيراتي الذي أصيب في فخذه مع خوض الثلاثي الخارق الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار وكيليان مبابي أفضل شوط أوّل منذ وصول “البرغوث” الصغير إلى النادي الباريسي في بداية الموسم الحالي خلال مباراة الفوز أمام نانت 3-1 في الدوري المحلي السبت.
حرر فيراتي بفضل قدرته على استعادة الكرة، إلى جانب الأرجنتيني الآخر لياندرو باريديس، ونوعية تمريرات هذا الثنائي، الثلاثي “أم أن أم” وجعله يتألق هجومياً.
قال قائد سان جيرمان السابق دومينيك باتوني “من الناحية الفنية، هو قادر على إخراج الكرات بطريقة نظيفة ووضع المهاجمين في أفضل الظروف”.
وتابع اللاعب الدولي السابق متحدثاً عن تمركز الإيطالي داخل المستطيل الأخضر “لاعب خط وسط بعيد إلى حد ما، هو أفضل دور له” و”يصبح فيراتي أول لاعب لاعادة اطلاق الهجمات وهو لا يحتاج إلى اللعب في مركز أعلى، فلديهم الكثير من المهاجمين الجيدين”.
وكان مدرب نادي العاصمة الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو قد أشار عقب فوز فريقه في الموسم الماضي على برشلونة في عقر داره 4-1 ذهاباً في دور الـ 16 من المسابقة القارية الأم، إلى أن ماركو “يملك قراءة جيدة للعبة، في كل مرة يسمح فيها بالحيازة الهجومية عندما يكون الفريق لديه الكرة”.
حينها، أضاءت موهبة لاعب خط الوسط الإيطالي ملعب “كامب نو” في كاتالونيا.
وتابع “يسمح (فيراتي) باخراج الكرة في ظروف جيدة وقيادة الهجمات بأفضل طريقة ممكنة”.
أطلق فيراتي، الغائب عن الملاعب لفترة شهر بسبب إصابة في فخذه، العنان للثلاثي السحري. فأمام فريق الـ “كاناري” لم نشاهد نيمار يعود إلى وسط الملعب لبناء الهجمات كما كان يفعل خلال مباراة الفوز الصعب على بوردو 3-2 قبل النافذة الدولية.
“صحيح أنه من الناحية الفنية، بالنسبة لاخراج الكرة واللعب في المساحات الصغيرة، يكون الأمر أفضل مع فيراتي وباريديس”، يقول قائد باريسي آخر هو إريك رابيساندراتانا لفرانس برس.
لا ينتقد المتوج مؤخراً بكأس أوروبا 2020 في الصيف دوره الجديد في الملعب والذي بات أشبه بـ “حامل المياه” لبقية النجوم، فهو القائل الموسم الماضي “أنا أوّل من يريد الدفاع، أركض من أجلهم إذا لزم الأمر، وأنا أعلم أنهم مع الكرة يصنعون الفارق”.
وعلى غرار مواطنيه، أثنى لويس فرنانديز الذي حمل بدوره شارة القيادة في النادي المملوك حالياً من القطريين على فيراتي، قائلاً “لا يجب أن يلمس الكرة كثيراً. يتقن السيطرة على الكرة والانحراف، وهو ليس مراوغًا رائعًا لكنه لا يحتاج لذلك، لانه يملك الحركة المناسبة للتخلص من المراقبة”.
كما أكّد المدرب السابق للنادي الباريسي والمحلل الحالي في قناة “بي إن سبورتس” أن فيراتي سيحتاج إلى مهاراته الفنية من اجل التخلص من الضغط الذي سيمارسه سيتي خلال أمسية دوري الأبطال الأربعاء.
وضمن السياق ذاته، يقول رابيساندراتانا محلل قناة “فرانس بلو”: “لم يطرح نانت الكثير من المشاكل، ولكن أمام فريق يستحوذ على الكرة مثل السيتي قد يواجهون المزيد من الصعوبات …”.
ورغم هذا المديح، يشكك “رابي” في التوازن الدفاعي لنادي العاصمة، معتبراً أن ذلك سيعتمد على “عمل الثلاثي في المقدمة. أمام نانت، عاد مبابي للدفاع. لا يملكون الخيار، بغض النظر عن المدرب أو الاسلوب، فكرة القدم الحديثة تعتمد على كذلك. حتّى في بايرن ميونيخ (الالماني)، الجميع يدافع”.
كما يجب أن يكون فيراتي المتماثل للشفاء حديثاً في قمة لياقته البدنية، وهذا ما يقلق رابيساندراتانا القائل “لهذا السبب أضايقه، هو (لاعب) مصاب أكثر من لاعب كرة قدم” و”نعلم أنه سيلعب نصف الموسم فقط، ونيمار أيضًا”.
في عامه العاشر في العاصمة باريس، لعب فيراتي الذي حمل شارة القيادة أمام نانت في ظل غياب المدافع الدولي البرازيلي ماركينيوس وبريسنل كيمبيمبي، ثلاثة مواسم فقط مع أكثر من 40 مباراة، وهي نسبة قليلة للاعب أساسي في نادٍ يخوض 60 مباراة كمتوسط في كل موسم.
وربطاً لما يؤكده رابيساندراتانا “لكنها متعة حقيقية عندما يلعب”، تعملق الدولي الإيطالي خلال مباراة الفوز ذهاباً أمام حامل لقب الدوري الانكليزي 2-صفر، في دور خفير غير عادي وحيث أن مرونته داخل المستطيل في لعب أكثر من دور جعلت مدربه بوكيتينو يبتسم.
قال الأرجنتيني ساخراً “في كل مركز أضع فيه فيراتي، يطرح عليّ السؤال عما إذا كان يمكنه اللعب في مكان آخر! لماذا في المقدمة إذا كان يلعب في الخلف، لماذا على أحد الرواقين إذا كان يلعب في الآخر؟”، قبل أن يختم “أهم شيء أنه في الملعب مهما كان مركزه”.
في نفس السياق؛ يقترب سيرجيو راموس مدافع باريس سان جيرمان من خوض أول مباراة له منذ أكثر من ستة أشهر بعد اختياره ضمن التشكيلة المسافرة لمواجهة مانشستر سيتي غدا الأربعاء في المجموعة الأولى لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وانضم اللاعب الإسباني إلى سان جيرمان في يوليو/تموز في انتقال مجاني بعد 16 عاما قضاها مع ريال مدريد لكن لم يكن بوسعه اللعب بسبب إصابة طويلة في ربلة الساق غاب بسببها عن معظم الموسم الماضي وحملة إسبانيا في بطولة أوروبا.
وتمكن اللاعب البالغ عمره 35 عاما من المشاركة في التدريبات لثلاثة أسابيع دون أي مشكلة واختاره المدرب ماوريسيو بوكيتينو ضمن تشكيلة من 23 لاعبا لمواجهة مضيفه سيتي حيث يسعى الفريق الفرنسي للتأهل إلى دور خروج المغلوب.
ويحتل سان جيرمان المركز الثاني في المجموعة الأولى بثماني نقاط متأخرا بنقطة واحدة عن سيتي المتصدر قبل مباراتين من النهاية.